اعتبر سفير ومندوب إيران الدائم في منظمة الأمم المتحدة غلام علي خوشرو تصريحات وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون حول السعي لتغيير نظام الحكم في إيران دليلا واضحا على تدخلات واشنطن داعيا دول العالم إلى إدانة هذا الموقف.

وأشار خوشرو في رسالة وجهها إلى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى تصريحات تيلرسون في شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي في 14 الشهر الجاري التي قال فيها: إن “سياسة الولايات المتحدة الامريكية تجاه ايران هي السعي لدعم عناصر في ايران من اجل الانتقال السلمي للسلطة فيها نحن على يقين من ان مثل هؤلاء العناصر موجودون هنالك”.

وبين خوشرو ان تلك التصريحات تكشف عن “مخطط ينم عن التدخل والوقاحة ويتعارض مع جميع معايير ومبادئء القانون الدولي وكذلك نص وروح ميثاق الامم المتحدة ويعد سلوكا مرفوضا في العلاقات الدولية”.

وقال مندوب إيران في الامم المتحدة: إن “هذه التصريحات تعد انتهاكا صريحا لاتفاقية الجزائر للعام 1981 وسائر المعاهدات الملزمة للولايات المتحدة بسياسة عدم التدخل المباشر وغير المباشر السياسي او العسكري في شؤون ايران الداخلية والتي تم التاكيد فيها بانه على أمريكا ان تتابع وتلتزم مستقبلا ايضا بمثل هذه التعهدات.

وتابعت الرسالة: إن النقطة اللافتة هي ان تصريحات تيلرسون تزامنت مع نشر وثائق خرجت اخيرا من السرية تكشف اكثر فاكثر مؤامرات المؤسسات الامريكية للاطاحة برئيس الوزراء المنتخب من قبل الشعب الدكتور محمد مصدق في 19 آب عام 1953″.

وأكد مندوب إيران أن الانقلاب ضد مصدق المدعوم من قبل جهاز الاستخبارات الأمريكي سي آي ايه قد أغلق الطريق فجأة أمام إيران نحو الاستقلال الديمقراطية والتنمية وفرض عهدا من الاستبداد امتد على مدى 25 عاما مازالت جراحها العميقة ماثلة في المجتمع الايراني والضمير الجمعي للإيرانيين.

وأوضح أن “هذه التصريحات تاتي بالضبط بعد عدة اسابيع من انتخابات حماسية لرئاسة الجمهورية والمجالس البلدية في ايران والتي شارك فيها اكثر من 71 بالمئة من أبناء الشعب الإيراني”.

وأكد خوشرو أن الشعب الايراني اثبت مرارا انه هو فقط من يقرر مصيره بنفسه لذا فان محاولات امريكا التدخل في شؤون ايران الداخلية محكومة بالفشل وقد تعلم هذا الشعب منذ انتصار الثورة عام 1979 كيف يبقى قويا ومستقلا.

وأضاف: إن إيران تتوقع من جميع الحكومات إدانة مثل هذه السياسات الفارغة وغير اللائقة وتطلب من الحكومة الامريكية العمل بمسؤولية وأن تثبت التزامها بمبادئ ميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية.

ودعا السفير الايراني إلى ادراج هذه الرسالة كوثيقة في مجلس الأمن الدولي وتوزيعها على سائر أعضاء المجلس.