تستمر معاناة أهالي عفرين بريف حلب الشمالي الغربي الذين اضطروا لترك منازلهم وقراهم بعد تهجيرهم منها وهروبهم جراء اجتياح العدوان التركي والعصابات الإرهابية المرتبطة به للمدينة يوم أمس بينما تعمل محافظة حلب ومديرية الصحة بالمحافظة على توفير خدمات صحية للمدنيين المهجرين عن مدينتهم.

وفي إطار متابعة أوضاع هذه الأسر المهجرة قامت محافظة حلب بالتعاون مع مديرية الصحة بتسيير قافلة خدمات صحية تمركزت في قرية الزيارة ضمت عيادتين متنقلتين وسيارتي إسعاف وفريق لقاح ومجموعة من الأطباء المختصين بمختلف الاختصاصات.

ولفت الدكتور زياد حاج طه مدير صحة حلب أنه تم فحص وعلاج مئات الحالات من أهالي عفرين وتلقيح الأطفال وتقديم متممات غذائية بالإضافة لدعم المراكز الصحية في بلدتي نبل والزهراء بالأدوية ومستلزمات العمل لتمكينها من تقديم الخدمات الصحية والعلاجية للحالات الوافدة إليها.

وبين الدكتور حاج طه أنه سيتم بشكل عاجل إحداث نقطة طبية دائمة في منطقة الزيارة لخدمة مختلف الحالات الواردة إليه.

من جهة أخرى تكثر الروايات التي يمكن سماعها من الأسر المهجرة عن منازلها في عفرين ولكن يختصرها منان شيرو الذي تجاوز الثمانين من عمره بالقول: “إن معاناة أهالي عفرين حالياً هي الأشد وطأة ولم يمر على أهلها مثلها في ظل الجرائم التي ارتكبها العدوان التركي الغاشم” الرجل الثمانيني الذي “لم يستطع أن يخف دموعه وهو يقول أنها المرة الأولى التي لن يحتفل بها بعيد النيروز في عفرين متمنياً إلا تطول معاناة أهالي مدينته وأن يندحر العدوان عن منطقتهم ويعودون إلى منازلهم”.

كما نوه أسعد خليل من سكان عفرين المهجرين قسرا بالقول:”إنه سمع بالجرائم التي ارتكبها الأتراك والعصابات المرتبطة بهم عند اجتياحهم لعفرين وتابع بعض مقاطع الفيديو التي وثقت هذه الجرائم وعمليات النهب والسلب والسرقة وكسر أقفال المحلات ونهب محتوياتها” ويتابع متسائلاً أين العالم والدول العظمى من معاناتنا ولما هذا السكوت والقبول بالجرائم والعدوان التركي على الأرض السورية”.

وكانت قوات النظام التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية اجتاحت أمس مدينة عفرين وقامت بأعمال تخريب ونهب في المنازل والمنشآت وذلك بعد شهرين من العدوان المتواصل على المدينة بمختلف أنواع الأسلحة تسببت خلاله باستشهاد أكثر من 1000 مدني وجرح الآلاف وتهجير جميع سكان المدينة إضافة إلى تدمير مشفى المدينة وتدمير مئات المنازل.