عقد وزير الإعلام عمران الزعبي لقاء إعلاميا وحوارا فكريا مع مسؤولي وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الإيرانية في مقر وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء في طهران.
وقدم الزعبي خلال اللقاء عرضا شاملا وموسعا عن مجريات الحرب الإرهابية على سورية وما تعرض له الإعلام السوري من اعتداءات إرهابية وحصار جائر.
كما أجاب الزعبي بشكل مستفيض عن أسئلة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الإيرانية التي تمحورت حول تطورات الحرب الإرهابية على سورية وما تقوم به الدولة السورية في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية بالتزامن مع سعيها لإيجاد حل سياسي دون تدخل خارجي يحفظ وحدة سورية وسيادتها.
وتحدث وزير الإعلام في اللقاء عن مؤامرات الأعداء ضد الشعب السوري وحكومته موضحا ان النظام السعودي الذي يعيش تناقضات داخلية إيديولوجية يسعى إلى الثأر من سورية وقيادتها.
وقال الزعبي ردا على سؤال حول أسباب وجود “تقاعس” عسكري أمام الإرهابيين في بعض المناطق السورية.. انه ليس هناك أي تخاذل أبدا في عمليات الجيش العربي السوري و يجب ان نعلم ان عدد نقاط المواجهة مع التنظيمات الإرهابية كبيرة جدا حيث يتجاوز عددها جبهة المواجهة فالجيش العربي السوري أعد ودرب منذ قيام ونشأة الكيان الصهيوني لمواجهة هذا الكيان وخوض حروب مع جيوش نظامية بينما الحرب الدائرة في مختلف المناطق السورية ليست كلاسيكية وانما حرب عصابات وعلى هذا الأساس يتصرف الجيش وفقا لعنصرين وهما طبيعة المكان ووجود المدنيين في المناطق المختلفة فعلى سبيل المثال مدينة تدمر الأثرية التي عمرها آلاف السنين وعدد سكانها قليل جدا أكثرهم يعمل في السياحة المحلية وبسبب وجود الآثار لا يوجد جيش في تدمر بل حامية من الشرطة فعندما دخل تنظيم “داعش” الإرهابي إلى المدينة واستقر فيها وقتل مدنيين وهدم بعض الآثار كان بوسع الجيش السوري ان يقصف المدينة ويستعيدها.. ولكنك بذلك تستعيد مدينة فيها آلاف من القتلى المدنيين وآثار عمرها آلاف السنين مدمرة مضيفا.. أن البعض يسأل لماذا لا نستعيدها.. ففي حرب العصابات لكل منطقة قانونها الخاص ووضعها الذي يفرض المواجهة.
وأوضح الزعبي انه في بعض المواجهات التي تجري تخلي القوات المسلحة عشر قرى لتحتفظ بمنطقة استراتيجية مرتفعة.
وقال الزعبي أن تنظيمي “داعش” و “جبهة النصرة” الإرهابيين في اعتداءاتهم على مدينة حلب استخدما أسلحة لم تستخدم مطلقا في أي حرب على الاطلاق وهي غير موجودة في سوق السلاح السوداء وفي العالم بل في مستودعات الجيوش التركية والسعودية والأردنية ولا تباع لتجار السلاح لأنها نوعية وعالية المستوى وحديثة.
وبين الزعبي ان مدينة إدلب تعرضت خلال بضع ساعات لقصف بـ 14 ألف قذيفة وعلى مساحة 2 كيلومتر مربع وبالتالي فإن الجيش العربي السوري لو لم يخل المدينة كان يمكن أن تحدث مجزرة يكون ضحاياها من المدنيين أكثر من العسكريين.
وأكد وزير الإعلام في معرض رده على سؤال حول أسباب عدم تعاون الحكومة السورية مع الأكراد في مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي.. ان الحكومة السورية لم تتعامل مع الأكراد على أساس عددهم أو الأثنية أو الطائفة بل تعاملت معهم باعتبارهم مواطنين سوريين بامتياز لكن المعارضة الكردية في مؤتمر جنيف أنكرت المساعدات التي قدمتها الحكومة السورية لهم في مواجهة الإرهاب مبينا أن عدد الاكراد في سورية ليس مليونين فهذا رقم مبالغ فيه ومع ذلك الدولة السورية لم تتعامل يوما معهم وفق عددهم أو انتمائهم الديني انما التعامل معهم كان دوما كونهم مواطنين سوريين بامتياز.
وبين الزعبي انه خلال الحوار الذي جرى في موسكو بين الدولة السورية والمعارضة قال مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري رئيس الوفد السوري.. ان الجيش العربي السوري قدم دعما عسكريا لوحدات الحماية الكردية للدفاع عن مدينة عين العرب “كوباني” كما قدم الجعفري رزمة كبيرة من الوثائق الموقعة من قبل القادة العسكريين الأكراد تؤكد ان وحدات الحماية الكردية استلمت من الجيش العربي السوري عتادا وذخائر كافية لهزيمة “داعش” وأنا شخصيا مطلع على هذه الوثائق.. والطيران السوري ساهم في قصف أوكار “داعش” وكان يتقدم باتجاه عين العرب بينما اعتبر رئيس وحدات الحماية الكردية للاتحاد الديمقراطي الكردستاني في سورية صالح مسلم ان ذلك لم يحدث.
وأضاف الزعبي ان الطيران السوري نفذ أربعمائة غارة ضد تنظيم “داعش” في مدينة عين العرب في وقت لم ينفذ طيران التحالف الدولي سوى ست عشرة غارة مؤكدا ان الاكراد في سورية ليسوا حزبا واحدا وعدد منهم لا يتفق فيما بينهم.
وتعليقا على ما يقال حول لعب روسيا بورقة الأزمة في سورية أوضح الزعبي أن لا شيء اسمه اللعبة الروسية بخصوص ما جرى في سورية بالمعنى السلبي للكلمة فيمكن ان يكون هناك شيئا اسمه التكتيك السياسي فهذه مسألة أخرى فكل الدول تمارس التكتيك السياسي.
وأكد الزعبي ان الموقف الروسي واضح وصريح بالنسبة لسورية وتحديدا موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فهو إيجابي يقف الى جانب الدولة السورية والشعب السوري والجميع يعلم طبيعة العلاقات بين سورية وروسيا .
ونفى وزير الإعلام ما تم تداوله في بعض الصحف حول لقاء سعودي-سوري على المستوى الأمني والسياسي مبينا ان هناك عرضا قدمه الرئيس الروسي خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم لتشكيل حلف إقليمي لمواجهة الإرهاب حيث وصف المعلم العرض بالمعجزة ان تم تحقيقه مضيفا انه ليس هناك لقاء سوري سعودي حتى الان ولم يذهب أحد الى السعودية ولم يأت أحد من السعودية.
وأضاف الزعبي ان الرئيس بوتين طرح أمام الوزير المعلم فكرة الحلف الإقليمي لمواجهة الإرهاب وكان يتحدث عن عمل كبير والوزير المعلم قال.. إذا حدث ذلك فهذه معجزة والتغيير في الموقف السعودي يجب ان يكون تغييرا بنسبة مئة وثمانين درجة.
وأوضح الزعبي أنه ليس بإمكان السعودية ان تقول انها ضد الإرهاب في وقت تدعم فيه “داعش” و”النصرة” والتنظيمات الإرهابية الأخرى.
وأشار وزير الإعلام إلى ان السعودية تعاني من التناقضات الداخلية والإيديولوجية مضيفا أن النظام الذي يقوم بقتل الشعب اليمني تحت عنواني “عاصفة الحزم” وإعادة الأمل” لا يستطيع أن يشارك في حل الأزمات الإقليمية واصفا الدبلوماسية السعودية بـ “السياسة المرتجفة”.
وكان من بين وسائل الإعلام المشاركة صحيفة “ابتكار” وصحيفة “جوان” ووكالة “شبستان” ووكالة “ارنا” ووكالة “شفقنا” والموقع الإعلامي “مشرق” ووكالة “مهر” وصحيفة “اطلاعات” وشبكة “خبر” ومسؤولي وكالة أنباء “تسنيم”.