حقّق الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً هاماً وسريعاً في ريف حلب الجنوبي ناقلاً المعارك إلى الجزء الشرقي منه، توازياً مع استعادة قائمة قرى هامة تضعه على مسافة قصيرة من اهم مطارين عسكريين خسرهما في العام الماضي. العملية العسكرية التي بدأها “الفيلق الرابع”منذ شهرين وحققت نجاحات هامة جداً على هذه الجبهة، عزّزها الجيش امس من خلال استعادة السيطرة على سلسلة قرى جديدة ضمن عملية عسكرية تتميز بوتيرتها السريعة وبأساليب هجومية مختلفة. التكتيكات العسكرية أدت إلى إرباك وتشتيت الجماعات المسلحة، إذ في كل مرة تفاجأ بأسلوب جديد على الارض. هذا الأسلوب العسكري لم يساهم بضرب خطط المسلحين فحسب، بل ساهم أيضا بشكر كبير في انسحاب وهروب عدد منهم في وقت غير متوقع.

وعن استكمال العملية العسكرية وطبيعة التفاصيل، بدأت قوات الجيش وحلفاؤه فجر أمس السبت التقدم باتجاه القرى التي يسيطر عليها المسلحون جنوب غرب جبل الأربعين في ريف حلب الجنوبي. انتشرت وحدات من “الفيلق الرابع” الذي هو عبارة عن مجموعات سورية – عراقية – لبنانية – ايرانية منقحة، في محيط قرية قريحة، فيما تقدمت مجموعات اخرى باتجاه الغرب من قريحة، في ظل القصف الناري التمهيدي الذي بدأ عند السادسة صباحا الذي استهدف تجمعات المسلحين في كل من مريقص وقريحة، ومحققا إصابات مباشرة في صفوفهم.

انتشار قوات الجيش وحلفائه في محيط بلدة قريحة اربك المسلحون في البلدة، خصوصا مع تقدم القوات عند اطراف البلدة واستهداف المسلحين بشكل مباشر ومتابعة القصف المدفعي والصاروخي. هذا الضغط الناري الكثيف بالإضافة إلى تقدم القوات السريع دفعا المسلحين إلى الفرار من البلدة، تاركين خلفهم جثث قتلاهم.

تابع الجيش وحلفائه التقدم وسط انهيارات في صفوف المسلحين لتحكم القوات بعدها سيطرتها القوات على كل من قريحة ومريقص وأبورئيل جنوب جبل الاربعين، كما جرت إستهدافات عنيفة لتجمعات المسلحين بشكل مكثف في المنطقة حيث استغلت القوات ارتباك المسلحين وتخبطهم لتتابع التقدم وتسيطر على بلدة الصعيبية ومنها إلى الصحيبية وتل دلامة والمزارع المحيطة بالتل وبلدة دلامة وسط القصف المكثف الذي طال تجمعات المسلحين الذين لاذوا بالفرار.

وعند المساء تم الإعلان عن السيطرة على 6 قرى بشكل كامل في ريف حلب الجنوبي خلال ساعات وهي: مريقص، أبو رئيل، قريحة، الصعيبية، الصحيبية، ودلامة. وبذلك يكون الجيش السوري قد اقترب مسافة 10 كيلومتر من مطاري تفتناز و 8 كيلومتر من مطار أبو الظهور العسكري شرق إدلب في خطوة تفسح في المجال أمامه لاستعادة أهم مطارين خسرهما في الفترة الماضية.

ومد “الفيلق الرابع” نفوذه على قرى أبو رؤيب وقريحة ومريقص ودلامة جنوب جبل الأربعين الواقع جنوب بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي قبل أن يتابع تقدمه ويبسط سيطرته على الصعيبية أكبر القرى التي تفصل وحداته عن مطار أبو الظهور الواقع إلى جهة الجنوب الشرقي من مواقع سيطرته، وفق تصريح مصدر ميداني نقلته صحيفة "الوطن" السورية.

وأوضح المصدر، أن طرد حركة "أحرار الشام الإسلامية" مع جبهة النصرة، من آخر معاقلهما في ريف حلب الجنوبي الذي بات مطهراً بالكامل باستثناء بلدتي الزربة وخان طومان وقرية البرقوم، بات الطريق مفتوحاً نحو مطار أبو الظهور العسكري الذي سيطرت عليه "النصرة" بعد أن أخلته حاميته في آب الماضي.

وأشار المصدر إلى أن الجيش يتابع عمليته العسكرية للسيطرة على خان طومان والبرقوم والزربة التي غدت محاصرة من جهتي الجنوب والشرق بعد أن هيمن الجيش العربي السوري في 8 الجاري على قرى زيتان وقلعجية والحميرة على تخوم الزربة التي أصبح الجيش على مشارفها ووضع قدمه على بعد أقل من 2 كيلو متر من طريق عام حلب دمشق الذي تتاخمه البلدة آخر معاقل وقلاع "أحرار الشام".

وبوصول الجيش إلى الطريق الدولي حلب دمشق من خان طومان إلى الزربة مروراً بمنطقة الإيكاردا، تتاح له الفرصة سانحة للتقدم في ريف حلب الغربي الذي يتصل بمطار تفتناز أكبر المطارات السورية مساحة والذي سيطرت عليه مجموعات مسلحة قبل أكثر من سنتين قبل أن تتخذه "النصرة" أكبر قاعدة تدريبية عسكرية لها.