Friday - 29 Mar 2024 | 13:49:21 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
سوريا بين مصالح الحلفاء وتكالب الأعداء

عبد المسيح الشامي- خاص سيريانديز سياسي

خمس سنينٍ من لا غالبٍ ولا مغلوبْ في سوريا, البلد كلها دُمرت, و مئات الألوف من البشر قُتلت وذُبحت وحُرقت, و ملايين السوريين من بيوتها ومدنها وقراها هُجّرت, و مليارات البترودولار أُنفقت, و مئات الألوف من قطعان المرتزقة نَفقت.... و بقيت المعادلة هي ذاتها, لا غالب ولا مغلوب.

هل يمكن لهذا أن يكون محض صدفة!؟

من يفهم في علم السياسة جيداً, يعرف أنه في السياسة لا مكان لِصُدفٍ بهذا الحجم, فلا يمكن للدول و الشعوب أن تتكبد كل هذه التكلفة البشرية والمالية الباهظة, وأن تتحمل عبء خمس سنين من حرب عالمية شرسة, تشترك بها كل دول العالم,...... بمحض الصدفة, فالدول ليست جمعيات خيرية, ولا نوادي مجانية لممارسة هواية الحرب و تبادل إطلاق الرصاص والمدافع والصواريخ, فما يجري في سوريا حقيقة هو حرب عالمية واضحة المعالم والتفاصيل, وهي حرب لتقاسم النفوذ والثروات بين الدول الكبرى والصاعدة, وهذا ليس باكتشاف جديد, فهو معروف و واضح منذ بداية الأزمة في المنطقة, أي منذ بداية ما يسمى بالخريف العربي.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هنا هو: هل يمكن للعبة تقاسم المصالح بين فريقين متحاربين, يتكبد كل طرف منهما كل هذه الخسائر والأثمان الباهظة, أن تكون لعبة مصالح من طرف واحد فقط!؟..... بالطبع لا..... هي لعبة مصالح متبادلة بالتأكيد.

وهذا يوصلنا إلى سؤال أساسي في هذه القضية والذي هو: ما هي طبيعة مصالح حلفاء سوريا في هذه الحرب, و كيف يوفقون ويوازنون بين مصالحهم وبين فاتورة الدم والدمار الكبرى التي تدفعها سوريا عن حلف المقاومة بكامله!!!؟؟؟

إذا بدأنا بروسيا, سوف نجد أن روسيا لها ثلاثة أهداف رئيسية  تريد تحقيقها من خلال مشاركتها بهذه الحرب وهي:

1ـ كسر الهلال الوهابي الصهيوني المزمع تشكيله من المغرب إلى تركيا, خوفا من أن يمتد هذا الهلال ليصل  إلى الدول الإسلامية الروسية الجنوبية المنشقة عن الإتحاد السوفييتي السابق,  كأزربيجان و تركمانستان و أوزباكستان وتاجيكستان وقرغيزستان, وربما منغوليا, بعدما وصل هذا المد الوهابي إلى أفغانستان والشيشان منذ زمن طويل, وهذا أمر إذا تم, سوف يعني بداية نهاية ما يسمى بالقيصرية الروسية التاريخية, خصوصاً وأن زعامة هذا الهلال السني سوف تكون بيد ألد أعداء روسيا التاريخيين, ألا وهي تركيا, التي بدأت تخطط وبشكل علني بعد وصول أردوغان وحزبه الإخواني للحكم منذ حوالي 13 سنة تقريباً, لإعادة مشروع الإمبراطورية العثمانية البائدة من جديد, وهذا طبعاً سوف يحيي بأذهان الأتراك, كل المشاريع التوسعية التاريخية السابقة لهم في الشرق الأوسط و في روسيا وفي أوربا.

وهذا يذكرنا بقول شهير للإمبراطورة الروسية كاترين يقول, أن مفاتيح موسكو هو في سوريا.

2ـ عدم تمكين أمريكا والخليجيين من تمرير خط الغاز القطري إلى أوربا عبر سوريا أو العراق, حيث ستخسر روسيا بهذه الحالة مورد مالي كبير, و الأمر الآخر وهو الأهم والأكثر حيوية بالنسبة للروس, هو أنهم سيخسرون سيطرتهم الكاملة على أوربا عبر تحكمهم بحنفية الغاز الروسي التي تغزي الاقتصاد والمدن والقرى الأوربية بكاملها.

3ـ إبقاء تهديد وضغط حلف المقاومة الممتد من جنوب لبنان إلى طهران مروراً بسوريا والعراق, كسيف مسلط على عنق إسرائيل, لكي تستثمر وتستفيد من هذا الضغط  في اللعب مع أمريكا والغرب, كون أن إسرائيل هي نقطة ضعفهم الوحيدة, التي تستطيع روسيا من خلالها الضغط عليها, تحصيل مكاسب وتنازلات من أمريكا والغرب في ملفات مشتركة كثيرة تهمها حول العالم.

أما إيران, فهي بدورها أيضاً لها مجموعة من المصالح الهامة والأساسية في رحلة صعودها إلى نادي الكبار,  و هذه هي أهم مصالحها:

1ـ حل مشكلة الملف النووي الإيراني مع الغرب, وتوقيع اتفاقية نووية تضمن لها حق تخصيب اليورانيوم على أراضيها, واستعمال الطاقة النووية في نواحي كثيرة, وقبولها كعنصر جديد في النادي النووي العالمي.

2ـ ألحصول على حصة جيدة من النفوذ والمصالح في كعكة الشرق الأوسط الجديد المزمع تقاسمها بين الكبار, وهي تطمح إلى الفوز بنفوذ شبه كامل على منطقة الهلال الخصيب الممتدة من غزة إلى العراق, إضافة إلى نفوذ جيد لها في دول الخليج, يضمن لها مصالحها الاقتصادية والسياسية في تلك المنطقة, ويضمن لها أمنها القومي وسلامة أراضيها. بالإضافة إلى تطلعا واهتمامها الكبيرين بنيل حصة جيدة من النفوذ في اليمن, وبالأخص في مضيق باب المندب الإستراتيجي والمهم جداً لها وللعالم.

فأين سوريا من كل ما يجري, و أين هي من لعبة المصالح هذه؟

في الحقيقة سوريا تعتبر مفتاح العقد في كل هذه المشاريع, فمن يسيطر على سوريا سوف يفرض مشروعه على الجميع, وسوف يفرض سيطرته على كل العالم. فسوريا هي قلب و مفتاح الهلال السني الذي تكلمت عنه, وهي قلب ومفتاح الهلال الخصيب, الذي يحلو للبعض تسميته (بالهلال الشيعي, أو محور المقاومة), وهي حجر الأساس في مشروع الإمبراطورية العثمانية الجديدة الذي يطمح الأتراك إلى إحيائها, وهي قلب العروبة النابض كما يسميها العرب, وهي أيضاً ألممر شبه الإجباري ل  70 ـ 80 % من طاقة العالم النفطية من بترول وغاز بين الشرق والغرب, و في أحشائها أيضاً يتمركز قعر خزان الغاز لمنطقة الشرق الأوسط بكاملها.

إذاً سوريا هي المفتاح الحقيقي لكل المشاريع المطروحة في هذه المنطقة, عند الخصوم و الحلفاء على حد سواء, و هذا ما يفسر لنا سر كل هذه الشراسة و هذا التكالب للظفر بالسيطرة على سوريا, و هو ما يفسر لنا أيضاً سبب استعصاء إنهاء أو حسم الحرب فيها, حالة الاستعصاء هذه التي حاول كلا التحالفين الهروب منها من خلال فتح جبهات جديدة للي ذراع الطرف الآخر, كما فعل الحلف الأمريكي بفتح الجبهة الأوكرانية, للي ذراع روسيا في خاصرتها الرخوة  مثلاً, و لكن جاء الرد عليهم سريعاً من قبل الحلف الروسي الإيراني من خلال فتح جبهة اليمن, الخاصرة الرخوة لأمريكا في الخليج.

وفي هذه الأجواء المستعصية, نجد الدول الصاعدة في الحلفين, ممن لها مصلحة في حالة الستاتيكو القائمة هذه ( حالة اللا غالب ولا مغلوب) كتركيا وإيران, تحاول الاستفادة من حالة الستاتيكو القائمة بالتعاطي ببراغماتية عالية مع المعادلات القائمة, فتحاول كل منها السعي لإبرام صفقات لصالحها مع الحلف الآخر. وهذا طبعاً للأسف ما يكرس حالة الستاتيكوا القائمة أكثر فأكثر, و هو ما يسبب الاستمرار في حالة اللا غالب ولا مغلوب إلى أجل غير مسمى ربما.

 

أما الكارثة الحقيقية فهي في دول التحالف المعادي لمحور المقاومة, والتي كان لها أحلام كبيرة وعريضة في هذه المنطقة, هذا الدول أصبحت بعد فشلها في تحقيق انتصار واضح على المحور المقاوم, أصبحت تتبنى مبدأ إما أنا, وإما من بعدي الطوفان, ولهذا أصبحنا نرى هذه الدول تجنح إلى وحشية وسادية غير مسبوقة في تاريخ البشرية تجاه سوريا والشعب السوري, و أصبحنا نراها تطرح مشاريع تقسيم وتفتيت طائفية انتقامية من سوريا والعراق و من المنطقة ككل, حيث أصبحت ورقة التقسيم هي ورقتها الأخيرة للهروب من الهزيمة, وإذا خسرت هذه الورقة, فإنها سوف تخسر إلى الأبد, وإذا نجحت بها, فسوف يخسر الجميع, وإلى الأبد أيضاً.

 

 

عبد المسيح الشامي - خاص سيريانديز
الأحد 2015-05-31  |  17:07:59   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©