Thursday - 25 Apr 2024 | 15:12:13 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
التَّجهيل .. لجامُ الشُّعوب

أكثر من أن تُحصى هي أسباب ومبررات التردي الذي وصلت إليه الدول والشعوب العربية ، وانعكس بشكل واضح على أعداد كبيرة مما أنتجته من شخصيات اعتبارية و قيادات ورجالات دين وسياسة وباقي مجالات الحياة ، ويعملفي دولٍعربية وعالمية مفكرون وباحثون كثر ومراكز دراسات متعددةلتحديد هذه الأسباب ودراستها وتحليلها وتفسير دوافعها الداخلية والخارجية ، ولسنا هنا في وارد ذكر كل هذه الأسباب ، لكن من المهم جداً أن نسلط الضوء على " الجهل " كسببٍ تتقاطع عنده كل تلك الدراسات والأبحاث ويعتبر القاسم المشترك لها جميعاً،مع التأكيد على عدم التقليل من أهمية الأسباب الأخرى كالفقر والظلم والتدخل الخارجي والديكتاتورية وغير ذلك الكثير .

في معجم اللغة يُعَرَّف الجهل على أنه نقيض العلم ، أو هو عدم المعرفة بالشيء ، وتعتبر المعرفة إدراك جزئي ، والعلم إدراك كُلِّي ، أما التعليم فهو عملية نقل أسس المعرفة ومن ثم التدريب على استخدامها للحصول على المعرفة والوصول إلى العلم ، إلا أن التعليم لا يحقق دائماً الغاية المطلوبةمنه ، ونتائجه ليست واحدة وثابتة ، بل مختلفة ومتفاوتة ، زيادة على ذلك لا يحقق التعليم في حالات كثيرة جدوى تستحق الذكر بسبب تفاوت الإمكانات العقلية والفكرية للأشخاص ، وبيئاتهم التي يترعرعون فيها وثقافة ومؤهلات وظروف تلك البيئات ، واختلاف أسباب وأهداف طلاب التعليم ، لذلك وصلنا إلى نتيجة مخيبة للتوقعات ، وهي أن الجهل لا ينتفي حكماً بالتعليم ، خاصة عندما لا يحقق التعليم دوره الأساس في زرع أسس وبذور الرغبة في المعرفة والعلم ، بل ينحصر الهدف في غالبية الحالات في عبوربوابة التعليم للحصول على مصادر للرزق والعيش أو تحقيق أهداف ضيقة وشخصية جداً سمحت بوصول البعض دون مؤهلات حقيقية وكافية ولأسباب خاصة تتعلق بظروف وشروط كل مجتمع أو بيئة ، ليكونوا قيادات وزعامات وشخصيات اعتبارية في مختلف مجالات الحياة ، وليكونوامؤثرين بشكل فاعل وكبير على رأي مجتمعاتهم وتوجهاتها وقراراتها .

الجهل لدى الشريحة المتعلمة ينعكس عبر عدم القدرة على فهم الأسباب الحقيقة لأي حدث او قضية ، والتعاطي بشكل سطحي ومباشر في التفسير والتحليل ،والانقياد السهل خلف أحداث وشعارات وعناوين دون البحث في صدقيتها وجديتها ودوافع ومبرراتطرحها ،والأهم غاية هذا الطرح ومآله وتداعياته على ساحته وميدانه ، وبالتالي عدم صوابية القرارات التي تتخذها تلك الشريحة في قضية أو حدث ما ، ما يرتب بدوره اعتماداً على سياسة القطيع التي تحكم غالبية مجتمعاتنا وشعوبها تأثيراً فعالاً من تلك الشريحة على الشارع الذي تنتمي إليه وبالتالي سوقه بالاتجاهات التي  تخدم من يمسك بخيوطٍ أساسيةٍ ومحوريةٍ في لعبة الأمم التي تحكماتجاهات الحراك على ساحات الصراع في المنطقة والعالم ،

تاريخياً لم يمنع الفقر أي مجتمع أو شعب من التعليم على اختلاف أشكاله وطرقه وأساليبه ، ومع ذلك ورغم مرور شعوبنا العربية والإسلامية بعصور كانت تعتبر مزدهرة وفق معايير ومعطيات معينة إلا أنها  لم تنتج النسبة الكافية من المعرفة والعلم القادرة على نفي الجهل وتحصين هذه الشعوب والدول من حالات التردي والانحطاط الذي لم يَعًد مُنتَجَاً محلياً وداخلياً فقط ، بل اصبح مطلباً وهدفاً خارجياً من شعوب أخرى ودول أصبحت مصالحها تقتضي إبقائنا تحت عباءة الجهل التي بدورنا لم نتمكن من الخروج من تحتها ، بل من المؤسف ان قسماً لا يستهان به من شعوبنا ودولنا وقياداتها تمسكت بجدارة بتلك العباءة وتدثرت بها جيداً لأسباب أكملت الدائرة المغلقة لاجترار الجهل.

تحت هذه العباءة استوطن المأزق الحقيقي وأنتجلاحقاً عواملَتأزيمٍ أُخرى ، تعصب ، تطرف ، قَبَليَّة ، عشائرية ، طائفية ، مذهبية ، تشتت ، اقتتال ، استنزاف طاقات وثروات ، تيهٌ في الاستراتيجيا ، اصطفافات متنافضة ومتصارعة ، ضيق البصر والبصيرة في التطلع إلى المستقبل والمصالح لكل دولة أو مجتمع أو جزء بشكل منفصل عن الكل .

الإفراز الأهم الذي أُنتجتحت هذه العباءةهو مؤسساتُ حُكمٍ وسُلطةٍبأشكالها المختلفة ، وتياراتٌ وحركاتٌ وأحزابٌ وزعاماتٌوقياداتٌاستمتعت جميعها بجدارةٍ بظل هذه العباءة لما حققته لها من مكاسب شخصية وخاصة ، وأرضت هَوَسَها وشَغَفَها بالسلطة ، وهيأت لها سُبُلَالاستمرار والبقاء ، ونجاحَمشاريعها الضيقة والقصيرة الأنفاس ،  فاستمرأت الجهل وفرضته علىجمهورها وقواعدها الشعبية باتِّباع سياسة التجهيل ، لاعتقاد هذه السلطة والزعامات والقيادات أن الجهلهو الضمان الوحيد لبقائها واستمرارها فيما هي فيه ، فبدل التوجه إلى إقامة مشاريع التنمية الحقيقية في كل المجالات وعلى رأسها مجال التعليم والثقافةوالمعرفة الذي يضع الشعوب على الطريق الصحيح لبناء مستقبلها الكريم ، يلي ذلك مجال التنمية الاقتصادية الحقيقة التي توفر فرص العمل والعيش الكريم وتُحَصِّن الشباب من الوقوع في شَرَكِ الجماعات والتنظيمات الإرهابية على اختلاف دوافعها وأرضياتها الحاضنة ، بدل ذلك كان هناك تَقَصُّدٌ في تَجهيل هذه الشعوب والمجتمعات عبر إفقارها وإشغالها برحلة البحث عن لقمة العيش بشكل يومي ، وعبر تحييد أو تغيب مؤسسات التعليم بشكله السليم ، ما ترك الساحة مفتوحة لكل من أراد أن يستثمر في مجال التعليم لصالح مشروعه أو أفكاره مهما كانت متطرفة أو متشددة ، ما فرض بدوره اختلافات كثيرة تسببت بعداوات ونزاعات وصراعات فيما بين أبناء المجتمع الواحد والبلد الواحد تبعاً لمرجعيات وشخصيات تحكم بعضها الإيديولوجية والفهم الخاطئ لجوهر القضايا والأديان ،وبعضها الأخر تحكمه المصالح الخاصة والأجندات المرتبطة بالخارج  ، وبعضٌ منها تحكمه النَّزْعَات القبلية أو المناطقية أو العرقية وغيرها من أسباب الاختلاف ، كل ذلك  يجعل من هذه الشرائح الواسعة عاجزة وتابعة وتحت السيطرة عندما تبقى مرهونة اقتصادياً ومعرفياً ومرجعياً لجهات داخلية تتحكم بها وتوجهها لضمان استمرار احتكارها للسلطة وضمان تحقيق مصالحها ومشاريعها وأجنداتها الخاصة ، تلك الجهات الداخلية من الطبيعي أنتتلاقى مصالحها مع مصالح جهات خارجية في اتباع سياسة التجهيل ليكون لجاماً يكبح جِماحَالشعوب إذا جَنَحَت للحرية والتغيير ، ويقودها لتحقيق الغايات الموضوعة من الخارج والمخطط لها أن تنفذبالتعاون مع جَهَلَةِ الداخل ،وإن اختلفت المنطلقات والغايات أحياناً كثيرة بين الخارج والداخل .

 

طارق عجيب - خاص سيريانديز
الأحد 2015-05-31  |  17:53:00   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©