د. أشواق عباس لسيريانديز سياسي

مع انطلاقة موقع سيريانديز سياسي، بدا واضحاً أن هناك سمة خاصة تميز هذا الموقع الناشئ. فمنذ الأيام الأولى له، كانت نوعية المواد التي يصدرها تشير بشكل واضح إلى نفس وروح جديدان في الكتابة في عملية البحث عن هوية خاصة للكل ما هو موضوعي وعقلاني في الأهداف والطروحات، وسط التخبط الكبير الذي بات يشهده الإعلام بمختلف وسائله وأقنيته.

إن الحاجة إلى صوت عاقل يتحدث بهدوء بعيداً عن التشنج والاستقطاب، يمثل شريحةً هامة وفاعلة تعمَّد البعض تجاهلها، ونسيها البعض الآخر في سباقه المحموم لنشر أخبار وتسويق رؤى يعتقد أنها وحدها صحيحة. صوت مهمته نشر الجانب العقلاني من الأفكار، والتركيز على من تم تهمشيه، واستقطاب الأقلام التي تمتلك عمقاً في الرؤية يمكن أن تكون حاضنات للحلول والأفكار.

من الملفت للنظر، والموقع لم يبلغ بعد شهره الأول من الإقلاع التجريبي، وأسبوعه الأول من الإقلاع الرسمي، نوعية الأسماء والمفكرين والكتَّاب الذين بات الموقع مساحةً لالتقائهم وتبادل الأفكار بينهم. لاسيما، تلك النخب الثقافية التي لها باع طويل في الفكر والسياسة، في توليفة منسجمة ومتكاملة مع نخب شابة طموحة، ما تزال تشق طريقها في السياسة والمجتمع. توليفة تجعل من طروحات الموقع متكاملة ومتبادلة للأدوار بين أجيال سوَّق لها البعض بأنها مختلفة ومتناقضة في تفكيرها وطروحاتها. لكن يبدو واضحاً، أنها متكاملة الأدوار والتفاعل فيما لو أتيح لها المجال بالتواصل مع بعضها بطريقة مدروسة وصحيحة، لا متصادمة ومتنافسة. من منطق أن الجميع مسؤول ومشارك فيما يجري وفي تقديم الحلول، لاسيما وسط الصراع السياسي والحروب المستعرة في عالمنا العربي، وبالتالي لا يمتلك طيفٌ دون آخر حق تقديم الأفكار لوحده، أو امتلاك المعرفة فقط.

       هذا المساحة الهادئة وسط صخب وضجيج يعج بأفكارنا ووقائعنا التي تسوقها لنا المحطات الفضائية ممضوغة وجاهزة للامتصاص دون أن يتعب المتلقي نفسه بالتحليل والفهم.

من هنا، يمكن أن نطلق الدعوة التالية، موقع سيريانديز سياسية مساحة افتراضية للجميع، وكل "الجميع" مدعو للكتابة فيه والتعبير عن آرائه وأفكاره، وتقديم رؤاه وتصوراته. مع كل التمنيات لجميع القائمين والعاملين والكتَّاب فيه نخباً كبيرة ونخب شابة بالنجاح في الوصول إلى غاية ومبتغى هذا الموقع.