Wednesday - 24 Apr 2024 | 14:06:24 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
التطرف الديني الإسلامي.... والنزاعات الطائفية

اتسم الدين الإسلامي بالرحمة، وقام على مبادئ بسيطة وعامة سِمَتُها الاعتدال والتسامح والإخاء. فجميع تعاليمه السمحة تصب في مصلحة وخدمة الإنسان للوصول به إلى أعلى درجات الارتقاء الإنساني والوجداني في المجتمع، وذلك في علاقته مع خالقه وعلاقته بأخيه الإنسان. ولما كان الإسلام دين يسر واعتدال، فإن كل ما خرج عن عاداته وتقاليده المألوفة يصبح مرفوضاً، وكل ما خالف تعاليمه ومبادئه الأساسية بتعاليم وعقائد أخرى يعد تطرفاً.

يعني التطرف بمعناه العام مخالفة التقاليد والأعراف السائدة في المجتمع الاجتماعية منها والدينية وغيرها والشذوذ عنها. أما من الناحية الدينية، فهو تجاوز حد الاعتدال والغلو فيه. أي الخروج عن المبادئ والأسس العامة التي نادى بها الإسلام، واستبدالها بمبادئ وعقائد أخرى يعتقد البعض أنها تشكل ولاء للدين لكن وفق تفسيره الخاص للنص الديني، ومحاولة فرض هذه المبادئ والعقائد بكافة الأشكال بما في ذلك استخدام القوة المفرطة.

إن الاختلاف في الاجتهادات والتفاسير هو سبب رئيس في انقسام العالم الإسلامي إلى مذاهب وطوائف وجماعات. هذا الأمر طبيعي إن بقي في حدود النقاش والحوار واحترام الآراء، ولكن عندما يصل هذا الاختلاف إلى تعصب للرأي وانغلاق فكري وغلو وفرض الآراء بالقوة وتحوله إلى صراع دائم ومستمر عبر الأجيال معجوناً بالحقد والكراهية، فهذا هو التطرف. وهو حالة مرضية تظهر في معظم المجتمعات. التطرف ليس بالظاهرة الحديثة، بل قديمة وعرفتها كل المجتمعات والحضارات الإنسانية. وإسلامياً، فهي قديمة تعود إلى عهد الرسول والخلفاء. هذه الظاهرة تتجدد وتنشط كلما وجدت البيئة الخصبة لذلك في ظل انعدام الأمن والقانون وانتشار الفوضى والاضطراب في المجتمعات. التطرف بفكره المتعصب يصبح أكثر خطورة كلما أثبت وجوده على أرض الواقع، ولاقت أفكاره صدى في صفوف المسلمين، ولعل الحروب ببعض أشكالها تشكل أكبر ساحة تسمح بممارسة هذا التطرف وتأخذ حينها شكل الصراعات الطائفية والتي تنهك وتفتك بالمجتمع. حيث نشطت الأفكار المتطرفة في المجتمعات العربية ولعبت دوراً بارزاً في تفاقم الأزمات وتأجيج الحروب الطائفية من جديد، وظهر ذلك جلياً في السنوات الماضية في مرحلة ما يسمى بـ "الربيع العربي".

إذاً فالتطرف الديني ينتج فكراً متحجراً لا يقبل النقاش على الإطلاق، ويعمل على نشر أفكاره بالقوة واستخدام كافة الوسائل المؤدية إلى ذلك وزرع الخوف والذعر والإرهاب بممارسات بعيدة كل البعد عن الإنسانية متخذاً من مبدأ " من ليس معي فهو ضدي" قاعدة أساسية في عمله، وهذا التطرف بدوره يولد الإرهاب فالإرهاب في بعض مظاهره نتيجة طبيعية للتطرف الديني وهو أحد الأبناء غير الشرعيين له.

 

 إن إثارة النزاعات الطائفية في العالم العربي هو أحد الأهداف الاستعمارية الدائمة، حيث لعب كثيراً على هذا الوتر الحساس فأخفق في بعضها ونجح في البعض الآخر محققاً الكثير من المكاسب دون عناء أو جهد أو خسائر، وهناك دول عربية وغربية أنتجت ورعت تلك الجماعات المتطرفة وعملت على تأليب المسلمين على المسيحيين والمسلمين على أنفسهم من خلال زرع الفتنة وتسهيل الترويج لأفكارهم وعقائدهم والتمويل غير المحدود بالمال والسلاح تحقيقاً لمصالحهم في نشر الفوضى والإرهاب في الدول التي تخالف سياساتهم، وما تنظيم القاعدة إلا إنتاج غربي بصبغة عربية وكذلك الوهابية وما تفرع عنها ما هي إلا إنتاج عربي.

وفي ظل التكنولوجيا الحديثة وانتشار الفضائيات والمواقع على شبكات الانترنت فقد كان لوسائل الإعلام الدور الأكبر في تنامي هذا الفكر المتطرف وفي إثارة النزاعات الطائفية فكان التحريض الطائفي والخطاب الديني المتشدد من بعض مشايخ ورموز الفتنة وإصدار الفتاوى الجهادية ودغدغة المشاعر الدينية حيث كنا نرى بعد كل خطاب ديني التحاق الآلاف من المسلمين للجهاد لنصرة إخوانهم حسب مفهومهم وقناعاتهم.

ومن خلال هذا العرض الموجز يحق لنا أن نتساءل عن كيفية وسبل معالجة التطرف الديني؟ وهل نستطيع أن نغير من أفكار شخص متطرف لا يقبل بالنقاش؟ أو هل نستطيع أن نناقش شخصاً وهو يصوب بندقيته باتجاهنا؟ وهل تستطيع الدولة والجهات الرسمية متمثلة بالمؤسسات الدينية الحؤول دون انتشار هذا التطرف؟ في الحقيقة إن هذا الأمر يزداد تعقيداً كلما اتسع انتشاره وتواجده وامتداده على الأرض لأن المجتمع سيُطبع بأفكاره وعقائده المتطرفة طواعية وكرهاً وهذا يشكل جزءاً من قوته وامتداده، وهو بذلك يحتاج إلى عملية استئصال كاملة تشارك فيه كل الدول من خلال عقد المؤتمرات العالمية والإقليمية وغيرها وطرح الأفكار والاقتراحات والحلول المجدية لذلك وهذا أمر في غاية الصعوبة في الوقت الحاضر.

وأخيراً إن التطرف الديني داء ووباء في المجتمع، وهو يشكل كارثة حقيقية إذا امتد نفوذه وفرض وجوده ونشر أفكاره وتعاليمه ويمكننا في الحدود الدنيا أن نساهم كأشخاص ومؤسسات ودولة في حصر نطاق تواجده والحد من انتشار أفكاره من خلال التوعية المستمرة وخاصة لفئة الشباب والتعريف بتلك الجماعات المتطرفة ودحض أفكارها وتعاليمها بالحجج القرآنية والسنن النبوية الدامغة عبر وسائل الإعلام المحلية وإقامة الندوات والحوارات التلفزيونية ونشر بروشورات خاصة لهذه الغاية.

حسن حسن - خاص سيريانديز سياسي
الخميس 2015-06-04  |  02:57:41   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©