يقال إن محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية وصاحب القرار والكلمة و المخطط لنهجها داخليا وخارجيا ، و من تجليات حكمة هذا الشاب 30 سنة و بمتابعة خطوات المملكة منذ توليه مناصبه في ولاية العهد و وزارة الدفاع و رئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية و التنمية ، هناك من يرى رعونةً وقلة خبرة استدعتا شتيمة لافروف الشهيرة أثناء مؤتمره مع عادل الجبير ، كانت البداية ربما في محاولة الضغط على روسيا وإيران عبر تخفيض أسعار النفط إلى حد غير مسبوق والذي انعكس في النهاية عجزاً في موازنة السعودية ما اضطرها لطرح سندات بقيمة 32 مليار دولار من استثماراتها في سوق السندات المالية الأميركية إضافة إلى اتخاذ إجراءات تقشفية لم تعتد عليها سابقا هذه الدولة الثرية ، بعد ذلك جاء القرار المفاجئ بتشكيل تحالف لغزو اليمن يضم 12 دولة 100 طائرة مقاتلة و 150 ألف جندي ، باكستان أعلنت دهشتها لضم اسمها إلى التحالف و تفلتت دول أخرى من المشاركة بأعذار مختلفة ، ولم تجن عاصفة الحزم غير الفشل المدوي وإيقاظ المطالب اليمنية باستعادة نجران و عسير إضافة إلى قتل المدنيين في اليمن و خسارات مخزية للقوات السعودية، و هناك الإدارة السيئة للأزمة الناتجة عن أحداث منى مما أثار مطالبات حول العالم بفصل الأراضي المقدسة عن المملكة و إنشاء إدارة دولية لها ، و هناك الموقف الطفولي العدواني حيال الاتفاق النووي الإيراني بدل التكيف معه ، أما آخر ما تفتقت عنه عبقرية هذا الشاب فهو تأليف تحالف ((سني)) جبار من 34 دولة لمواجهة الإرهاب (حسبما أعلن) ، وقد تبدت ملامح الفشل على الفور حيث أعلنت لبنان و باكستان وتونس و إندونيسيا عن دهشتها لإدراج اسمها ، ناهيك عن أننا لم نسمع عن خطط واضحة و لم يتم تحديد الآليات لعمله ، وقد استبعد سوريا والعراق الدولتين التين تحاربان الإرهاب فعليا وعلى أراضيها ويستحيل محاربته بدون التنسيق معهما ، هذا التحالف لن ينجح سوى في زيادة سعار الفتنة الطائفية و تعميق الشقاق بين السنة و الشيعة ، وهو ما سينعكس حتما على المملكة و يفتح الباب على احتمالات تفكيكها أو زوال حكامها وهذا ما يفضي بلا شك إلى شرق أوسط أكثر أمناً وعالم أكثر عدالة .