أعادت تركيا عبر تنظيم إرهابي إحتلال إدلب مرة ثانية كما حدث مطلع الأزمة السورية وتوسعت داعش الى الى حدود الدولة الوهابية المفترضة ولم يبقى أمامها سوى الحسكة, في حين الإحتلال الصهيوني الذي يعتقل البطل صدقي المقت ويستمر بالتضيق على الصامدين في الجولان المحتل ويعيش القلق من المقاومة السورية التي تتشكل في السويداء أعلن أن طائراته ستتدخل في الأزمة السورية إذا إقتربت داعش من السويداء, في حين تعيش السويداء حرب إعلام حربي فضيع لدفع الناس للإدارة الذاتية لدرجة وصل الأمر لقيام عدد من الشباب بمحاولة منع دبابات عسكرية من المرور بحجة إبقاء الدبابات لحماية المدينة, وأما في الساحل عادت حرب الإشاعات التي كانت تسيطر مطلع الأزمة السورية وتفاقمت مع وصول العناصر الإرهابية الى جسر الشغور وأريحا, وما كان يخططه الأمريكي لتقسيم سورية بداية الأزمة السورية يعيده من جديد عبر مجموعه تنظيمات إرهابية وأصبح السؤال ماهي أفاق المشروع الأمريكي, وهل العالم مقبل على حرب كونية أو إقليمية كبرى وخصوصا أن الإحتلال الإسرائيلي نفذ مناورة كبرى كالتي نفذها مطلع الأزمة السورية ولأول مرة يعلن بأنه إختبر قنبلة نووية قذرة لغايات دفاعية كرسالة تفيد بأنه ذاهب في الحرب حتى لو قصفت مدنه بالأسلحة القذرة.
قبل الخوض في التفاصيل لابد من ملاحظة أهم فارق بين مشروع تقسيم سورية مطلع الأزمة السورية ومشروع تقسيم سورية الحالي, حيث أن الأردن وقطر والسعودية وتركيا كان دعمهم لعصابات المرتزقة سري, بينما الآن تحدثوا علناً عن إنشاء معسكرات لتدريب المسلحين بشكل علني وسيقوم الجيش الأمريكي بتدريبهم, وبحسب مصدر خليجي فإن إعلان الأردن وتركيا بشكل خاص نيتهم تدريب المسلحين رغم أن التدريب قائم منذ مطلع الأزمة السورية له عنوان واحد وهو تبرير تدخل إيران وتفعيل إتفاقية الدفاع المشترك مع سورية, ومن هنا يفهم المصدر بأن تدخل عسكري إيراني في سورية إذا حدث بالتزامن مع التوقيع على الاتفاق النووي يعني بيع المسحلين في سوق النخاسة وهو ما تخشاه الكثير من القيادات العسكرية لجبهة النصرة بحسب المصدر الخليجي, . وأما في تركيا فإن تداعيات قيام روسيا بإطلاق خط غاز السيل التركي كبديل عن خط السيل الجنوبي إنعكست على نتائج الإنتخابات التركية حيث تغيرت مصالح الرأس مال التركي فمنح أردوغان فرصة وفوت عليه مشروع التفرد بالسلطة وبل أدرك رجال الأعمال الأتراك أن مصالحهم مع روسيا أفضل بكثير من واشنطن والدول الآوروبية تتقاتل على السيل التركي في حين مشروع نابوكو منذ العام 2002 حتى الساعه من تأجيل الى تأجيل, هذا ومن الصعب أن تنعكس نتائج الإنتخابات التركية على الوضع السوري في القريب العاجل لكن نتائج الإنتخابات تؤكد أن التغير في تركيا قادم. وأما روسيا التي أرسلت بوارجها للمتوسط عدة مرات لمواجهة البوراج الأمريكية, لأول مرة تلوح بالتدخل العسكري خارج حدودها, إن كان عبر كلام الرئيس الروسي في منظمة شنغهاي المخصصة لمحاربة الإرهاب أو من خلال تصريحات الكرملين عن صلاحيات الرئيس الروسي إرسال قواته للخارج, وصولا لحديث خبر في معهد الأمن الدولي بموسكو عن عدم إستبعاد مواجهة عسكرية روسية أمريكية على أرض دولة ثالثة, وبالتالي موسكو تأخذ التهديدات الأمريكية الجديدة لسورية على محمل الجد وخصوصاً أنه تزامن مع تصعيد لهجة الحرب الباردة وكلام إعلامي عن نية واشنطن نشر صواريخ مجنحة في بريطانيا. الكباش السياسي العالمي ربما غير مسبوق بالنوعية, ولكن التصعيد الأمريكي له سوابق كثيرة حيث يستمر التصعيد الأمريكي الى ما قبل الحرب ويتراجع والسبب هو عدم قدرته على دفع كلفة الحرب في المنطقة, ولكن وصول الخلافات الأمريكية الروسية الى التلويح بنشر الصواريخ النووية وعودة أجواء الحرب الباردة سيكون لها إنعكاسات على مجمل ساحات الصراع في العالم, ويصبح السؤال هل أين سيقف الأمريكي هذه المرة, وهذا ما سأحاول بحثه في المقال القادم.
التعليقات حول الموضوع 
