Thursday - 25 Apr 2024 | 21:58:08 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
التوحش والافتراس العربي.
لو قُدِّرَ لجون هوبز أن يعود للحياة ثانية، لكان استطاع أن يجد دليلاً عملياً على أطروحته المتعلقة بحياة الإنسان قبل العقد الاجتماعي. فالفكرة التي ساقها هوبز للتدليل على أهمية وضرورة ومنشأ العقد الاجتماعي بين البشر للانتقال من الحالة الأولى (الصراع والاقتتال والفوضى والافتراس) إلى الحالة الثانية ( العقد الاجتماعي المنشئ للدولة)، كانت حينها عنده أطروحة نظرية، اعتمد فيها على بعض الدلائل المفتقرة إلى القرائن الفعلي. لكن لو عاد هوبز إلى الحياة ثانية، ونظر إلى الحال العربي لتمكن من تقديم دليل فعلي على صحة وصوابية ما طرحه. يبدو أن العرب اليوم، وفق نظرية المؤامرة أو بدونها، ومع غياب وجود الدولة هنا أو هناك، أو مع وجودها، يدللون بشكل صريح على أن حال الإنسان هو الفطرية الغريزية الأنانية القائمة على افتراس الإنسان لأخيه الإنسان. أو كما وصفها هوبز بتعبير الإنسان الوحش الذي يقتل أخيه الإنسان. فالاستعدادات الغريزية (على ما يبدو) والمدنية والسياسية والأخلاقية للإنسان العربي، والتي أظهرها في غير مكان، عبر القدرة على التعامل مع القتل واستخدام مختلف أساليب العنف وأسوأها، والتحالف حتى مع الشياطين للوصول إلى غاياته السياسية، تؤهله لأن يكون النموذج الذي يقدمه هوبز في توصيفه لحالة الإنسان ما قبل الدولة. مع فارق مهم، أن إنسان هوبز لم يعرف الدولة بعد، وقرر الانتقال إليها بإرادته. أما في الحالة العربية، فالإنسان العربي عرف الدولة وعاش في كنفها، بغض النظر عن مختلف السلبيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لكنه قرر بإرادته أن يخرج منها ليعود إلى الحالة الفطرية الأولى. وربما كان هذا المدخل المتميز عن أطروحة هوبز، كان سيقدم له بعداً آخر في نظيرة العقد الاجتماعي. وهو خروج الإنسان وبإرادته من التنظيم الإرادي إلى الفوضى والعماء. هنا، يمكننا أن نضيف بعداً جديداً، كان حتماً سيذهل هوبز لو كان موجوداً بيننا، وهو أن الإنسان قادر على ممارسة فعل الافتراس والتوحش وهو في ظل الدولة. أتكلم هنا عن فكرة الافتراس الغريزي وفكرة الافتراس المنظم. فما تمارسه العديد من الأنظمة السياسية العربية من فعل الافتراس بحق الإنسان العربي الآخر، بغية الوصول إلى مصالحها السياسية يفوق قدرات هوبز على التصور. وهنا يمكن التدليل بمثالين أساسيين. الأول كشاهد على إرادة الإنسان بالعودة إلى الحالة الفطرية الأولى العدوانية حين تغيب سلطة الدولة، هو ما نشاهده من اقتتال وإرهاب باتت تعيشه مختلف مكونات الشعب الواحد في الدولة الواحدة، كما هو الحال في ليبيا عل سبيل المثال، وبعض المناطق السورية التي غابت عنها سلطة الدولة. حيث يسود العنوان الأبرز افتراس الإنسان لأخيه الإنسان. أو بين شعوب الدول العربية إزاء بعضها البعض. أما الثاني كشاهد على إرادة الإنسان بالعودة إلى الحالة الفطرية الأولى وهو في كنف الدولة، ويمارس السلطة بنفسه، فهو ما تقوم به الأنظمة السياسية العربية (لاسيما الخليجية) والغربية على السواء (لا فرق هنا بين دول متخلفة ومتحضرة) من افتراس بحق الآخر المختلف عنها، ولمصالح سياسية. هذا سيعطى لهوبز امتيازاً تفاضلياً مع نظيريه جون لوك وجان جاك روسو، وسيعطي أيضاً امتيازاً تفاضلياً للشعوب العربية، لطالما حازت عليه، في أن تكون مختبرات إنسانية فعلية، لطالما وجد فيها الغرب ضالته لتجريب وإثبات نظريته. كان العالم بأجمعه ينتظر أن يكون القرن الواحد والعشرين قرناً أكثر سلاماً وحرية من سابقه الذي شهد حروباً عالمية كبرى، لكن القرن الجديد كان أسوأ من سابقيه. حيث شهد عناوين جديدة وسمات جديدة للإنسان أينما وجد في الغرب المتحضر أم في الشرق المتخلف. فالإنسان الذي سعى على مدار القرون الماضية لتمدين وتطوير نفسه، تمكن أخيراً من التصالح مع ذاته عبر حسم الصراع داخله مرة واحدة وإلى الأبد. صراع تجسد في رغبته إخفاء توحشه وعدائيته، وارتداء ثوب التمدن والتطور. الصراع حسم لصالح الوحش القابع في النفوس، وبين من استثمر في هذه السمة الإنسانية الغريزية ليحقق مصالحه، وبين من مارس بنفسه هذه السمة الإنسانية الغرائزية ليحقق مصالحه، بات العنوان الأبرز لإنسان اليوم "الوحش". الوحش الذي كلما تمكن من قتل الآخر استثارته رائحة الدم ليزداد أكثر في توحشه. هنا قد يطرح البعض فكرة المبالغة في هذه الفكرة، وأستطيع أن أرد على ذلك بأن توحش الإنسان وافتراس الإنسان لأخيه الإنسان يُمارس اليوم على جميع المستويات، بدءً من النخب الفكرية والثقافية والاجتماعية، مروراً بالأنظمة والسلطات، وبمختلف التنظيمات السياسية الدينية (على اختلافها) وانتهاء بالإنسان العادي أينما كان. وبين إنسان متوحش، وآخر ضحية للأول، يُعاد إنتاج البشرية من جديد.
د. أشواق أيوب عباس - المركز نيوز
الجمعة 2015-05-15  |  13:09:08   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©