Saturday - 20 Apr 2024 | 14:40:33 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
المصطلحات الغربية وأثرها على المفاهيم العربية

تمتاز اللغة العربية بأصالتها وعراقتها التي فاقت بهما كل لغات العالم، وهي تتسم بالمرونة والاتساع والشمولية ، فللكلمة دلالتها وللعبارة مقصدها وللجملة بناؤها وللنصوص متانتها، ولقد أبدع العرب في استخدام المفردات والعبارات وخصوصاً في العصور القديمة كالعصر الجاهلي والأموي وغيره، وظهر ذلك في شعرهم ونثرهم وأمثالهم وخطبهم وتركوا لنا إرثاً ثقافياً وحضارياً نعتز ونتفاخر به إلى يومنا هذا. وعلى الرغم من هذه الخصائص فقد تسرب إلى لغتنا العربية الكثير من المفردات والعبارات والمصطلحات البعيدة كل البعد عن واقعنا ومجتمعاتنا فمنها قد استقر وأصبح جزءاً من ثقافتنا ومنها قد أصبح مهملاً أو تلاشى نهائياً ، حيث سوقت ودسَّت في مجتمعاتنا لأغراض استعمارية من أجل هدم إرثنا الثقافي والحضاري وأصبحنا نتعايش ونتفاعل معها ونتداولها دون البحث عن أصولها وغاياتها ومدلولاتها وهنا تكمن الخطورة.

إن تسويق المصطلحات الغربية هي شكل من أشكال الهيمنة والغزو الثقافي والتدخل اللامباشر والتي تُمارس عبر وسائل الإعلام المرئية والصوتية والمكتوبة بهدف تدمير ثقافتنا وإثارة الشكوك بمفاهيمنا وحرفها عن معانيها الحقيقية وإعادة إنتاجها من جديد وتأطير العقول بمصطلحات غريبة، وإدخال مفاهيم وشعارات جديدة براقة ضمن قوالب جاهزة ومعدة مسبقاً تتناقض مع مبادئنا ومفاهيمنا، وهي لم تأت عن عبث فهناك مراكز مختصة ومختصون في الغرب يقومون بصناعة المصطلح ويصدرونه في المكان والزمان المناسبين عبر وكالات أنباء عالمية مشهورة منفقين الملايين من الدولارات لآلية مخاطبة العقل العربي والسيطرة عليه.

ويميز أهل الاختصاص بين المصطلح والمفهوم بقولهم: إن المفهوم هو عبارة عن فكرة أو صورة ذهنية تكونت وترسخت عن طريق التراكمات والخبرات المتتابعة والمعارف في حياة الفرد ويشترك جميع أفراد المفهوم في الصفات التي تميزه عن غيره من المفاهيم الأخرى، أما المصطلح فهو يعبر عن الدلالة اللفظية للمفهوم وهو مادة الفكر واللفظ الحامل للمفهوم أي هو اللفظ أو العبارة أو الرمز الذي يعين مفهوماً مجرداً أو محسوساً داخل مجال من مجالات المعرفة وبذلك يكون المفهوم أسبق من المصطلح حيث أن كل مفهوم مصطلح وليس كل مصطلح مفهوم.

ومن الملاحظ أن عملية ترحيل تلك المصطلحات على عالمنا العربي تسهل وتكثر خلال فترة أزماته حيث تكون الدول منشغلة بحل مشاكلها ويكون المصطلح طعماً يُطرح دون أي رقابة وعلى حين غرة على أنه يحمل مجموعة من الأفكار التي تساهم في مساعدة ومساندة تلك الشعوب للخلاص من مشاكلها، لكن في طياته الكثير من الأفكار التي تكرس حالة الفوضى والتخبط الثقافي.

ومن المصطلحات الغربية التي أصبحت جزءاً من ثقافتنا وانتشرت في مجتمعاتنا ولاقت رواجاً واسعاً بين أطياف أبنائه نذكر على سبيل المثال: الأصولية، الشرق الأوسط، العالم الثالث، الإسلام السياسي، الشرق الأوسط الجديد، الأقليات، صدام الحضارات، العولمة، معاداة السامية، الحرب على الإرهاب، التطبيع، محور الشر، دولة اسرائيل،  ...................الخ. فمنها ما هو مستحدث بأفكار ورؤى جديدة ومنها قد طُرح ليكون بديلاً عن مفاهيم أخرى.

واليوم وفي ظل هذه الأزمات فإننا نساهم في ترسيخ وجود هذه المصطلحات في كتاباتنا وخطاباتنا ووسائل إعلامنا وصحفنا ويتم تفسير الظواهر من خلالها ويستشهد بها بعد أن أصبح بعضها واقعاً، وإن لم تكن موجودة في معاجمنا فهي قد صنِّفت وبوبِّت في عقولنا وأفكارنا.

إذا لابد من إعادة النظر بهذه المصطلحات ولا يُكتفى بالإشارة عليها أو التنويه لها بل علينا دراستها وتحليلها والعمل على إلغائها والإبقاء على مفاهيمنا الأساسية وتعزيز استخدامها ووجودها لأنها المعبر الأساسي عن وجودنا وهويتنا، فعاداتنا وتقاليدنا وثقافاتنا تحكمها التعاليم الدينية والأخلاقية والإنسانية، أي يجب مواجهة كل مصطلح دخيل فور تصديره بشتى الطرق وبيان ماهيته والهدف من طرحه وتعريته أمام الرأي العام وتفريغه من مضمونه وإعادته إلى بلد المنشأ لأنه ليس سوى أفكار فاسدة ومسمومة هدفها قتل الفكر العربي وطبعه بطابع غربي بحت، وإن الإهمال في مواجهته في الوقت المناسب سوف يجعله مفردة وتركيب جديد يضاف إلى قاموسنا، ونحن العرب ـ أهل الاختصاص ـ أكفأ الناس في صناعة وصياغة المصطلحات.

وأخيراً فإن صناعة المصطلحات الغربية هو فن التلاعب بالمفردات والعبارات وهي البوابات الرئيسية للدخول إلى عقل المواطن العربي لبعثرة أفكاره وإعادة برمجتها من جديد ليصار إلى التحكم بها عن بعد وتوجيهها بما يخدم مصالحهم وأهدافهم لحرف مفاهيمنا عن مقاصدها تلك المفاهيم التي ترسخت في الأذهان واستقرت في المجتمعات عبر فترات زمنية ومراحل متلاحقة.

 

حسن حسن - خاص سيريانديز سياسي
الأربعاء 2015-06-10  |  16:09:26   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©