Saturday - 20 Apr 2024 | 19:00:16 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
لماذا يستعدي النظام السعودي الجزائر؟
لماذا يستعدي النظام السعودي الجزائر؟

د. تركي صقر
بلغت عداوات النظام السعودي لدول المنطقة درجة خطرة وغير مسبوقة... وساد التوتر الحاد علاقات المملكة مع الدول القريبة والبعيدة إلى حد شن الحروب العدوانية،
وأضحى نهج التعامل مع الآخرين قائماً على الإقصاء وتتحكم به عقلية الصلف والاستعلاء والإملاء وبدت «الدبلوماسية» السعودية في حالة خشبية عقيمة وفاقدة للرشد وأبعد ما تكون عن المنطق الدبلوماسي ولغة العصر وشرعت تقلد سياسات حمقاء كسياسة بوش الابن عندما أطلق مقولة «من ليس معنا فهو ضدنا» وزادت عليها «من ليس معنا فهو عدونا» ولا محرمات في استخدام أي سلاح ضده وفي الحرب عليه.
لقد تبنت المملكة الوهابية التكفيرية الحروب الإرهابية التكفيرية تمويلاً وتسليحاً ودعماً لوجستياً كاملاً ضد الآخرين، وصار كل من يعترض على هذه الحروب القذرة خصماً للمملكة وعدواً لدوداً لها بل راحت تصنف كل من لم يؤيد دخولها العسكري إلى البحرين في خانة «الأعداء» وكل من لم يؤيد عدوانها الوحشي على الشعب اليمني في خانة «الأعداء»، كما تصنف كل من لم يؤيد دعمها التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وليبيا في خانة «الأعداء» أيضاً، وكل من لم يؤيد عداءها لإيران واستخدام لغة مذهبية مقيتة ضدها «عدواً» للعروبة والإسلام، متوهمة أنها «الممثل الوحيد» للعرب والمسلمين في أرجاء العالم قاطبة.
على خلفية هذه السياسة الرعناء أقامت المملكة الوهابية «الأحلاف والتحالفات» وشكلت «الكتل والتكتلات» ونقلت فيروس الانقسامات والتصنيفات إلى المنظمات العربية والإقليمية فقضت على البقية المتبقية منها بعد أن أفرغتها من مضمونها وحرفتها عن أهدافها وسعت إلى أن تكون هذه المنظمات ملحقات بوزارة الخارجية السعودية وأبواقاً تردد مواقف نظام بني سعود المعادية للآخرين ولاسيما محور المقاومة.
واليوم في السياق ذاته تخرج الأزمات المتراكمة بين السعودية والجزائر، من الصمت إلى العلانية، حيث اتضحت بشكل كبير مع تدخل نظام بني سعود في العديد من الأزمات الإقليمية التي سعى فيها إلى كسب «التأييد» العربي والدولي، ليجد الرفض الجزائري حائلاً أمام الوصول إلى أهدافه، والسؤال: لماذا كل هذا الاستعداء اللئيم الذي فجره بنو سعود في وجه الجزائر اكبر قوة نفطية في المغرب العربي  وبلد المليون شهيد وثاني أكبر دولة عربية بعد السودان قبل أن يقسم، وهنا يمكن إيراد الأسباب الآتية:
- خروج الجزائر على الإملاءات السعودية في الوقت الذي اعتقدت فيه الأسرة المالكة في الرياض أنه ليس في مقدور أحد من الدول العربية أن يتحدى مواقف بني سعود مهما كانت طبيعتها العدوانية وأن في مقدور النظام السعودي أن يطوّع أي دولة عربية ويضعها تحت عباءته ولم يحسب حساباً لبلد مثل الجزائر أن تشق عصا الطاعة السعودية.
- رفض الجزائر المشاركة في عملية ما يسمى «عاصفة الحزم»، التي قادتها المملكة ضد اليمن في آذار 2015، ، وحينها أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري، رمضان عمامرة، أن الجزائر لديها موقف سياسي، وجيشها يحارب داخل أراضيها فقط .
- عدم قبول الجزائر الانضمام لما يسمى «التحالف الإسلامي»، الذي تشارك فيه 35 دولة إسلامية بذريعة «محاربة الإرهاب»، وكررت الجزائر رفضها الانضمام إليه، وبررت الأخيرة موقفها بأنها لا تريد المغامرة بالانضمام إلى «تحالف مزاجي» بدعوى «محاربة الإرهاب»، مؤكدة أنها عانت من الإرهاب العابر للحدود أكثر من 20 سنة، وتطالب دوماً بتعريف موحد للإرهاب أولاً وقبل أي تحرك من أي جهة كانت.
-  رفضت الجزائر منح السعودي المدعو محمد العريفي تأشيرة دخول إلي أراضيها؛ للمشاركة في ملتقى ديني في إحدى الجمعيات الجزائرية شرق البلاد، وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري، محمد عيسى أن الجزائر رفضت دخول العريفي إلى أراضيها وذلك لدواع أمنية وسياسية، وبسبب مباركته لما يسمى «ثورات الربيع العربي»، وأضاف الوزير الجزائري: إن العريفي يعد من الشخصيات التي تروج للمجموعات المتطرفة، وهو من العناصر الفاعلة في التحريض لما يسمى «الربيع العربي» الذي دمّر الدول العربية، مؤكداً أن بلاده لن تكون أبداً حلبة صراع للمذاهب الخارجية، وأنها مدرسة للوسطية والاعتدال، وأن وزارته لها الأهلية لتحدد إذا كان شخص ما يستحق أن تتم دعوته لزيارة الجزائر أم لا.
-  رفض الجزائر توجهات بني سعود ضد حزب الله بعد أن سعت المملكة كثيراً لكسب «التأييد والحشد» العربي والدولي، وانتزاع اعتراف من منظمات وحكومات ورؤساء الدول العربية لاعتبار حزب الله «منظمة إرهابية»، وعلى الرغم من إقرار ذلك في «مجلس» وزراء الخارجية العرب فكان العديد من الدول العربية رافضاً للأمر ، وجاء في مقدمتهم الجزائر، التي بررت رفضها على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عبد العزيز بن علي الشريف، بأنها لن تتحدث باسم اللبنانيين وفي مكانهم، وأنها تعد حزب الله حركة سياسية عسكرية لها أهمية في التوازنات داخل لبنان، مضيفاً: إن الجزائر تَعد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعد هذا المبدأ من أهم مبادئ سياستها الخارجية.
-  مشاركة الجزائر لإيران في مواقفها بشأن قضايا جوهرية، ولاسيما فيما يتعلق بالأزمة في سورية، وتالياً يمكن لهذا التقارب الثنائي بين البلدين أن يمهد الطريق لظهور حلف موازٍ يهدد نفوذ نظام بني سعود في المنطقة، كما أن الجزائر وإيران  تدركان أن الرد الوحيد على النفوذ السعودي في المنطقة يجب أن يكون على المستوى الاقتصادي، لذلك أعلن الطرفان أثناء الزيارة الاستراتيجية لإسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني، إعادة تفعيل اللجنة الثنائية العليا بين البلدين.
--  تلاقي المواقف الجزائرية- الإيرانية في منظمة «أوبك» من حيث أسعار النفط وإنتاجه واستهداف السعودية للبلدين اقتصادياً من خلال زيادة إنتاج النفط السعودي لزيادة العرض وتالياً خفض الأسعار التي تهزّ الاقتصاد الجزائري الذي يعتمد بشكل أساس على النفط وكذلك الاقتصاد الإيراني الذي كان ينتظر الاتفاق النووي من أجل رفع العقوبات وخاصة على النفط الإيراني إذ إن السعودية وجدت في النفط أقوى الأسلحة في وجه خصومها وممارسة الضغوط عليهم من روسيا إلى إيران إلى الجزائر.
- انفتاح الجزائر على سورية وكسر الجدران التي أقامها النظام السعودي «لعزل» سورية عربياً وإسلامياً، وزادها قلقاً وهيجاناً تبادل الزيارات بين مسؤولي  البلدين، إضافة إلى انفتاح الجزائر على إيران، وزيارة إسحاق جهانغيري للجزائر. 
خلاصة القول: من غير المتوقع أن يقف التوتر عند هذه الحدود وأن أزمة العلاقات الجزائرية- السعودية مرشحة للتفاقم بعد أن انتقلت من أزمة صامتة كانت تُحاط بالسرية والكتمان إلى أزمة تتداولها وسائل الإعلام علناً، وبدلاً من قيام النظام السعودي بفتح قنوات مع الجزائر وإيجاد نقاط التقاء بين البلدين قام بدعوة ملك المغرب للمشاركة في القمة الخليجية التي حضرها أوباما وصدر في البيان الختامي تأكيد أن الصحراء مغربية وهذا استفزاز وقح من دول منظمة التعاون الخليجي للجزائر وإشعال نار الفتنة والحرب بين المغرب والجزائر.
وليس خافياً على أحد أن عداوات النظام السعودي مع دول بعينها مازالت تعد عدوها الرئيس هو الكيان الصهيوني وقضيتها المركزية الأولى هي قضية فلسطين تهدف إلى تهيئة الأجواء لدفع كل الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وما ظهر على السطح من علاقات وطيدة  بين السعودية والعدو الإسرائيلي يفسر إصرار نظام بني سعود على الحرب على الدول العربية التي تعترض على ممارساته هذه وتدرك أن خطته ستصطدم مع الجزائر المتمسكة جداً بموقفها القومي تجاه القضية الفلسطينية.  
يبدو واضحاً أن المواقف المتباينة بين السعودية والجزائر تزداد وتتسارع نحو مزيد من التدهور نتيجة ممارسات النظام السعودي الكيدية والاستفزازية، وهذا قد يجعل العلاقات بين البلدين تصل إلى نقطة اللاعودة ولاسيما أن التوتر ليس حديث العهد بين الجانبين حيث تباينت المواقف وتعددت الخلافات وتباعدت وجهات النظر بين البلدين حول عدد من الملفات تعود لسنوات خلت، كذلك التقارب الجزائري- الإيراني الذي ظهر في تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، ورفض الجزائر الانخراط في أي تحالف عسكري عربي يقوده النظام السعودي، وصولاً إلى الخلافات الدائمة في اجتماعات منظمة «الأوابيك» حول النفط.
tu.saqr@gmail.com

syriandays
الإثنين 2016-05-09  |  12:03:07   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©