Wednesday - 24 Apr 2024 | 20:24:46 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
مسرحية التطبيع لعلاقات تركية - إسرائيلية لم تنقطع

د. تركي صقر
بعد مسرحية قطع العلاقات الدبلوماسية التركية- الإسرائيلية في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفينة مرمرة المتجهة لفك الحصار عن قطاع غزة في 31 أيار 2010 تتصدر الأخبار اليوم مسرحية جديدة عنوانها إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب..
وكما هو معروف، فإن بطل المسرحيتين هو رئيس النظام التركي رجب أردوغان الذي اعتاد ممارسة الألعاب البهلوانية لتغطية مناوراته وخدعه السياسية فهو يرفع شعارات براقة نظرياً ويعمل عكسها عملياً على أرض الواقع وما أعلنه أردوغان من اتهامات وتهديدات ضد تل أبيب بعد الهجوم الإسرائيلي على السفينة التركية ومقتل 11شخصا كانوا على متنها لا يعدو كونه أكثر من ذر الرماد في العيون فالعلاقات التركية الإسرائيلية لم تنقطع  يوما من الأيام منذ اعترفت أنقرة كأول عاصمة لدولة إسلامية  بالكيان الصهيوني عام 1949.
لقد صدّق بعضهم أكذوبة أردوغان بقطع العلاقات مع تل أبيب كرمى عيون غزة ولأجل خاطر قضية فلسطين، وأخص بالذكر هؤلاء المحسوبين على حركة المقاومة الفلسطينية الذين لم يصدقوا فقط، بل راحوا يكيلون المدائح بلا حساب لهذا الدجّال السفاح  متجاهلين ارتباطه الوثيق بالحركة الصهيونية وعلاقته بيهود الدولما وكونه أحد أعمدة الماسونية العالمية التي صنعت الكيان الصهيوني، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، من الوهم الاعتقاد لحظة واحدة أن نظام أنقرة يمكن أن يغرد خارج سرب حلف الناتو وأسياده في البيت الأبيض  أو خارج إطار الاستراتيجية الغربية الأمريكية وخاصة  بعد أن ذهب أردوغان بعيداً في سياسته الرعناء بنشر الحرائق الإرهابية في المنطقة والتدخل في شؤون الآخرين، وحتى محاولة اختراق حدود الدول المجاورة وفتح حدودها للتنظيمات الإرهابية، كما حدودها المفتوحة لسرقة ونهب خيرات البلاد من قبل عصابات الإرهاب الموجودة على الأراضي السورية.
إن الحديث عن قرب اتفاق إسرائيلي تركي وما جاء عبر «القناة العاشرة» الإسرائيلية إنما يؤكد أن حكومة أردوغان قد باعت شعاراتها المرفوعة  بأنها لن تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» إلا بعد فك الحصار عن غزة هذا الموقف الشعاراتي الذي يتردد على لسان أردوغان والساسة الأتراك أصبح في مهب الريح  أمام المصالح التركية الإسرائيلية التي تستند إلى جذور تاريخية تسبق الحصار على غزة بسنوات طويلة وما كان يتم من تعاون ومناورات عسكرية يؤكد صداقة الطرفين، كما يؤكد عدم أولوية غزة وفك حصارها في السياستين التركية والإسرائيلية وأن الحكومات التركية لم تكن تاريخياً ولن تكون واقعاً صديقاً وفياً وداعماً أساسياً للقضايا العربية إلا بالقدر الذي يحقق لها مصالحها وأهدافها الاستراتيجية وما يمكن أن يتوارد بفكر رؤسائها من أحلام عثمانية.
ومما لاشك فيه فإن أردوغان لم يخسر في مسرحية قطع العلاقات مع تل أبيب كما لم يخسر في مسرحية إعادتها هذه الأيام فقد ربح أردوغان مرتين المرة الأولى عندما باع الأوهام والشعارات الفارغة لبعض السذج ولبعض قادة باعوا أنفسهم للبترودولار مظهراً نفسه أنه يتخذ «مواقف جريئة» لمصلحة أهل فلسطين بوجه عام، ولأهل غزة بوجه خاص فانطلت مسرحيته على بعضهم وصدقوا أنه «حامي حمى» القضية الفلسطينية و«المناصر العنيد» لها، وسار في هذا التضليل بعض الفلسطينيين الذي تورطوا في المشروع «الإخواني» الإرهابي في المنطقة على حساب قضية الشعب الفلسطيني، والمرة الثانية حيث يسعى أردوغان من مسرحية التطبيع اليوم وإعادة العلاقات التي لم تنقطع فعلياً، إلى أن تعود عليه «بفوائد جمة» منها :
إن الاستقواء بالتحالف مع الكيان الصهيوني ربما يعوض فشل مشروع أردوغان «الإخواني» الإرهابي في المنطقة ويؤسس لمواجهة ما قد ينجم من تطورات في ظل التقدم السوري- الروسي -الإيراني على مختلف الجبهات في سورية، والتراجع الأمريكي والسعودي واحتمالات انكسار تنظيم «داعش» الإرهابي كلياً المعول عليه تركياً وتالياً خروج نظام أنقرة من المنطقة عموماً ومن «المولد» السوري خصوصاً بلا حمص .
إن الاستقواء بالتحالف مع الكيان الصهيوني يمكن أن يوجه لإزعاج نظام السيسي العدو اللدود لأردوغان  مع محاولة تحريك جبهة سيناء الإرهابية بزخم أكبر لاستنزاف قدرات مصر وإنهاك الجيش المصري والانتقام بسبب إسقاطه نظام حليفه محمد مرسي وتدمير المشروع «الإخواني» الذي راهن عليه أردوغان طويلاً .
إن الاستقواء بالعلاقات الاستراتيجية مع تل أبيب قد يشكل له متراساً اقتصادياً لمواجهة العقوبات الروسية بعد إسقاط طائرة السوخوي 24 العام الماضي وذلك بزيادة أعداد السياح الاسرائيليين إلى تركيا بعد خسارة ما يقارب 8 ملايين سائح روسي وتنشيط التجارة البينية والاعتماد على الغاز الإسرائيلي بديلاً عن الغاز الروسي والإيراني في المستقبل.
إعادة الزخم للتحالف العسكري والاستراتيجي بين أنقرة وتل أبيب إلى ما كان عليه قبل حادثة سفينة مرمره المصطنعة وبما يضمن حماية خطوط إمدادات الغاز من الأراضي المحتلة إلى تركيا.
إن التقارب التركي- الإسرائيلي في هذا الوقت، يعود إلى مصالح استراتيجية جيوسياسية واقتصادية مشتركة والإدارة الأميركية من جهة، والقوى المصلحية النافذة في الدولتين من جهة أخرى، تدفع إلى التقارب الأمر الذي انعكس مؤخراً تحسناً كبيراً في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، وقاد إلى عودة السياح الإسرائيليين بمجموعهم إلى تركيا رغم تفجيرات اسطنبول كما أن شركات المقاولات التركية تؤدي دوراً رئيساً في قطاع البناء في الكيان الصهيوني التي تحاول تقليص تكاليف البناء وتالياً أسعار الشقق الجديدة.
إن التنسيق والتكامل بين أنقرة وتل أبيب الذي لم يتوقف منذ بدء الحرب على سورية حيث إن تركيا و«إسرائيل» تتكاملان في الدور لرفد التنظيمات الإرهابية بكلّ أسباب القوة، وتتدخّل مخابراتهما وقواتهما العسكرية كلما لاحت فرصة لتوجيه ضربات للجيش العربي السوري وقوى المقاومة.. يرى أردوغان في زيادته اليوم ضرورة ناجمة عن  زيادة النقلات النوعية الميدانية لمصلحة الجيش العربي السوري وحلفائه وهو الأمر الذي جعل نظام أردوغان  يهرول بسرعة  للارتماء بأحضان صديقه الحميم نتنياهو لتشكيل تحالف يحلمون أن يطوق سورية شمالاً وجنوباً لإطالة أمد استنزافها و«منع» احتمالات خروجها متعافية من الحرب الإرهابية التكفيرية المفروضة عليها.  
في ضوء ما تقدم كان متوقعاً أن تنتهي مسرحية القطيعة التركية لتل أبيب وأن تتبدد الأكاذيب التي راكامها رئيس النظام التركي منذ ست سنوات حول «وقوفه إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني»، وإذا كان قد استطاع لبعض الوقت أن يبيع ويشتري في هذه القضية ويغش بعض الناس لكنه لم يستطع ذلك كل الوقت لأن الأغلبية العظمى من أبناء فلسطين وأبناء الشعب العربي في كل مكان لم يصدقوا أن هذا الحاكم المتصهين بالأصل والطامع كما حكام تل أبيب بأرض العرب يمكن أن يستيقظ ضميره ويغير تحالفاته الممهورة منذ البداية بالنجمة الصهيونية.   
إن ما جرى الحديث عنه حول أن نقطة الخلاف الرئيسة بين أنقرة وتل أبيب  لتحقيق المصالحة، هو الحصار الذي تفرضه  «إسرائيل» على غزة من جهة هو محض هراء فأمام المصالح المشتركة والجذور العميقة للعلاقات بين الطرفين التركي والإسرائيلي لا قيمة لمصلحة الشعب الفلسطيني ودماء أطفاله وحقوقه المستلبة فكيف إذا كان معلم الجهتين واحداً ألا وهو البيت الأبيض الذي وفر وما زال الدعم اللا محدود  لتل أبيب لتكرس احتلالها واغتصابها لأرض فلسطين  ووفر علناً وجهاراً نهاراً الغطاء السياسي لتقوم القوات الإسرائيلية  بعدوانها الوحشي التدميري لقطاع غزة المرة تلو الأخرى.
على أي حال، مع العودة الحميمة للعلاقات التركية الإسرائيلية انهار جبل الأكاذيب الأردوغانية وذهبت أدراج الرياح كل الوعود والتهديدات التي أطلقها رئيس النظام التركي بأنه لن يعيد العلاقات مع «إسرائيل» ما دامت تحاصر قطاع غزة وها هو يستجدي العودة إلى علاقات أكثر عمقاً ومتانة  وبالشروط الإسرائيلية المذلة التي لم تراع حتى مواقفه المتاجرة بآلام الشعب الفلسطيني أو تعهداته بتخفيف الويلات الناجمة عن الحصار المضروب حول قطاع غزة وهو الذي لم يفعل إزاء ذلك كله سوى الخطب الفارغة والكلام المعسول

syriandays
الأحد 2016-06-26  |  02:00:30   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©