Friday - 19 Apr 2024 | 11:45:27 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
بعد قرار «لاهاي» ..هل تندلع المواجهة بين أمريكا والصين ؟

د. تركي صقر
تصاعد التوتر بين الصين وأمريكا ووصل ذروته بعد قرار محكمة «لاهاي» حول بحر الصين الجنوبي الذي حكم بعدم وجود حق تاريخي للصين في هذا البحر
وجاء القرار وفقاً لمشيئة واشنطن وخلافاً لكل الوقائع التاريخية وغير التاريخية التي تؤكد أن البحر عبر مر العصور كان للصين وأن سيادة الصين عليه لا جدال فيها لكن قرار محكمة «لاهاي» مؤخراً المنحاز ضد الصين صبّ الزيت على النار وأجج ما تمكن تسميته الصراع المكتوم بين واشنطن وبكين حول قضية السيادة في واحد من أكبر بحار العالم وأكثر الممرات البحرية ازدحاماً بحركة سفن البضائع، حيث تمر منه شحنات بقيمة 5 تريليونات دولار سنوياً، وهو ما يعادل نصف حركة الشحن في العالم، إضافة إلى ثروات هائلة من النفط والغاز الطبيعي والثروة السمكية.
وزادت الطين بلّه زيارة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر لحاملة الطائرات الأمريكية «يو إس إس تيودور روزفلت» في بحر الصين الجنوبي إذ رفعت حدّة التوتر بين الصين وأمريكا في هذه المنطقة كما زادها أكثر دخول المدمرة الأمريكية «لاسين» إلى المياه القريبة من جزر «نانشا» التي تعدها الصين مياهاً إقليمية ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم تطويق الصين إلى حد المواجهة المباشرة بعد أن فشلت سياسة الاحتواء الأمريكي لها وباتت تخشى منها ليس كعملاق اقتصادي منافس فحسب، وإنما كعملاق عسكري أيضا، ولذلك يرى متابعون أن واشنطن يمكن أن تنقل ثقلها العسكري إلى المحيط الهادي قريباً تحسباً لاحتمالات المواجهة مع الصين وأن ما جرى من تراخ في الحضور الأمريكي في الشرق الأوسط وحتى الاتفاق النووي مع إيران سببه تركيز واشنطن على الصراع مع الصين بكونها الخطر الأكبر القادم على الولايات المتحدة الأمريكية في نظر ساسة البيت الأبيض.
وتكمن أهمية بحر الصين الجنوبي الاستراتيجية باعتباره امتداداً للمحيط الهندي الذي تقع على سواحله الشمالية بورما وبنغلادش والهند حتى تصل إلى الباكستان التي هي أقرب لبحر العرب الذي هو امتداد للمحيط الهندي ومن ثم يأتي خليج عُمان ليصل إلى منطقة الخليج وإلى الجنوب تمتد إلى خليج عدن فباب المندب ليصل البحر الأحمر الذي يعبر منه إلى البحر المتوسط. وهي جزء من منطقة المحيط الهادئ التي تشمل منطقة بحر الصين الجنوبي هذه، كما تشمل منطقة بحر الصين الشرقي التي تضم اليابان والصين وتايوان والكوريتين الديمقراطية والجنوبية إضافة إلى سواحل المحيط الهندي الشمالية، ففي هذه المنطقة أكبر كثافة سكانية في العالم.
يضاف إلى ذلك كله أن جزر «سبراتلي» تعد أبرز الجزر المتنازع عليها في المنطقة وهي أرخبيل يتكون من جزر صغيرة مرجانية غير مأهولة بالسكان تقع بين كل من الصين والفلبين وفييتنام وتايلاند وبروناي وماليزيا وتبلغ مساحتها حوالي 40 كلم2 موزعة على مساحة 425000 كلم2 ولهذه الجزر أهمية في موضوع ترسيم الحدود الدولية بمنطقة شرق آسيا وتضم مصايد أسماك غنية وكميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، وتعد من أكثر المناطق حركة بالبضائع والسفن ويتناثر حولها أكثر من 250 جزيرة.
ولعل أكثر ما أزعج الصين أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي جاءت عقب لقائه وزير الدفاع الصيني على هامش اجتماع «وزراء دفاع الآسيان بلس»، وهو اللقاء الذي حث فيه وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان الولايات المتحدة الأمريكية على عدم اتخاذ المزيد من التصرفات «الخطرة» التي تهدد سيادة الصين ومصالح أمنها، وأبلغ الوزير الصيني نظيره الأمريكي أن الصين تعارض بشدة التصرفات الأخيرة للولايات المتحدة بإرسال سفن تابعة للبحرية من دون إذن الصين إلى المياه القريبة من جزر نانشا الصينية، عادّاً أن ذلك يهدد سيادة الصين ومصالح أمنها، ويقوض السلام والاستقرار في المنطقة، وحذر وزير الدفاع الصيني من أن قضية بحر الصين الجنوبي تتعلق بالمصالح الأساسية للصين، ولن يسمح الشعب والجيش الصيني لأي كان بأن يتعدى على سيادة الصين والمصالح المتعلقة بها.
كما حذّرت الخارجية الصينية على لسان المتحدثة الرسمية هوا تشون يينغ الولايات المتحدة الأمريكية من أي استفزازات أخرى في بحر الصين الجنوبي، وأكدت أن الصين ثابتة على إصرارها وتصميمها على الحفاظ على السيادة الإقليمية والأمن والحقوق البحرية المشروعة وقالت: «سنرد بحسم على الاستفزاز المتعمد من أي دولة»، مشيرة إلى أن الصين ستراقب الوضع عن كثب، وجاءت تحذيرات الخارجية الصينية بعد تقارير إعلامية نقلت عن مسؤول أمريكي أن الجيش الأمريكي يخطط للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي مرتين كل 3 أشهر، لـ «تذكير الصين والدول الأخرى بالحقوق الأمريكية التي ينص عليها القانون الدولي».
لا يختلف اثنان على أن من يضرم النار في منطقة بحر الصين الجنوبي هو الولايات المتحدة الأمريكية التي منعت الدول المجاورة «ماليزيا، فييتنام، الفلبين، بروناي، سنغافورة، تايوان» من التفاهم مع الصين وساندت طلب حليفتها الفلبين للتحكيم على البحر في محكمة «لاهاي» وضغطت لإصدار القرار المنحاز الذي قد يسبب اندلاع حرب إقليمية وربما عالمية بعد أن عدّت بكين القرار باطلا ولا أثر له ورفضته جملة وتفصيلاً، بينما تصر واشنطن على احترامه وتحرض دول جوار الصين لإلزام بكين بتطبيقه .. والسؤال: ما احتمالات اندلاع حرب أو مواجهة عسكرية مباشرة بين الصين من جهة والولايات المتحدة وحلفائها هناك من جهة أخرى؟ قد لا يكون من اليسير على واشنطن ارتكاب حماقة البدء بمواجهة كهذه مع الصين في المدى القريب وهي التي جرّبت ذلك في حرب فييتنام وفي حرب الكوريتين في الخمسينيات وخسرتهما وكانت الصين أضعف بكثير مما هي عليه الآن كما ما زالت تتحسس هزيمتها في أفغانستان والعراق، لكنّ هناك عدداً من المؤشرات يوحي بسخونة الأجواء وقرع طبول الحرب في منطقة بحر الصين الجنوبي منها :
- بدأت أمريكا بوضع خطتها الجديدة التي تتعلق بآسيا - المحيط الهادئ منذ سنوات، حيث أعلنت يوم 1/6/2012 عن استراتيجية جديدة تقضي بحشد نحو 60% من قواتها البحرية في هذه المنطقة هذا إضافة إلى سياسة تطويق الصين التي انتهجتها بإشغال بكين بقضايا في مجالها الإقليمي لتبعدها عن منافستها عالمياً.
- عملت أمريكا على بناء سور معاد للصين من الدول المحيطة بها وفي المحيط الهادئ وخاصة في بحري الصين الشرقي والجنوبي، فبنت أشكالا من التحالفات والتكتلات وعززت العلاقات مع الدول هناك لهذا الغرض، وتدير مؤتمرات «آسيان» أي «رابطة الدول الآسيوية» الواقعة على بحر الصين الجنوبي وهي تغذي الخلافات لتجعل هذه الدول بحاجة إليها، فتخيفها من تفوق الصين ومن تداعيات التوتر مع كوريا الديمقراطية فتستفيد من ذلك كله في مواجهة الصين وفي جعل هذه الدول ترتمي في أحضانها.
- بدأ الأسطول الأمريكي بإجراء دوريات بحرية، عبر حاملة الطائرات «رونالد ريغان» العاملة بالطاقة النووية، والمتمركزة في قاعدة يوكوسكا البحرية في اليابان وبدءاً من 6 تموز الجاري، أرسلت واشنطن، حليفة الفلبين، 7 بوارج إلى جوار الجزر التي تسيطر عليها الصين، بهدف «الدفاع عن حرية الملاحة» ومن بينهم اثنان من الطرادات، المزودة بالصواريخ الموجهة، و4 مدمرات ويقوم عدد من المدمرات بدوريات على بعد 14 إلى 20 ميلاً بحرياً من الشعاب المرجانية، والجزر المستصلحة التي حولتها بكين إلى جزر اصطناعية بينما يبلغ البعد الأقصى الإقليمي المسموح به، 12 ميلاً بحرياً.
- من جانب آخر، أفادت تقارير بأن الصين تحركت ونشرت صواريخ أرض-جو في الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وأظهرت صوراً، بثتها قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، ما يبدو أنها 8 منصات إطلاق صواريخ ونظام رادار في جزيرة «وودي» أو «يونغ شينغو» أكدت تايوان التي تدعي أيضا السيادة على الجزيرة، ما جاء في التقرير ولكن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، وصف التقرير بأنه من اختلاق وسائل الإعلام الغربية.
نعود للقول إن واشنطن تريد من وراء هذا التصعيد جعل الصين في حالة من القلق الدائم والتوجس من مواجهة عسكرية مفتوحة قد تندلع في أي لحظة إن لم يكن مع أمريكا مباشرة فمع الدول المجاورة لها وبتحريض من أمريكا ومساندتها بغية استنزاف الصين وإضعافها فأمريكا ترى أن لها حق التدخل في منطقة بحر الصين الجنوبي مع أنه لا حدود لها ولا أرض ولا مياه فيها، ولكن طمعاً منها في «تعزيز سيادتها» الدولية والحد من صعود الصين ويبقى من الاحتمالات الواردة أن تقود سياسة القوة والهيمنة والغرور لدى واشنطن إلى مواجهة المارد الصيني عسكرياً وهذا ما ستدفع ثمنه باهظاً وفق كل الحسابات والدراسات المعروفة.
tu.saqr@gmail.com

syriandays
الثلاثاء 2016-07-19  |  13:03:41   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©