سيريانديز - منال زوان
عن مشروع القرار الذي أعدته نيوزلندا ومصر وإسبانيا بشأن إحلال هدنة وإيصال المساعدات، خلال التصويت في مجلس الأمن، الإثنين أكد مدير معهد الدراسات السياسية والإعلامية المستقبلية للشرق الأوسط د. أسامة اسماعيل لسيريانديز : أن حق النقض ( الفيتو ) ضد مشروع قرار أممي حول هدنة في حلب، هو الرد المنطقي والطبيعي، لأن مشروع القرار يعطي غطاء سياسي بهدف تأمين فرصة جديدة للإرهابيين في حلب كي يتمكنوا من ممارسة أعمالهم الإرهابية بحق المدنيين .
فأتى الفيتو بشكل عمل على تعطيل وشل كامل لمحاولة إنقاذ الإرهابيين في الأحياء الشرقية في حلب, وتابع في الوقت الذي يتخوف الروس من أن تعيد المعارضة المسلحة ترتيب صفوفها خلال أيام الهدنة، لم يمنع هذا العذر المراقبين من توضيح موقف الصين التي تحاول أن تبدو متمسكة مع روسيا وأن تبقى لاعباً مهماً في العالم، نظراً لدعمها لسورية وتقديمها مساعدات إنسانية.
بعض المراقبين يربطون الموقف الصيني بالعلاقة بين بكين وواشنطن في عهد الإدارة الأمريكية الجديدة بإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وما إذا كانت العلاقات ستتغير بين البلدين أم لا، ولاسيما أن ترامب أشار إلى العمل مع موسكو لحل الأزمة السورية دون ذكر أي دور للصين في هذا السياق. وقال اسماعيل أن الفشل كان واضحاً منذ طرح مشروع القرار على التصويت في مجلس الأمن، نتيجة تصريح روسي عن بطلانه سلفاً، أي كانت النتائج محسومة، وحسب الطرح الروسي "طرح مشروع قرار الأمم المتحدة بشأن إيقاف إطلاق النار في حلب غير بنّاء"، فيما أكدت الصين لاحقاً أن المشروع يتضمن إجراءات معينة لتخفيف معاناة المدنيين في سوريا، بينما قالت وزارة الخارجية السورية، إنها ترفض "أي محاولة من أي جهة كانت لوقف إطلاق النار بشرق حلب ما لم تتضمن خروج جميع الإرهابيين منها.
وفي السياق ذاته أكد أن مشروع القرار كان يهدف إلى منح هدنة للإرهابيين في حلب دون الحديث عن خروجهم من شرق حلب بصورة واضحة وصريحة، وبالتالي فهو يعطي فرصة جديدة للمسلحين وتأمين ما يمكن تأمينه من أسلحة وذخائر في محاولة إشغال الجيش السوري بفتح جبهات جديدة أثناء فترة الهدنة، واستمرار سقوط القذائف على الاحياء الغربية في حلب لنذكر أن مقاتلي المعارضة السورية استغلوا في السابق وقف النار لتعزيز مواقعهم وهو حلم لن يتكرر مجددا .
واوضح اسماعيل أن دعوات كل من لندن وباريس التي تطالب بوقف العملية العسكرية في الأحياء الشرقية من حلب ، تبدو وكأنها «محاولة لحماية الإرهابيين الذين يعانون الهزيمة هناك». ولكن، يبدو أن روسيا لا تأبه بمجلس الأمن بقدر اهتمامها بمجموعة خبراء روس وأمريكيين بدؤوا العمل في جنيف، من أجل إخراج جميع المسلحين من حلب . وختم اسماعيل بالقول أن معركة حلب مستمرة وستأخذ أبعاداً أكثر شراسة.
وميدانياً أكدت المعارضة المسلحة لوزير الخارجية الأمريكي، إنها لن تنسحب من حلب، في وقت دعت فيه لتوحيد الفصائل على الأرض وبدء معركة جديدة في شرق حلب ، الأمر الذي يعقد هذا الصراع منذ أشهر بعد أن فشلت الجهود السياسية وقبلها العسكرية، ولكن أتى الفيتو كتعزيز للحل السياسي لأنه يساهم في القضاء على الإرهاب وعدم تأمين أي غطاء سياسي أو إعلامي للإرهابيين.