حين نبتعد عن الخطاب الدبلوماسي والتلميح والتحليل, لا يمكننا أن ننكر بأن داعش صناعه أمريكية بريطانية بإمتياز, وبل أن الوثائق التي أفرجت عنها الولايات المتحدة بأنها سمحت بنشأة داعش ليست سوى وسيلة للحد من الإثباتات التي تؤكد بأن داعش صنيعه وأداة أمريكية من خلال تحميل مسؤولية جزئية لاستباق الفضائح القادمة التي تربط واشنطن بداعش حيث أن الحديث عن سماح واشنطن بنشأة داعش أخف من القول بأن واشنطن أسست داعش وتديرها بكل عملياتها. , وحين نقول أن داعش صناعه أمريكية يصبح السؤال المطروح لماذا تهاجم داعش كردستان العراق والبيشمركة ولماذا تستمر المذابح بحق الأكراد الأزيديين وغير الأزيديين رغم أن كردستان العراق حليفة واشنطن, حيث أن أول مذبحة راح ضحيتها 550 شخص أبان الإحتلال الأمريكي للعراق, حيث إدعت داعش بأن التفجير الهائل بحق الأكراد هو رد على رجم فتاة كردية أسلمت ليتبين لاحقا أن الفيديو الذي قتل لأجله 550 كردي أزيدي هو لفتاة تم رجمها من قبل تنظيم القاعدة في أفغانستان, علماً بأن هناك في كردستان العراق من يقوم بدعم داعش لوجستياً فهل هجمات داعش على حلفاء واشنطن في كردستان العراق هي خروج داعش عن السيطرة أم أن للأمريكي غاية في ذلك..؟؟, ويذكر أن غالبية مقاتلي داعش وقياداتها من خريجي السجون السرية الأمريكية.

وجديد ما تكشف عن مشروع تقسيم الشرق الأوسط أن الأمريكي الذي وعد قيادات كردية عراقية موالية لواشنطن بدويلة للأكراد غنية بالنفط والغاز كحال كردستان العراق حالياً قد خدعه و تفيد المعلومات أن الدويلة الكردية التي تريدها واشنطن وتخطط لها لا تحوي نفط ولا غاز وبل إن المشروع الأمريكي هو مشروع ترحيل الأكراد من شمال العراق تماماً الى كردستان تركيا حيث أن شمال العراق بما فيه كردستان والأنبار والموصل وكركوك والجزيرة السورية سيكون هي حدود الدويلة الوهابية التي وعد بها آل سعود وخصوصاً أن التقسيم الديني والعرقي في المنطقة سيجعل نفط السعودية خارج سيطرة آل سعود في حال تم التقسيم, وتشير المصادر الى أن ما وعد به آل سعود ما بعد التقسيم وعد به كذلك أمير هاشمي أردني ليتوضح يوماً بعد يوم أن الخرائط التي تسربها المخابرات الأمريكية عن تقسيم المنطقة ليست سوى محاولات جذب مؤيدين لمشاريع التقسيم المذهبي والقومي في المنطقة, وكذلك الوعود التي أطلقها الأمريكي في الإجتماعات السرية ليست سوى أكاذيب, حيث أن المطلوب من النفط والغاز هو تمويل الحروب التي ستنشأ نتيجة التقسيم العرقي والمذهبي ولن تعود بالفائدة لأي طرف, ويكفي هنا أن نسأل بعض حلفاء واشنطن وشركائها في مشروع التقسيم سؤال ماكر وهو لماذا الفكر الوهابي وليس الإخواني في الموصل والجزيرة السورية والأنبار.

والفضيحة الكبرى أن الكثير من السياسين المتحالفين مع واشنطن يدركون الكذب الأمريكي, ويروجون له لأجل مكاسب شخصية صغيرة جداً, وتؤكد مصادر أن قيادات كردية عراقية تعلم تماماً ماهية المشروع الأمريكي ورغم ذلك تروج بين حلفائها بأن الدويلة التي ستكون للأكراد دولة نفط وغاز رغم علمها بأنها ليست كذلك, ويقال أن القيادات الكردية تدرك بأن واشنطن لا تثق بالشعب الكردي الذي بغالبيته يؤيد حزب العمال الكردستاني ويعادي الإمبريالية الأمريكية, ورغم ذلك تخدم المشروع الأمريكي بإخلاص مطلق, في حين تتحدث المصادر عن أن حزب العمال الكردستاني أهم المطالبين بالدولة الكردية لازالت معظم قياداته ترفض أن تكون هذه الدولة منحة أمريكية وتفضل النضال لأجلها لمئة عام على أن لا تتحالف مع واشنطن, مما إضطر الأمريكي الى توسيط التركي لإجراء مباحثات مع عبد الله أوجلان داخل سجنه..

ومن جانب أخر يذكر بأن المذابح بحق الأكراد الأزيدين في العراق بدأت أبان الإحتلال الأمريكي بمجزرة راح ضحيتها 550 مواطن كردي عراقي نتيجة تفجير سيارة مفخخة وتحدث أيامها كتاب غربيين أن التفجير الذي وقع كان نتيجة قنبلة هائلة الإنفجار لا يملك مثلها سوى الأمريكيين وقدر خبراء من حجم الفوهة البركانية التي تركها التفجير أن مثل هذا التفجير بمتفجرات تقيليدية يحتاج الى 100 طن من التي ان تي, وهو ما يؤكد أن القنبلة أمريكية لأن أي شاحنة لا يمكنها نقل مئة طن متفجرات, وبررت داعش الجريمة بالدفاع عن فتاة كردية تم رجمها لأنها أسلمت وتبين أن الخبر كاذب, فيما أن داعش لم تبين سبب المذابح التي إرتبكتها بحق الأكراد اليزيدين مؤخراً, وأما ما قامت به داعش في كوباني السورية كان إستهداف مباشر للأكراد السنة وكذلك بدون سبب حقيقي مقنع سوى سبب حاجة واشنطن الى إعادة توزيع السكان ديموغرفيا على أساس عرقي ومذهبي لتطرح الحكومة الأمريكية على كونجرسها مشاريع التقسيم التي ستسقط عند أقدام أبناء المنطقة.