فند العالم الامريكي تيودور اي بوستول الأستاذ الفخري للعلوم والتكنولوجيا وسياسة الأمن القومي في معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا الادعاءات الأمريكية حول ما حدث في خان شيخون بريف إدلب مشددا على أن الأدلة التي ساقتها واشنطن لتأكيد اتهاماتها ضد الحكومة السورية لا أساس لها من الصحة.

وقدم بوستول في حوار مع قناة “ار تي امريكا” تقييما سريعا لتقرير الاستخبارات الأمريكية الذي صدر في 11 نيسان الجاري حول ما حدث في خان شيخون قائلا.. “لقد راجعت الوثيقة التي تقدمت بها الاستخبارات

الأمريكية حول وقوع الهجوم بغاز الأعصاب في الرابع من الشهر الجاري وهي تظهر دون شك عدم وجود أي دليل على الإطلاق لدى الادارة الأمريكية يثبت أن الحكومة السورية كانت مصدر هذا الهجوم”.

ولفت العالم الأمريكي إلى أن الأدلة الرئيسية التي تقدمها الوثيقة تظهر أناسا قضوا نحبهم نتيجة غازات سامة موجودة على الأرض ولم تلق من طائرة وقال.. إنه “في حال افترضنا أن الصور والأدلة التي اعتمد عليها تقرير الاستخبارات الأمريكية حقيقية فإنها تثبت ان الوفيات الناجمة عنه لم تكن عن طريق طائرات بل هي عن طريق غاز سارين موجود على الأرض وتحديدا عن طريق أجهزة إطلاق غازات مزود بها أنابيب 122 ملم مليئة بغاز السارين تم إطلاقها على الجانبين في المنطقة التي يوجد فيها الضحايا”.

وأضاف بوستول.. “في تقديري الخاص فان الدليل الرئيسي الذي تستند إليه الوثيقة تم العبث به أو تلفيقه لأنه بأي حال من الأحوال لا يمكن الوصول إلى استنتاج جاد من خلال الصور التي نشرها البيت الأبيض”.

وأشار إلى أن الدليل الوحيد الذي تشير إليه الوثيقة لاتهامها هو “حفرة” تم تحديدها بأنها على طريق شمال خان شيخون غير أنه لا يوجد أي دليل على أن تلك الحفرة وجدت نتيجة قذيفة تحوي غاز السارين موضحا أنه بمراجعة باقي الصور ظهرت تلك الحفرة مجددا بصورة جلية أنها حفرة تم إحداثها نتيجة ذخيرة على الأرض وليس نتيجة قذيفة أسقطت من طائرة وأنه لو كانت عن طريق طائرات أو غارات أو ضربة جوية لتفريغ حمولة السارين المزعومة لكانت أسطح البنايات أول من تأثر وليس الحوائط كما هو مبين في الصور.

ولفت إلى أن من بين الأدلة التي تثبت زيف الاتهام الأميركي هي حالة الطقس واتجاه الرياح يوم الهجوم المزعوم في 4 نيسان التي تظهرها صورة “غوغل إيرث” حيث أنها لا تناسب مطلقا شن هجوم الغاز بل أنه بمراجعة حالة الطقس يومي 3 و5 نيسان فإن حالة الطقس فيهما هي المثالية أي أنه في حال كان الهجوم حقيقيا فإن تنفيذه سيكون قد تم في اليوم التالي أو السابق ما يكشف أنه تم فعليا تلفيق تلك الصور ونسبها إلى الحكومة السورية.

وبين أن صور أنابيب الغاز والضحايا على الأرض في حال افتراض أنهم ليسوا مزيفين تظهر بوضوح أن القتلى سقطوا نتيجة متفجرات شديدة تم وضعها في أنابيب مليئة بالسارين على الأرض وفجرت بصورة فجائية.

ويبدو من الصور أن السارين كان سائلا في الأنابيب وهو ما يبدو أنه كان هناك محاولات لتسخينه ما تسبب في صدعها وانصهارها كما هو ظاهر في تلك الصور وهو ما يدل على أن أنبوب السارين تم وضعه على الأرض وكان هناك محاولات منهم لإخراج الغاز منه ولم يتم اسقاطه على الإطلاق عن طريق طائرات.

وأوضح أن التقرير الاستخباراتي غير الدقيق أدعى أيضا أن الذخائر المستخدمة خاصة بالحكومة السورية رغم أن مدى تلك الصواريخ لا يتجاوز بأي حال من الأحوال كيلومترين تقريبا وتلك كانت مسافة أقل بكثير جدا من أي حدود تسيطر عليها الحكومة السورية في ذلك الوقت كما أن التقرير حوى أخطاء يمكن وصفها بأنها لا تحترم العقل حيث ادعى بأن قذائف المدفعية رصدتها الأقمار الصناعية الأمريكية.. وأي شخص مختص يدرك أن أي قمر صناعي يستخدم الأشعة تحت الحمراء لا يمكنه أن يرصد قذائف المدفعية.

وقامت الولايات المتحدة فجر يوم الجمعة الماضي بارتكاب عدوان سافر استهدف إحدى قواعد الجيش العربي السوري الجوية في المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ ما أدى إلى ارتقاء 6 شهداء وسقوط عدد من الجرحى وإحداث أضرار مادية كبيرة.