قد تبدو فكرة إنتشار و تسلط الصهيونية على العالم من حيث الشكل, فكرة معروفة وليست بجديدة, ولكنني أعتقد أن قلة قليلة فقط من الناس ومن النخب هي التي تعرف حجم وقوة وتاريخ و خطورة المشروع الصهيوني على العالم, وذلك بكل بساطة لأن معرفة حقيقة ما يدور في هذا العالم بحاجة إلى أمرين, الأول هو المعرفة والعلم والإلمام الكبير و العميق بأسرار و تاريخ وإديولوجيات وثقافات الدول والشعوب والجماعات التي تدير و تحكم هذا العالم, و الأمر الثاني, هو القدرة على الدخول إلى مطابخ السياسة العالمية الحقيقية, التي يتم فيها تحضير الوجبات السياسة العالمية الكبرى, ومشاهدة كيف تطبخ هذه السياسات عن قرب. و إسمحولي في هذا المقال بكل تواضع, أن أدّعي بأنني سأحاول فتح ولو نافذة صغيرة على بعض الحقائق والتواريخ والوثائق التي ربما لا يعرفها الكثيرين عن تاريخ وعن قوة وخطورة الصهيونية العالمية. في الحقيقة من يطل على كواليس السياسة العالمية, ولنأخذ الغربية منها مثال, يعرف جيداً بأن الحكومات الغربية, وعلى رأسها أمريكا, هي حكومات مسيرة وليست مخيرة, ويعرف أيضاً بأن هنالك سلطة خفية تحرك هذه الحكومات وتملي عليها أوامرها, حتى في أدق تفاصيل سياساتها الخارجية و الداخلية. ربما يعتبر البعض بأن هذا كلام مبالغ به جداً, وبأن نظرية المؤامرة باتت تسيطر على عقولنا جميعاً نحن العرب, ولكن عندما ستقرأون بعض الحقائق والأرقام التي سأوردها, و التي أستقيتها من وثائق رسمية ومعروفة, سوف تكتشفون بأننا نعيش في عالم شطرنجي تلعب وتتحكم به سلطة خفية لا يعرف عنها الكثيرون أي شيء, وسوف تكتشفون بأن من ترونهم من حكام وسياسيين وإقتصاديين و إعلاميين..... في الغرب والشرق, هم ليسوا إلا بيادق في أيادي تلك السلطة الخفية. إنها الصهيونية....... ولكن....ماذا نعرف نحن عن الصهيونية غير تلك المعلومات التي نتداولها على الأرصفة و في المقاهي, عن مؤتمر هيتزيليا, وإحتلال اليهود لفلسطين, وإلى ما هنالك من المعلومات التي باتت على أهميتها قديمة وأكثر من معروفة. في الحقيقة عامة الناس, وعلى رأسهم العرب, بما فيهم بعض ما يسمون أنفسهم نخب, لا يعرفون شيء عن الصهيونية, و هذا ما دفعني ربما لكتابة هذه الدراسة المختصرة عن الصهيونية, وذلك لتقديم فكرة ولو بسيطة عن عالم الصهيونهية الذي نعيش فيه. المشروع الصهوني له وجهان وهما : 1ـ وجه إديولوجي تاريخي 2ـ وجه إقتصادي سياسي 1ـ الوجه الإديولوجي التاريخي: و هو وجه تلمودي يهودي قديم, مبني على عدة أسس و على عدة شرائع دينية يهودية قديمة, سأذكر أهمها: أ ـ إستعادة أرض إسرائيل التاريخية من الفرات إلى النيل, و عودة اليهود إليها على اعتبار أنها أرض قومية دينية تاريخية مقدسة لليهود, وعدهم الله بها منذ الأزل دون غيرهم. وسنرى الآن كيف عمل اليهود الصهاينة في كل مراحل حياتهم في الشتات بعد خروجهم من فلسطين منذ حوالي 1700 سنة تقريباً على يد الرومان, للعودة إلى فلسطين, وكيف استطاعوا تحقيق حلمهم. القصة تبدأ من إنكلترا, حيث أنه لم يكن عبثاً أن إنكلترا هي التي كانت عراب مشروع عودة اليهود إلى فلسطين بوعدها المشئوم بلفور, فهذا مشروع عمره حوالي خمسمائة سنة في إنكلترا, ولم يكن محض صدفة ولا وليد لحظة كما يعتقد البعض, وإليكم القصة كاملة. في ﺍﻟﻨﺼﻑ ﺍﻷﻭل ﻤﻥ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﺴﺎﺒﻊ ﻋﺸﺭ حوالي( 1600م) شهد المجتمع البريطاني تعاطفاً كبيراً و رواج منقطع النظير للأﻓﻜﺎﺭ وللإديولوجيات اليهودية, وهذا التعاطف و هذا الرواج لم يقتصر فقط على عامة الناس, بل أصاب ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻜﻤﺔ في كل مرافق الدول أيضاً, ومن ضمنهم رئيس والزراء تماس ﻜﺭﻭﻤﻭﻴل الذي كان رئيس وزراء الملك هنري الثامن في ذلك الحين, حيث أصبحت الدولة كلها ﺘﺤﺕ ﺘﺄﺜﻴﺭ ﺍﻟﻌﻬـﺩ ﺍﻟﻘـﺩﻴﻡ وتعاليمه, لدرجة أنه وصل الأمر بكرومويل في سنة 1653 إلى طرح مشروع إصلاح داخلي, يتضمن تشكيل برلمان ﻤﻥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻥ ﻭﺍﻟﻘﺩﻴﺴﻴﻥ ﻤﻜﻭﻨﺎً ﻤﻥ ﺴﺒﻌﻴﻥ ﺸﺨﺼﺎً بناء على فكرة ﻤﺠﻠـﺱ ﺍﻟﺴﻨﻬﺩﺭﻴﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻱ المعروف, أما ﺍﻟﺠﻨﺭﺍل ﻫﺎﺭﻴﺴﻭﻥ، وهو برلماني أيضاً, فقد طالب ﺒﺘﻁﺒﻴﻕ ﺍﻟﺘﺸﺭﻴﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ, و بلغ ﺍﻷﻤﺭ ببعض البرلمانيين البريطانيين أيضاً حد ﺃﻟﻘاء ﺨﻁبهم البرلمانية ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺒﺭﻴﺔ, و قدى طالب البرلمان حينها بأن ﺘﻜﻭﻥ ﺍﻟﺘﻭﺭﺍﺓ ﻫﻲ ﺩﺴﺘﻭﺭ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ الرسمي. وفي ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻔﺘﺭﺓ أيضاً, ﺸﻬﺩﺕ أوربا ﺸﻴﻭﻉ لأفكار ﺸﺒﺘﺎﻱ ﺘﺴﻔﻲ اليهودي الهولندي الذي كان يدعو إلى ﺇﻗﺎﻤﺔ ﻤﻤﻠﻜﺔ إسرائيل ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ, هذه الدعوات التي حدت ببعض ﺃﺜﺭﻴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻓﻲ ﺃﻤﺴﺘﺭﺩﺍﻡ وباقي العواصم الأوربية حينها, ﺇﻟﻰ ﺒﻴـﻊ ﻜل ممتلكاتهم لإستئجار ﺴﻔﻨﺎﹰ إستعداداً ﻟﻨﻘل ﺍﻟﻔﻘـﺭﺍﺀ اليهود إلى ﻓﻠـﺴﻁﻴﻥ, و الملفت أن ﺒﻌﺽ اليهود المتعصبين, أعتقد ﺃﻨﻬﻡ ﺴوف ﻴُﺤﻤﻠﻭﻥ على سحاب ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺩﺱ. وعلى نفس الخط, وفي نفس الحقبة, كان هنالك حاخام في هولندا يُدعى منسي, ﻭﻫﻭ ﻴﻬﻭﺩﻱ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺎﺭﺍﻨﻭ ﻭﻟـﺩ ﻓـﻲ ﺍﻟﺒﺭﺘﻐﺎل ﻭﻋﻤل ﻓﻴﻬﺎ ﺜﻡ ﻓﺭ ﻤﻊ ﺃﺒﻭﻴﻪ إلى هولندا, وأصبح هناك حاخام بين عامي ١٦٣٩-١٦٢٢, وخلال هذه الفترة, أرسل كتاب لكرومويل في إنكلترا طالبه فيه بالسماح لليهود بالعودة إلى بريطانية كتمهيد لعودتهم إلى فلسطين, قناعة من هذا الحاخام, ووفق تعاليم التورات, بأن مسيحهم ﻟﻥ ﻴﻅﻬﺭ لهم ﺇﻻ ﺒﻌﺩ ﺍﻜﺘﻤﺎل ﻋﻘﺎﺏ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺒﺘﺸﺘﻴﺘﻬﻡ ﻓﻲ ﻜـل أصقاع الأرض, وهم يريدون التعجيل بهذا الأمر, ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﻻ ﻴﺴﻤﺢ لهم بالذهاب إلى أغلب دول العالم و اﻹﻗﺎﻤﺔ فيها, ومن ضمنهم لإنكلترا, وهي الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس, طالب الحاخام منسي رئيس الوزراء البريطاني كرومويل بالسماح لليهود بالعودة إلى بريطانيا و بالسفر إلى مستعمراتها, إتمام النبوئة, وللتتمهيد لعودة اليهود إلى أرضهم الأم في فلسطين كما يزعم ذلك الحاخام. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺜﺭ دعى ﻜﺭﻭﻤﻭﻴل ﻟﻌﻘﺩ ﺍﺠﺘﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﻗﺎﻋـﺔ ﺍﻟﻭﺍﻴﺘﻬـﻭل ﺒﺘـﺎﺭﻴﺦ ٤/١٢/١٦٥٥ لنقاش ﻤﺴﺄﻟﺔ ﻤﻨﺢ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺤﻕ ﺍﻹﻗﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﻨﺠﻠﺘﺭﺍ ﻤﻥ ﺠﻤﻴـﻊ ﺠﻭﺍﻨﺒﻬـﺎ, ﻭﻗـﺩ ﺤﻀﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻠﻭﺭﺩ ﺠﻼﻴﻥ ﻭﺍﻟﻠـﻭﺭﺩ ﺴـﺘﻴل ﻜﺒﻴـﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﻭﻨﺎﺕ ﻭﺭﺌﻴﺱ ﺒﻠﺩﻴـﺔ ﻟﻨـﺩﻥ لورد ماير، ﻭﻤـﺴﺠل ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ. في عام 1656 أقرت ﻓﻜﺭﺓ ﻋﻭﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩ ﺇﻟﻰ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ بشكل رسمي, ﻜﺘﻤﻬﻴﺩ ﻟﻌﻭﺩﺘﻬﻡ ﺇﻟﻰ ﻓﻠـﺴﻁﻴﻥ, ووضع هذا الأمر ﻋﻠـﻰ ﺠﺩﻭل الأهداف القومية الأساسية ﻓﻲ ﺒﺭﻴﻁﺎﻨﻴﺎ. في عام 1710 جندت إنكلترا عبر وزارة الإستعمارات البريطانية جاسوس إنكليزي اسمه الجنرال همفر للذهاب إلى السلطنة العثمانية التي كانت تسيطر على المنطقة العربية آن ذاك, لوضع دراسة عن كيفية تحقيق ثلاث أهداف رئيسية لبريطانيا العظمى وهي : 1ـ تفكيك الإمبراطورية العثمانية, 2ـ تفكيك الإسلام من الداخل 3ـ إعادة اليهود إلى فلسطين. وبعد عدة سنوات قضاها همفر بين اسطنبول والبصرى وخراسان وغيرها, عاد إلى لندن محمل بتقارير قيمة جداً, و برصيد كبير من العملاء والمتعاملين الذين جندهم لخدمة هذا المشروع, وعلى رأسهم محمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية في السعودية, وعلى أساس هذه التقارير وشبكة العملاء التي وفرها همفر, وضعت الحكومة البريطانية خطة عمل محكمة لتحقيق تلك الأهداف الثلاث, وقد أناطت بهمفر ومجموعة كبيرة من الجنرالات الإنكليز الذين أُعدّوا خصيصاً لهذه المهمة, مهمة تنفيذ هذه الخطة. وهذه الخطة تنص وفقاً لمذكرات السيد همفر شخصياً على ما يلي: ــ دعم و تمكين محمد بن عبد الوهاب من إطلاق دعوة دينية إسلامية جديدة قائمة على ما يلي: 1- تكفير كل المسلمين الذين لا يؤمنون بدعوته, و إباحة قتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم وبيعهم في أسواق النخاسة، وجعل رجالهم عبيدا ونسائهم جواري. 2- هدم الكعبة باسم أنها آثار وثنية إن أمكن, ومنع الناس عن الحج, وإغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم. 3- السعي لخلع طاعة الخليفة، والإغراء لمحاربته وتجهيز الجيوش لذلك، ومن الضروري أيضا محاربة (أشراف الحجاز) بكل الوسائل الممكنة، والتقليل من نفوذهم. 4- هدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه تنفيذ ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك, والاستهانة بشخصية النبي (محمد) وخلفائه ورجال الإسلام بما يتيسّر. 5- نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه. 6- نشر قرآن جديد فيه التعديل الذي ثبت في الأحاديث من زيادة ونقيصة و قد استطاع الإنكليز آن ذاك, تأمين كل عوامل نجاح هذه الدعوة, وخصوصاً بعدما قاموا بتجنيد آل سعود كعملاء لهم, فجمعوهم مع عبد الوهاب في مشروع واحد, كان أساس لما يسمى اليوم بالدعوة الوهابية, ولما يسمى بالمملكة العربية السعودية. و من يدقق في الأفكار التي وضعها الإنكليز في تلك الخطة في عام 1710, سوف يجد أنها تحققت كلها, وبأنها مازالت سارية المفعول حتى الآن, وسيرى أيضاً أنها متطابقة وبدقة لا متناهية مع ما يتبناه الوهابيون ومشتقاتهم من الحركات الصهيوإسلامية اليوم, كداعش والنصرة والإخوان وغيرهم, و إذا عرفنا أن الملك عبد العزيز آل سعود وقع وثيقة مع الإنكليز, باع بموجبها فلسطين لليهود لإقامة وطن يهودي لهم, سوف نرى بأن الأهداف الإنكليزية الثلاث التي وضعت في عام 1710 قد اكتملت كلها تماماً, و قد حققت مآربها بشكل كامل, وخصوصاً بعدما احتل الصهاينة أرض فلسطين. ب ـ التمهيد لمجيء المسيح اليهودي المنتظر ليحكم العالم 1000 سنة, والذي يُفترض بحسب الأجندة اليهودية أن زمن حكمه للأرض قد بدأ في 1914, أي بعد فترة سبعة أزمان يهودية من السبي البابلي الثاني عام 607 ق م, والتي تعادل 2520 سنة ميلادية وفق حزقيال ودانيال, حيث أن اليهود يعتقدون بأن حكم الله المباشر للأرض انتهى في سنة 607 ق م, بعد حدوث السبي البابلي الثاني الذي قام به نبوخذ نصر لأرض إسرائيل, وبأن الله سيسمح للحكومات العالمية أو الدنيوية بحكم الأرض لمدة سبعة أزمان يهودية فقط, أي 2520 سنة ميلادية, وبعدها سوف يعود الله لحكم الأرض بشكل مباشر عبر المسيح المنتظر. وهم يعتقدون وفق رزنامتهم اليهودية أن ال 2520 سنة قد انتهت في عام 1914 م ,إنطلاقاً من 607 ق م, ومن 1914 بدأ حكم المسيح للأرض, ولكن المسيح حسب اعتقادهم لن ينزل إلى الأرض ليقود العالم بنفسه قبل أن تتطهر أرض إسرائيل من كل الكفار, وهذا يحتاج إلى جهاد ومعارك ضد الكفر والكفار, وهذه الرحلة من الماعرك ستبدأ وفق " متى 21:24 الرؤيا 17:16.5" من أرض بابل أرض الكفر وفق نصوصهم ( العراق اليوم), وسوف تستمر وتتوسع لتصل إلى أرض إسرائيل التي ستقع فيها المعركة الخلاصية الكبرى التي تدعى "هرمجدون", هذه المعركة التي سوف تكون بين كل ملوك وحكام العالم الكفار من جهة, وبين المؤمنين اليهود من الجهة الأخرى, وفي هذه المعركة سوف ينزل مسيحهم المنتظر ليحسم المعركة لصالحهم, وبنهاية هذه المعركة سوف ينتهي حكم الشيطان للأبد وستتحول الأرض إلى فردوس, وسيحكم المسيح بمساعدة 144000 حاكم مساعد له, حوالي 1000 سنة ميلادية, وبنهاية هذه الألفية سوف تحدث القيامة الأخيرة, لليحي بعدها المؤمنين الحياة الأبدية . ج ـ شعب الله المختار: عقيدة شعب الله المختار عند اليهود قائمة على أساس قوانين تلمودية واضحة تقول بأن اليهود هم أسياد الأرض الوحيدين, وباقي البشر هم حيوانات على شكل بشر خلقهم الله لخدمة اليهود, ويحق لليهود أن يفعلوا بهم ما يشاؤون, وهذا أمر تدعمه الكثير من النصوص التلمودية المؤكدة التي سأورد الآن بعض منها: ـ التلمود ( مدراخ تلبيوث: ص 255 طبعة وارشو عام 1855) - رغم ان الله هو الذي خلق غير اليهود, ولكنهم مع ذلك هم مجرد حيوانات على هيئة بشر و يسمونهم " جوييم " - أقتل الصالح من غير اليهود ولايجوز اذا سقط احدهم في حفرة مساعدته في النجاة بل سدها بحجارة وتركه ليهلك" - التلمود (عابوره زادة: ص 20) يجب على اليهودي بذل مجهوده لمنع باقي الامم من امتلاك العقارات، وان لايمدحهم، ولايصفهم بالحسنات والجمال، ولايهبهم شيء دون ثمنه - التلمود (سنهدرين 1: 92): غير جائز ان تشفقوا على ذي جنة (اي كل غير يهودي) - وجاء: بأن اموال غير اليهود كَرمال البحر, أول من يضع يده عليها من اليهود يمتلكها!!! - التلمود (سنهدرين ص 67): ان الله لايغفر لليهودي اذا رد مال غير اليهودي ولايجوز رد الاشياء المفقودة من الاجانب!!!ٍ - ويقول الحاخام (تام): الزنا بغير اليهود ذكوراً او اناثاً لاعقاب عليه لانهم من نسل الحيوانات!!!!! بينما قال الحاخام (ميمانود): لليهودي حق اغتصاب نساء غير اليهود. 2ـ الوجه الإقتصادي الإستعماري: عند الكلام عن الوجه الإقتصادي للصهيونية في العصر الحديث, لا بد أن نبدأ من نقطة محددة جداً ألا و هي عائلة روتشيلد, هذه العائلة التي تعتبر روح ومحور وعقل وقيادة الصهيونية العالمية الجديدة في العصر الحديث. أول ظهور لأسم عائلة "روتشيلد" كان مع إسحاق شنان روتشيلد، الذي ولد في 1577 في فرانكفورت في ألمانيا, و اسم "روتشيلد" يعني بالألمانية " الدرع الأحمر ". بدأ نجم هذه العائلة يسطع عالمياً في عام 1744 على يد ماير أمشيل روتشيلد ابن امشيل موسى روتشيلد, الذي ولد في فرانكفورت ألمانيا في عام 1710، وهو الرجل الذي أسس العمل المصرفي في ألمانيا بالشراكة مع الأمير هيس. في عام 1777 م قام تاجر العملات القديمة ماجيراشيل أمشيل روتشيلد بتنظيم العائلة ونشرها في خمس دول أوروبية، فأرسل أولاده الخمسة إلى إنكلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا, حيث أوكل لهم مهمة السيطرة على أهم بلدان العالم آنذاك لتأسيس الحكومة اليهودية الخفية العالمية, هذه الدولة التي ستصبح بعدها جسد السلطة الصهيونية الخفية العالمية في العصر الحديث, و قد أسس ماجيراشيل أمشيل روتشيلد مؤسسة مالية لكل فرع من العائلة في تلك الدول, مع تأمين ترابط وثيق فيما بينها, و وضع قواعد تسمح بتبادل المعلومات ونقل الخبرات بسرعة عالية بين هذه الفروع, لتحقيق أقصى درجات الفائدة والربح. فكانت ألمانيا من نصيب (أتسليم) والنمسا من نصيب (سالمون) وكان (ناتان) في بريطانيا و(جيمز) في فرنسا أما (كارل) فقد كان في الفاتيكان. ومنذ ذلك الحين بدأت رحلة سيطرة الصهيونية العالمية عبر آل روتشيلد على العالم, حتى أصبحت هذه العائلة تملك ثلاثة أرباع ثروات العالم, فهي تملك 90 % من أسهم البنوك المركزية في أغنى دول العالم (أمريكا وأوروبـا) لذلك فهي صاحبة حق طباعة العملة الورقية لتلك الدول، كما أنها تسيطر على معظم أسهم بنك الاحتياط الفيدرالي الامريكي وعلى صناعة وشركات النفط والغاز العالمية كلها, وصناعة الأدوية وصناعة السجائر ومعظم البنوك في وول ستريت, و هي تملك ثلثي إحتياطي الذهب في العالم, وثلثي منابع الماء العذب في العالم, و تملك و تمول كل شركات السلاح الغربية و الشرقية, أي أنها تسيطر على صناعة السلاح العالمية بالكامل, وتملك البنك الدولي, وتمول صندوق النقد الدولي, ويعود لها القرار بإنشاء أو إغلاق أي بنك في العالم, وتملك كل القنوات الفضائية العالمية بشكل مباشر ك CNN , وبشكل غير مباشر عبر موظفين عندها كمردوخ اليهودي الإنكليزي الذي يملك تراخيص كل القنوات الغربية المهمة, و قد أدخلت العائلة منذ فترة قصيرة الوليد بن طلال الذي يعتبر أحد العاملين معها, كشريك لمردوخ في ملكية بعض القنوات. (أسس الابن الأكبر نيثان ماير روتشيلد 1777 فرع بيت روتشيلد في إنجلترا، وتزوج أخت زوجة موسى مونتفيوري الثري والمالي اليهودي وزعيم الجماعة اليهودية في إنجلترا. وأتاحت له هذه الزيجة دخول أوساط المجتمع اليهودي السفاردي في إنجلترا سريعاً. واكتسب نيثان ماير روتشيلد مكانة مرموقة في عالم المال أثناء الحروب النابليونية حيث ساهم في تمويل إنفاق الحكومة الإنجليزية على جيشها في أوربا، واستعان في ذلك بأخيه جيمس روتشيلد المقيم في فرنسا، كما ساهم في تمويل التحويلات البريطانية إلى حلفائها في أوربا. وقد استطاعت عائلة روتشيلد، خلال تلك الفترة، تدبير ما يقرب من 100 مليون جنيه إسترليني للحكومات الأوربية. وبعد الحرب، كانت هذه العائلة هي الأداة الرئيسية في تحويل التعويضات الفرنسية إلى الحلفاء وفي تمويل القروض والسندات الحكومية المخصصة لعمليات إعادة البناء. واكسبته هذه المعاملات المالية مكانة متميِّزة في جميع أنحاء أوربا ودعمت مركز مؤسسته كواحدة من أبرز المؤسسات المالية الأوربية في تلك الفترة. الأمر الذي ساعد هذعه العائلة على أن تلعب دور حاسم في الحربين العالميتين الأولى و الثانية, فهي التي مولت الحربين, وهي التي قررت نتيجة الحربين من خلال التحكم في عملية إقراض وتمويل طرفي الصراع في هاتين الحربين. إضافة إلى كل هذا, فإن هذه العائلة تسيطر على كل المحافل الصهيونية كالماسونية والليونز وغيرها, ولها عملاء وموظفين يعملون لصالحها في كل حكومات ودول ومنظمات ومؤسسات العالم, دون استثناء, تستطيع من خلالهم ومن خلال ما تملك من قوى وقدرات, فرض كل ما تريد في أي شيء تريد متى تريد, وتستطيع أيضاً أن تملي أوامرها على جميع حكام وزعماء العالم وعليهم أن ينفذوا دون أي نقاش. وطالما أن حديثنا موجه بشكل خاص للعرب, يجدر بنا إذاً أن نذكر بأن "برنارد هنري ليفي" عراب الخراب العربي, هو أحد موظفيها ورجالاتها المعتمدين لتدمير الشرق الأوسط, و أعتقد أنه من المهم جداً أن نعلم أيضاً بأنه قبل سنة 2000 كان هنالك بعض الدول فقط خارج سيطرة آل روتشيلد و هي : أفغانستان, العراق, السودان, ليبيا, كوبا, كوريا الشمالية, إيران, سوريا, أما بعد أحداث 11 سبتمبر وبعد الحربين على العراق وأفغانستان تبقتا 5 دول هي: كوبا، كوريا الشمالية، إيران, سوريا, أما بعد الخريف العربي تمكنت عائلة روتشيلد من إختراق ليبيا بعد "الثورة" في 2011 وقامت بتأسيس البنك المركزي الليبي في بنغازي على إثر قرار من المجلس الانتقالي بتاسيس شركة النفط الليبية وذلك قبل حتى نجاح الثورة وقبل قتل القذافي.وتمكنت من إختراق السودان بعد مسرحية مذكرة التوقيف بحق البشير, التي أدت إلى بيع البشر لجنوب السودان وتسليمه للصهيونية العالمية ولفتح السودان لدخول وسيطرة البنوك والمصارف التي تملكها عائلة روتشيلد. وما لا يعرفه الكثيرون أيضاً ربما, هو أن ويكيلكس هي ملك لآل روت شيلد أيضاً, و ويكيليكس هذه الوكالة التي كانت أحد أهم أدوات التحضير للخريف العربي, من خلال كشف عمالة بعض الزعماء العرب وكشف شذزذهم وفسادهم للتحريض عليهم, ولخلق حالة الإحتقان التي أدت إلى كل هذه الإنفجارات الشعبية التي نراها في العالم العربي اليوم, هذه الويكيليكي هي ملك لآل روت شيلد. ويقال أيضاً أن بلاك ووتر والقاعدة هي تابعة لروتشيلد, وعلى هذا الأساس يمكن القول إذاً أن داعش هي جيش آل روتشيلد في الحرب العالمية الثالثة القائمة حالياً. هذه هي الصهيونية في هذا العصر, وهؤلاء هم صهاينة العصر الحديث, وبناءً على هذا يجب علينا أن نفهم ونحلل أي حدث سياسي أو إقتصادي عالمي, ومن ضمنه طبعاً ما يجري اليوم في العالم العربي من حروب وكوارث وتدمير.