Saturday - 20 Apr 2024 | 09:54:27 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
في الأروقة الخلفية لتاريخ الحروب والثورات .. دعوة إلى الحياة

د. عمار فاضل - خاص سيريانديز سياسي

تشكّل ثنائيات العقل البشري القائمة على التضاد بين الشيء وعكسه، والصراع بينهما، المنحى المميّز للتفكير البشري، كما كانت إدارة هذا الصراع التي تدعى السياسة Politics , هي قوت البشر اليومي خاصّةً في البلدان غير المتطوّرة التي يختلط فيها العلم بالجهل ,والرأي بالمعلومة، والقناعات بالموجودات، وتطغى مفاهيم مابعد الموت على الحياة لتقيّد الإنسان فيها أكثر، ومن هذه الصراعات ما اتّخذ أشكالاً دموية سحقت معها ملايين البشر وامتدّت سنوات طويلة … وعبر هذا التاريخ الطويل من الاقتتالات كانت دائماً هنالك أصواتٌ ليست بالقليلة تختبئ في الأروقة الخلفية تدعو إلى الحياة , وإلى وقف الاقتتال و إلى السعي نحو مجتمعاتٍ انسانيّةٍ تعلي شأن الحياة لكل البشر دون تصنيفٍ أو تقسيمٍ الى ألوانٍ وأعراقٍ وأجناسٍ وأديانٍ وطوائفَ ودولٍ وايديولوجيات , أصواتٌ تدعو إلى الوعي الجمعي إلى حقيقة أن الانسان هو الثابت الوحيد وهو البداية والنهاية لأي فعل أو سلوك أو تفكير أو علمٍ أو معرفةٍ , أصواتٌ تدعو إلى تغليب الصفة الانسانية على الصفة الايديولوجية للكائن البشري , والى العمل التطوّعي , ونبذ الايديولوجيات التي ترى في الانسان أداة مثل الرأسمالية والاشتراكية , ولعلّ أشهر وصف لهذه الأصوات نراه هو “الأناركيه Anarchism” المكونة من مقطعين “آنا” بمعنى “دون” و “آركي” بمعنى “رئيس” , أي “دون سلطة” أو “اللاسلطوية” … وهنا لسنا بصدد الحكم على الأناركيه أو ممارسات الأناركيين أو الثورات ذات الطابع الأناركي , وإنّما تركيزنا على الفكرة الأساسية وهي “اللاسلطوية” أي “لا دولة” باعتبار الدولة هي الوحدة الأساسية في “النظام الدولي” وهذه الصراعات والحروب تنشأ بين الدول , رغم أنّنا لا ننكر أن النظام الدولي اليوم يشهد ظهور وحدات فاعلة أخرى في سياق النظام الدولي غير “الدول” مثل “الشركات العابرة للقوميّة” و “المنظّمات ذات الطابع الدولي من مثل صندوق النقد الدولي” إضافةً لـ “الحركات المسلّحة” في عدّة دول من العالم والتي يحظى بعضها باعتراف دول دون أخرى. مانسعى إليه هنا هو البحث في البعد الفكري أو فلسفة “الّلاسلطوية” ,باعتبار أن مفهوم “السلطة” يحمل في جوهره تعبيراً عن المركزية أي تركّز القوّة بيد فئة قليلة تحكم الأغلبية سواء كان ذلك بشرعية التفويض أو الإكراه, وتحت أي اسمٍ كانت , والبحث في الدوافع لمثل هذه التحرّكات أو مايُدعى “البيوفيليا : حبّ الحياة” والتي أكثر ماتتضّح خلال الحروب والأزمات التي تعصف بمجتمع ما .. في الحروب نرى حالة الاستقطاب بين “البيوفيليا” و “النيكروفيليا” أي بين “حب الحياة” و “تعشّق الموت” ونرى نماذج لم نكن نشهدها في حالة استقرار المجتمع وذلك نتيجة الاضطرابات التي تجعل كل فرد يعبّر عمّا بداخله نتيجة زيادة الحريات من جهة ونتيجة لزيادة الضغوط على اختلافها من جهةٍ أخرى , وعندما تتخذ هذه الانماط السلوكية منحىً اجتماعياً عامّاً تنشأ حركات مثل “الأناركيه” التي اعتبرت في أغلب المواقع صفةً ملازمةً للخيانة , كما اعتبرت في النظريّة السياسية تعبيراً منظّماً عن الفوضى والتمرّد إذ غالباً ماتسعى كل أشكال السلطات إلى التهجّم عليها واعتبارها خطراً على استقرار المجتمعات , إذ أنها – حسب رأيهم – تعمل على تفكيك السلطة المركزيّة إلى سلطات متناحرة تفكّك سدى المجتمع, ولكن كما نراها أنّها تحمل في صميمها نزعةً إلى الحياة إذ ترى “الأناركيه” في الدولة أو السلطة وحدة الصراع الذي تقوم بسببه الحروب وسباقات التسلّح وتكرّس النزعات الانفصالية فيما بين البشر باللون أو بالجنس أوالعرق أوالأديان أوالطوائف وووو ….الخ لذا وجدنا تعبيراً لهذه الحركات التي اتفقنا على تسميتها اصطلاحياً “الأناركيه” في كل الحروب بأنواعها من كومونة باريس1871، وعبر الثورة الروسية 1917، الى الحرب الاهلية الاسبانية 1936-1939 إلى ثورة الجامعات في فرنسا عام 1968 , واتخذت تسميات مختلفة وأشكالاً مختلفة دون اتفاق واضح على ادراجها تحت تصنيف واحد من “التسيير الذاتي – autonomism، مناهضة السلطوية – anti-authoritarianism، العمل الافقي – horizontality، الزاباتاوية – Zapatismo، الديموقراطية المباشرة – direct democracy..” أو اتخذت تحركات عفوية من مثل الدعوات الى الزواج المدني التي نشطت في سورية مؤخراً كمثال بوصفها دعوة الى تغليب الحب على التعصّب الطائفي والعشائري , وتعبيراً لاشعورياً وغير مباشر عن كراهية الايديولوجيات التي تدخّلت حتى بين الانسان وقلبه. هذه الاصوات ماتزال إلى اليوم أصواتاً شاردةً في أغلب حالاتها تأخذ في بعض الأحيان شكلاً منظّما حتى دون أن ترض لنفسها صفة “الأناركيه” مثل حركة “زايتجايست Zeitgeist” التي تحاول تفكيك المنطلقات الأساسية لبنية تفكير الدول والشركات العملاقة التي ترى في الإنسان بيدقاً وتتلاعب بالنظام الاجتماعي فتحدّد طيف الطموحات المسموحة للأفراد في المجتمعات , ففي بعض المجتمعات يكون سقف الطموح امتلاك سيارة , وفي مجتمعات أخرى فإن السيارة تعتبر من الأساسيات في حين أن الطموح يتعداها ليصل إلى امتلاك يختٍ أو رحلة إلى القمر , وفي مجتمعات أخرى يكون الطموح امتلاك قوت اليوم … وترى ضرورة الإطاحة بهذا النظام الاجتماعي الذي قاد الى تركيز 40% من ثروات العالم في أيدي أقل من 1% من البشر , والذي يقود يومياً إلى موت ملايين البشر بسبب المجاعات أو تفشّي الجائحات المرضية , وسمح بنشوء الايديولوجيات وتطرّفها لتدخل بين الإنسان وقلبه فتمنعه من الزواج من انسان آخر لايختلف عنه بشيءٍ بحجة أنّه من غير طائفة أو دين أو لون أو عرق أو جنس , لا بل ولاتسمح لأي من البشر استبدال ايديولوجيته ليلتقي مع الآخر , هذه الايديولوجيات التي تكرّس في عقل أفراد كلٍّ منها أنّهم الأطهر والأنقى والافضل والاسمى وتبرّر لهم فعل قتل انسانٍ آخر تحت مبررات لاتتجاوز في سخفها تفسير الزلزال بأن الأرض تدور على قرن ثورٍ ويحدث الزلزال عندما ينقلها إلى قرنٍ آخر. وهنا نؤكّد أنّنا لسنا بصدد الحديث عن حركة “زايتجايست Zeitgeist” ولكن بصدد الإشارة إلى فلسفة الفكرة القائمة عليها وذكرناها كمثال عن حركة ناشطة اليوم عبر العالم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واللقاءات والمؤتمرات التي تعقدها. هذه الحركات هي نتاج رد فعل الانسانيّة تجاه الحروب والدمار وعقل قسّم الكوكب إلى حدود واقاليم ومناطق نفوذ , وقسّم المجتمع إلى طبقات وفئات , وقسّم البشر إلى أعراق وأجناس وألوان وبشر , وسمح لمفهوم التفاضل أن يدخل حيّز الإنسانيّة , وهي أكثر ماتنشط خلال فترة الحروب والمجاعات لإيقاف حركة النوسان في المجتمعات بين جيل يأتي بتطرّف ليأتي الجيل الذي يليه بتطرّف يناقض الأول , أي أنّها حركات تسعى إلى نزع حالة الاستقطاب في المجتمعات , بين التطرّف الديني والإلحاد مثلاً , وكذلك ينطبق الأمر على بعض الأسماء التي سعت إلى ضبط حركة هذا النواس مثل “المهاتما غاندي” و ” الأم تيريزا” و “أوشو” و “مارتن لوثر كينغ” و”كريبتوكين”و “نعوم تشومسكي” ولعلّ أحد أكثر الأفلام التي تشرح الأناركيه وتصف البعد الفلسفي لهذا النوع من التحرّكات هو الفيلم الشهير ” V For Vendetta” الذي يتخذ طابع الثورية – وهو مايجعل البعض يعتبر “الأناركيه” جاءت من “الماركسية” رغم أنّنا لانتفق مع ذلك كون الماركسية بحد ذاتها ايديولوجيا تتعامل مع الإنسان كأداة – ويظهر البطل في الفيلم محترقاً كتعبير عن الظلم المفروض من قبل السلطة , كما أنّه يخفي وجهه إلى نهاية الفيلم تكريساً لما تؤكّد عليه الأناركيه وهو “اللاشخصانيّة” , ويختار الكاتب الموت كنهاية للبطل تأكيداً على أنّه لاقيمة للشخص أبداً وإنّما الأساس هو الفكرة أي “الإنسان” , وهو مايناقض الطابع العام للثورات والتي ترتبط عادةً بأسماء لتتحوّل فيما بعد من ثورة فكرية إلى ثأر وانتقام لموت هذا الشخص وتقديسه وصولاً إلى مرحلة سبغ صفات الإله عليه بعد عدّة أجيال، أو نجاح رمز هذه الثورة في تحقيق هدفه بالوصول إلى السلطة ومن ثمّ فرض أفكاره بقوّة السلاح ,ليصبح بطلاً و رمزاً. كما ترفض الأناركيه كل أشكال الترتيب الهرمي للمجتمعات بل وتدعو إلى ايجاد شكل آخر من التنظيم الذي يُدار من أسفل إلى أعلى بما يحقّق العدالة الاجتماعيّة , إذ أنّها ترفض المفهوم المتعارف عليه للعدالة من أيام حمورابي وإلياذة هوميروس إلى المفهوم الرأسمالي للعدالة، وتدعو إلى إلغاء الحكومات، الفكرة التي تشكّل حالةً من القلق لمعظم البشر حين التفكير بها، إذ لايستطيع معظم البشر تخيّل المجتمعات دون حكومات وتخيّل العالم دون دول , لما رافقه غياب الحكومات والدول من فوضى في البلدان التي انهارت فيها الحكومات وشاعت فيها مظاهر الفوضى والجريمة والأوبئة , لكن الأناركيه ترفض هكذا تبرير كون الفاعل في اسقاط حكومةٍ ما هي حكومةٌ أو حكوماتٌ أخرى سعت إلى سرقة مقدّرات هذا الشعب أو ذاك. الأناركيه التي نُقلت إلى الصحافة العربية تحت مسمّى “الفوضى والفوضويّة” بما ينسجم مع التعريف الغربي لها , بقيت في كثير من الأحيان في الأروقة الخلفية تدعو من هناك إلى الحياة والعدالة والإنسانيّة بعيداً عن جشع الحكومات والشركات والدول بمقدرات كوكبٍ وجد عليه جميع البشر ولايحتاج إلى المال مقابل مايقدّمه ترابه وهواؤه وماؤه، بل يحتاج إلى وعي الإنسان بإنسانيته وبكوكبه وبالطبيعة والحياة بعيداً عن الأنظمة التعليميّة للحكومات والدول التي تروّض الإنسان منذ نعومة أظافره كي لا يرى الحياة إلّا في جمع أوراق كتبت عليها ارقام , وكي يعمل ليل نهار ويقدّم تعبه لآخر يقدّم بدوره تعبه لآخر أعلى منه في الهرم السلطوي ومنه إلى الحكومات والدول التي تتصارع وتتسابق في صنع أسلحة تفتك بحقّ البشر في عيش حياتهم على كوكبهم كما كل الكائنات الأخرى , ولعلّ أكثر ما عبّر عن رجع الصدى لهذه النداءات ما غنّته فرقة “Pink Floyd” الانجليزية الشهيرة في أغنيتها ” We Don’t Need No Education” : We don’t need no education we don’t need no thought control no dark sarcasm in the class room Teachers leave them kids alone all in all ,it’s just another brick in the wall وختاماً ما نريد أن نخلص إليه، وإن كان مثالياً في نظر الكثيرين، أن نلفت النظر لمدى خطورة ما انتجه العقل البشري حين برّر لنفسه صنع مفاهيم تجيز طمس إنسانية الإنسان تحت مبررات “إرادة الله” و “حب الوطن” و “المصلحة العامّة” و “الحريّة” و “العدالة” و “الحقّ” , من اختراع النقد الذي تحوّل من عاملٍ تسهيل للتعاملات إلى مرجع تصنيفٍ للبشر حسب أمواله , واختراع اللباس الذي تحوّل من عامل دفءٍ إلى موضةٍ تحكم البشر، واختراع أسلحةٍ تحولت من عامل حمايةٍ للإنسان من فتك الوحوش إلى أدواتٍ حوّلت البشر إلى وحوش. علّ هذا المقال يكون كلمة حقٍّ لأجيال البشر القادمة ويذكّرنا بماتبقّى فينا من إنسانيةٍ. عمّار فاضل

د. عمار فاضل - خاص سيريانديز
الأحد 2015-05-31  |  17:23:59   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

التعليقات حول الموضوع
آن أوانه
سلمان صباغ | 05:16:19 , 2015/06/02 | سوريا
الاستاذ المحترم:هذه النظريات في العيش والحياة والنهج والرؤيا قد يكون آن أوانها ولطالما الحياة تسير بكل مكوناتها .وبم فيها الجنس البشري الرئيس فيها .اذ ليس بالمنطق والمعقول ان تسير الحياة ونحن قعوداً نجتر أبجر عنتره وتخاريف لا مبرر لذكرها فما الفلسفات التي جابت كل مناحي الانسان وقلّبته وغاصت في أعماقه فكشفت المستور وأظهرت عُواره ومن كل جوانبه وأخذت وبتسارع تضيء دروباً شتى وتدفعه للسير بها بمنتهى الشجاعة ودون تلكؤ كون الحياة تسير لما بعدها .
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©