Thursday - 25 Apr 2024 | 14:11:02 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
الإسلام السياسي والبعد الشعبي له

لم يعد خافياً بأن مشروع الإسلام السياسي في المنطقة العربية هو إختراع غربي بامتياز ، ابتداءً من حركة حسن البنّا مؤسس حزب الإخوان المسلمين في عشرينات القرن الماضي في مصر الذي تم إنشاؤه بإشراف وتوجيه من السفارة البريطانية في القاهرة آنذاك ، وصولاً إلى حزب العدالة والتنمية التركي الذي حاول تقمص الوجه الحضاري الجديد للإخوان الشياطين ، مروراً بالحركة الوهابية التكفيرية التي أنشأها محمد بن عبد الوهاب في السعودية كذلك برعاية مباشرة من السفارة البريطانية في مملكة الرمال لتحقيق أهداف خبيثة أهمها ضرب االتعاليم الإسلامية السمحة وتشويه قيم الدين الإسلامي الحق ، وعندما فشلت سياسة القوة التي اعتمدتها الولايات المتحدة عهدت إلى عميلها الجديد " رجب طيب أردوغان " رئيس حزب العدالة والتنمية التركي أن يلعب دور المنسق العام للحركات الراديكالية في المنطقة ضمن مشروع شامل لأسلمة نظام الحكم في الدول العربية وخاصة التقدمية منها ، بعد أن أظهر لشعوب المنطقة المتنوعة بانه خرج تماماً من تحت عباءة المشايخ ولحاهم ، وقدم نفسه كصاحب فكر متطور أبعد ما يكون عن رجل الدين المتطرف الذي يحمل مشروع ديني توسعي لا يختلف بشيء عن الفكر الصهيوني العنصري ، وقد لاقى شخص " أردوغان " في بداية انطلاقته قبولاً واسعاً على الساحة العربية الرسمية والشعبية بعد أن ملّت الشعوب الإسلامية من حالة الاستسلام الأعمى للجهلاء المتاجرين بالدين ، سيما بعد أن وصلت هذه الشعوب إلى درجة من العلم والفهم للتعليمات الدينية الصحيحة كفيلة بكشف زيغ وضلال بعض أصحاب العمامات الذين فاحت رائحة فتاويهم في الغرب والشرق ، لكن الخروج ببدلة أنيقة وتغيير تسريحة الشعر لا يمكنها من تغليف الحقيقة وإخفائها إلى ما لا نهاية ، وبسرعة فائقة كشف أردوغان وجهه الحقيقي كحامل ومروج للفكر الإخواني المتطرف والمفعم بالعمالة خاصة بعد أن حصل على دعم شعبي واسع ليس في تركيا وحدها فحسب ، بل وفي كل المنطقة العربية حيث تعزز قبوله بعد الموقف التراجيدي الذي قدمه في دافوس أمام رئيس الكيان الصهيوني " شمعون بيريز " كممثل بارع ، لكن الثعبان مهما غيّر جلده لا يخرج من جنسه وكونه أفعى !

  عملت الإدارة الأمريكية بكل إمكانياتها من أجل وصول التيارات الإسلامية المتشددة إلى سدة الرئاسة في دول المنطقة الأساسية كتونس ومصر والعراق وليبيا وسورية وتركيا ، من أجل ضرب الفكر القومي الوحدوي ، وتدمير الطاقات الذاتية لمجتمعات هذه البلدان ووضعها في جبهة مواجهة مع مشروع المقاومة في المنطقة التي تقوده إيران وسورية وحزب الله في لبنان ، وتحريك الفتنة الطائفية بين مجتمعات المنطقة المتباينة مذهبياً ، والتحريض على الاقتتال الطائفي والعرقي  واستنزاف قدرات الجميع ضمن مشروع تخريبي طويل الأمد وفق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة للمنطقة والتي أطلقت عليها اسم " الشرق الأوسط الجديد " الهادف إلى تقسيم دول عديدة وإعادة ترتيبها بما يخدم السياسة العدوانية التوسعية للكيان الصهيوني ، وهذا ما لا يُمكن تحقيق إلا من خلال التحالف مع الحركات الإسلامية المتطرفة ( الإخوان المسلمين ، والوهابية ) من هنا قامت الإدارة الأمريكية بالتحالف مع تنظيم القاعدة وفتحت الطريق أمامه لإنشاء داعش والنصرة والعديد من التنظيات الإرهابية التكفيرية  في سورية والعراق ولبنان ، ونجحت السياسة الأمريكية في المرحلة الأولى بتمرير مشروع أخونة الدول العربية في تونس ومصر وغيرهما ، ولكن الشعوب العربية التي اكتشفت فيما بعد عمالة الإخوان المجرمين وارتباطهم العضوي بالمشروع الاستعماري الجديد للمنطقة ، ثارت عليهم من جديد وبدأت بتنظيف الدول منهم عبر صناديق الانتخابات ، وكانت الضربة الأولى لمشروع الإسلام السياسي في مصر حيث قام الشعب المصري في الثلاثين من حزيران عام 2013 بالتعاون مع الجيش الوطني المصري بإلغاء حكم الإخوان وإعادة الرئيس المزوّر " محمد مرسي " إلى حيث كان قبل ذلك ( خلف القضبان ) وبدأ بعدها سلسلة الهزائم وتقهقر مشروع الإسلام السياسي في المنطقة ، حيث تلى ذلك سقوط المرزوقي ( المسخ ) في تونس وفوز حزب تونس الوطن بإرادة شعبية واسعة ، واليوم يتلقى مشروع الإسلام السياىسي الضربة القاضية على يد الشعب التركي الذي قال كلمته في السابع من حزيران 2015 رافضاً تحويل تركيا من دولة علمانية حضارية إلى خلافة يقودها السلطان السلجوقي " أردوغان " ومنع تحويلها إلى مركز دائم للإخوان المسلمين في المنطقة يسمح بالتمدد الخارجي على حساب دول الجوار بهدف إعادة الخلافة العثمانية وتنصيب الخليفة الجديد أردوغان  ، وهذا ما رفضه الشعب التركي بأغلبية واسعة منتزعاً بهذه النتيجة إمكانية تغيير الدستور من يد حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان - الذي لم يحترم الدستور ولم يُراعِه في أي يوم من الأيام وخاصة أثناء الدعاية الانتخابية – ومنع تحويل تركيا إلى نظام الرئاسة المطلق الذي يحلم به أردوغان .

  في حقيقة الأمر كان لنجاح الدولة السورية وصمودها طيلة خمسة أعوام في مواجهة حرب استنزاف مختلفة الأوجه دوراً أساسياً في وقف خطة تدمير سورية وتخريب المنطقة بأكملها و أسلمتها سياسياً ومن ثم تقسيمها إلى دويلات طائفية وعرقية متناحرة ، وحافزاً حيوياً في تحريك وعي الشعوب المقهورة المغلوب على أمرها من المغرب العربي إلى المشرق وتحرير إرادتها المسلوبة بقوة السلطة أحياناً أو بأوهام الفتاوى الدينية المضللة  أحياناً أخرى ، والتغلب على ضعفها والخروج باتجاه المطالبة بمصالحها الأساسية العليا ، وإن انتصار الجيش العربي السوري في الحفاظ على وحدته ودوره الوطني أعطى الأمل لشعوب المنطقة بمستقبلها السيادي واستقلالها ، وأن مشروع الإسلام السياسي هو ليس إلا قافلة عبور لتحقيق أهداف محددة ضد المنطقة وشعوبها ، بما يؤكد بأن فشله في المحطة قبل الأخيرة في تركيا هو النهاية الحتمية له ، وأنه لن تقوم له قائمة بعد اليوم ، ولو تم إعادة الانتخابات في تركيا غداً ستكون هزيمة  الإخواني أردوغان وحزبه أقسى بكثير من تلك التي تلقاها في السابع من حزيرن الجاري ، وبناءً عليه نستطيع القول بأن السعودية التي لم تزل تتلاعب بعواطف المسلمين وبمصائرهم ، ستكون المحطة الأخيرة لوداع الفكر التكفيري الرجعي ودفنه في رمالها المتحركة ، وعندها سيرتاح الشعب العربي من محيطه إلى خليجه من عواقب إنتشار الفكر الوهابي والإخواني الرجعيين . 

محمد عبد الكريم مصطفى - خاص سيريانديز سياسي
الثلاثاء 2015-06-09  |  14:26:38   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©