Friday - 29 Mar 2024 | 02:46:06 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
الدور التركي القذر في تسخين النزاع الأذري - الأرميني
الدور التركي القذر في تسخين النزاع الأذري - الأرميني

د. تركي صقر
يقول المثل «التاجر المفلس يعود إلى دفاتره القديمة» ورجب أردوغان بعد إفلاس حروبه ومشاريعه الإخوانية والإرهابية في المنطقة، ولاسيما في سورية،
عاد للتفتيش في دفاتره القديمة عن صراعات وحروب متوقفة يمكنه تحريكها وإشعالها لعله يجد فيها ما يعوض بعض خسائره على مختلف الجبهات، ويعيد شيئاً من معنوياته المنهارة، وتغلّبت عليه روح الانتقام والكيدية فاختار تسخين جبهة «ناغورني قره باغ» بما يزعج روسيا التي كانت قد ساهمت في تحطيم أحلامه ومطامعه في الموضوع السوري وعملت على فرض عقوبات عليه حين تمادى وتطاول عليها بإسقاط طائرتها «السوخوي 24» فوق الأراضي السورية أواخر العام الماضي.
ووجد حاكم أنقرة في تسخين جبهة «قره باغ» الرخوة ضالته لضرب عصفورين بحجر واحدة وهو الضغط على روسيا وعلى إيران في وقت واحد، فذهب إلى فتح صفحة النزاع الأذري- الأرميني بشأن إقليم «قره باغ» بعد أن طويت أو جمّدت على الأقل منذ أكثر من عشرين سنة وكانت نيرانه خامدة وأوضاعه هادئة،  فحرّض النظام التركي المرتبطين به من الجانب الأذري للعمل على تجديد الاشتباكات العسكرية بين أذربيجان وأرمينيا في الإقليم المتنازع عليه من دون سبب واضح، إذ ليس من تبرير مقنع، لاندلاع نار الحرب بين الجانبين،  حيث لم يكن هناك أي تطور استثنائي أو خطر يستدعي رداً من هذا الطرف أو ذاك بالطريقة الواسعة التي حصلت، وسقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى من الطرفين كما لو أن كل طرف كان ينتظر هذه اللحظة لكي يضغط على الزناد و «يفشّ خلقه» بالآخر ويدمر ويحرق ويعيد سيرة الصراع المأسوي مرة أخرى، الذي ذهب ضحيته ما لا يقل عن ثلاثين ألفاً من الطرفين وأكثر من مليون مهجر.
لا يختلف أحد أن هناك ناراً تحت الرماد بين أرمينيا وأذربيجان وأن هناك من الخلافات والحساسيات التي يمكن أن تفجّر حرباً، بل حروباً بين الجانبين فالواقع الميداني والجغرافي والقانوني والسياسي يحمل الكثير من التعقيد والتداخل لكن الفتنة نائمة ولعن الله من أيقظها، وللتذكير والعلم فقط فإن الوجود الأرمني في منطقة القوقاز، كما في الأناضول، قديم جداً، ويعود إلى أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد، بينما الوجود الأذري، وبمعنى أدق الوجود التركي هناك ومن ثم في الأناضول، بالكاد يعود إلى القرن العاشر للميلاد، مع قدوم الأقوام التركية من الصين ومنغوليا إلى آسيا الوسطى فالأناضول وبوابتها القوقاز، وكانت معركة «ملاذكرد» ضد السلاجقة في العام 1070 ميلادي هي التي رسمت الخرائط والحدود في تلك المنطقة .
لا نريد أن نعود إلى التاريخ الأسود للسلطنة العثمانية وما فعلته بالشعوب المجاورة لها أو المنضوية تحت لوائها، ويكفي أن نذكر ما قامت به من إبادات جماعية ومجازر مروعة بحق الشعب الأرميني التي تعدّت إبادة أكثر من مليون ونصف المليون منه إنما نريد أن نشير إلى أن وقوف تركيا إلى جانب ضم «ناغورني قره باغ» لأذربيجان هو الذي أشعل ناراً لا تنطفئ بين أرمينيا وكل من تركيا وأذربيجان حتى إذا انهار الاتحاد السوفييتي كان أرمن «قره باغ» أمام خطوة الانفصال، أولاً عن أذربيجان وثانياً الاستقلال بعد معارك طاحنة بين الأذريين والاستقلاليين الأرمن بل احتل الأرمن أراضي تابعة لأذربيجان، وليست خاضعة لناغورني قره باغ، إلا أن الوضع الذي أسفرت عنه المعارك، حتى العام 1994، لا يزال قائماً وتخللته تحالفات بين تركيا وأذربيجان من جهة وتقاطع مصالح بين أرمينيا وكل من روسيا وإيران والاستقرار منذ عام 1994 سيد الموقف إلى أن جاء التحريض التركي مؤخراً.
هناك بعد آخر للصراع هو البعد الاقتصادي  والمتمثل في الموقع الجغرافي لأذربيجان مدّ خطوط الغاز عبر أراضيها ما جعلها ذات حساسية في نقل الطاقة  وازداد من خطورة  ذلك دخول تركيا في الفلك الأميركي -  الإسرائيلي، والتدخل التركي في أحداث جورجيا بدعم أميركي في إطار الصراع الإقليمي-  الدولي مع كل من إيران وروسيا وكان أبرز مظاهر هذا التحالف الثلاثي هو مد خط أنابيب «باكو--  جيهان» عبر جورجيا من أجل تهميش دور خط نوفوراسيسك الروسي الممتد إلى أوروبا لنقل الغاز الطبيعي و لتطويق روسيا وإضعافها اقتصادياً.
على أي حال كانت النتيجة للبعد الاقتصادي هذا أن تحولت أذربيجان إلى توءم لتركيا، وذهب كلام المسؤولين الأتراك وآخرهم أردوغان مضرب المثل من أن تركيا وأذربيجان «هما شعب واحد في بلدين» وقد راهن الأتراك كثيراً على النزعات القومية للأذريين لتخريب الوضع الداخلي في إيران انطلاقاً من كون ثلثي الأذريين في المنطقة موجودين في إيران ولقد لعب الرئيس السابق لأذربيجان أبو الفضل ألتشي بك «1992-  1993» بخطابه العرقي التحريضي دوراً رئيساً في هذا الإطار قبل أن تتغير الأوضاع هناك بانتقال الرئاسة إلى حيدر علييف.
ومع ذلك  ليس هناك ما يبرر تفجير الوضع العسكري في «ناغورني قره باغ» في هذه الأيام وليس هناك من سبب واضح ، ولاسيما أن هناك بعض المتغيرات المهمة في العلاقات السياسية لأذربيجان مع كل من روسيا وإيران، ففي عيد «النوروز» في آذار الماضي  زار الرئيس الأذري إلهام علييف إيران ووقع اتفاقات اقتصادية، كما أن العلاقات الروسية مع باكو جيدة، بل إن الروس يصدرون أسلحة إلى أذربيجان، فالتحالف الأذري - التركي - الجورجي، ببعده الأذري، لم يعد كما كان في السابق ملتهباً وشديداً ويؤثر إلى هذه الدرجة في العلاقة مع إيران وروسيا رغم النفوذ الاستخباري والأمني الغربي والتركي القومي في أذربيجان .
وهنا يطرح السؤال: من له مصلحة في انفجار هذا الصراع فجأة في هذه الأيام ؟؟
لا نجد سوى حكومة أردوغان وحدها من له مصلحة في نكء الجراح لإشغال روسيا وإيران بقضية جديدة في جوارهما، لذلك لوحظ أن موسكو وطهران بادرتا، وعلى أعلى  مستوى، إلى الاتصال منذ اللحظة الأولى لتجدد الاشتباكات بكل من أرمينيا وأذربيجان لوقف النار وإنهاء الحرب .
أما تركيا فلم تظهر هذه الرغبة، وأعلنت أنها تقف بالكامل و«حتى النهاية» مع باكو، بل أضاف أردوغان بالقول: «إن الثلاثة ملايين أرمني في أرمينيا قره باغ يشكلون تهديداً للأمن القومي التركي» وهكذا فإن «الفوبيا» الكردية التي تتحكم بالعقلية السياسية التركية لا تختلف عن «فوبيا» مماثلة، بل أقدم بكثير منها، تتحكم بهذا العقل وهي «الفوبيا» الأرمنية، وهي التي دفعت أردوغان سابقاً «للخجل» مما نسب إليه «أنه من أصل أرمني»، ورأى أن هذه «تهمة قبيحة جداً» وقال حرفياً: «يقولون إنني من أصل جورجي هذا أمر قبيح ولكن الأقبح منه أن يقال إنني من أصل أرمني»...
وبذلك ينقل أردوغان بهذا الكلام المشكلة إلى دائرة من الشكوك بدور تركي بما جرى في «قره باغ»، فتركيا أولاً تريد فتح أبواب تحدث هزة أو مشكلة تزعج خصومها، ولاسيما روسيا وإيران، لتخفيف الضغوط عليها فيما يتعلق بممارساتها العدوانية ضد  سورية ولاسيما علاقاتها مع «داعش» وغيرها من مجاميع الإرهاب التي منيت بهزائم كبيرة مؤخراً في تدمر والقريتين.
لا نعتقد أيضاً أن الولايات المتحدة يمكن أن تنزعج من أي خضة تشغل روسيا وإيران بعد أن أزعجها انتصار الجيش العربي السوري وحلفائه قي تدمر على عكس ترحيبها المتأخر والخجول، ولذلك سمحت لحلفائها الإقليميين بأن يوعزوا إلى الجماعات المسلحة التي يرعونها بخرق اتفاق وقف الأعمال القتالية في حلب،  وواضح أن أميركا لن تترك ورقة ضغط من غير أن تستخدمها في وجه الكرملين وصولاً إلى قصة  «أوراق بنما» كي وما تم تلفيقه ضد موسكو وذلك لكي تمنع روسيا من المضي في سياسة دعم الدولة سورية واسترجاعها أراضيها كاملة من الإرهاب ولاسيما من خلال إنجاز استراتيجي بحجم المساهمة في ضرب «داعش» وتحويل دفة التوازنات السياسية والعسكرية التي تجهد واشنطن وحلفاؤها لإرسائها على أنقاض سورية منذ خمسة أعوام .
يتضح تماماً أن نظام الإرهابي أردوغان ما زال يراهن على نشر الحرائق في دول الجوار ويبدو أنها سياسة أردوغانية قديمة وهو يرى في إشعال الحريق الأذري- الأرميني  هذه الأيام ما يخرجه من مأزقه ومن الحالة الخانقة التي وصل إليها، بل يمتد به الرهان لتوسيع رقعة الصراع إلى أرمينيا وإيران والجنوب الروسي كله في القوقاز، لكن نسي هذا الحاكم الأحمق أن من يشعل النار حوله لابد من أن يحترق بها.
tu.saqr@gmail.com

syriandays
السبت 2016-04-16  |  02:49:57   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©