Friday - 19 Apr 2024 | 21:42:34 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
إيقاظ الجبهة الوطنية في سورية: عمران الزعبي وفي جعبته كلام كثير!

عماد نداف

لم تُحَل الجبهة الوطنية التقدمية في سورية على التقاعد بعد، فقد مر أكثر من خمسين عاما على صدور ميثاقها في عام 1972 وبقي نحو خمسة أعوام قبل أن تصل إلى الستين حيث الوقت الاعتيادي لسن التقاعد المتعارف عليه في سورية، واليوم انتشر خبر تعيين وزير الإعلام السابق عمران الزعبي بموقع نائب لرئيس هذه الجبهة، فهل ثمة معطيات جديدة؟!..

عمليا، لايمكن لمؤرخ للحياة السياسية في سورية إلا أن يتوقف عند تجربتها، ليس لأنها شكل استثنائي من أشكال التحالفات داخل الحكم، وإنما لأنها جمعت أربعة أصابع قوية من أصابع اليد اليمنى للنظام القائم في الحياة السياسية السورية، والمقصود : البعث والناصرية والشيوعية والاشتركيين العرب، وظلت الاصبع الخامسة في الفراغ لتخوض أكثر من معركة دموية معه، ونقصد هنا : جماعة الإخوان المسلمين !

كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يعرف جيدا أن من الصعب الوصول إلى سورية مستقرة سياسيا دون التعاطي مع توازناتها الاقتصادية والاجتماعية والعقائدية بحنكة عالية، وفي مطلع حكمه، كانت أسماء القادة السياسيين تعني الكثير لأن تلك الأسماء كانت تشكل بقايا حقبة الصراع على سورية وفي سورية، فبإمكان الدكتور جمال الأتاسي الأمين العام للاتحاد الاشتراكي في سورية (وهو التجمع الذي ينضوي تحته الناصريون) بإمكانه مثلا، أن يتحرك في الريف السوري بحشود كثيرة مؤمنة بشعارات الناصرية والوحدة بين سورية ومصر وتعشق كاريزما جمال عبد الناصر، أي أن قوته الجماهيرية موجودة على الأرض. وكان بإمكان تجمعات الاشتراكيين العرب التي تربت على زعامة أكرم الحوراني وهو الذي نثر بذور محبته بين الفلاحين في مرحلة الاقطاع بإمكان هذه التجمعات أن تفعل فعلها في حماه رغم بدء تشتتها وظهور نزوعات يسارية فيها تتجه إلى الشيوعية.. وأيضا كان بإمكان خالد بكداش الأمين العام للحزب الشيوعي السوري أن يشكل مفتاحا من المفاتيح القوية مع الاتحاد السوفييتي في عالم توازنات الحرب الباردة التي يشكل السوفييت الداعم الوحيد لحركات التحرر فيها والتي كان حزب البعث يصنف نفسه ضمنها..

قبل إعلان بيان حركة 16 تشرين الثاني 1970 اجتمع الرئيس حافظ الأسد في مبنى الأركان التي يتحصن فيه كوزير للدفاع يقود التغيير الجديد، اجتمع مع قادة هذه التيارات، وحصل على تأييدهم في الإقلاع بمرحلة انفتاح جديدة من حياة سورية السياسية سيستمر فيها إلى حين وفاته في العاشر من حزيران عام 2000 .

انتبهت الأوساط السياسية في سورية بعد سنوات قليلة إلى نقطتين مهمتين تتعلقان بالمرحلة الجديدة في حياة البلاد، الأولى وتتعلق بترهل القوى السياسية المؤتلفة في الجبهة، فتبرأ منها الدكتور جمال الأتاسي وترك الجبهة الوطنية ليعمل خارجها.. والثانية هي عدم الاطمئنان إلى حركة الاخوان المسلمين التي ظلت في موقع العداء وهو موقع راح ينبئ عن ثورانه في أحداث صغيرة اشتغلت عليها الطليعة المقاتلة التي أنشأها الشيخ مروان حديد ..

وقد عبر المؤتمر السابع للبعث عن صورة الترهل تلك والإشارات الصدامية القادمة، وأجرى انفتاحا شكليا على الحراك السياسي مالبث أن التهمه الصراع الدامي الذي اشتعل مع الإخوان المسلمين، فلم يعد بإمكانه إنضاج ثمار واضحة شعبيا وسياسيا، وهذا أدى إلى صعود تيارات سياسية معارضة حدّية تطرح نفسها بديلا سياسيا كرابطة العمل الشيوعي (حزب العمل الشيوعي في سورية) وتجمعات الشباطيين، أي الموالين لتيار صلاح جديد البعثي (حزب البعث الديمقراطي) والتيار القومي في الحزب الشيوعي (رياض الترك /المكتب السياسي) .

أعطت تلك المرحلة المهمة التي مرت في سورية وامتدت نحو خمسة أعوام ملامح الصراع الذي سيمتد حتى اللحظة الراهنة وإن ارتدى أثوابا أخرى حملت ألوان زمانها، وشكلت هذه الملامح صورة الحياة السياسية على النحو التالي :

آ ــ موالاة ، وصيغتها مشكلة في الجبهة الوطنية .
ب ــ الخندق المضاد والمعادي والمعارض، ولم يكن له صيغة واضحة، ففي هذا الخندق توزع غير متوازن اخونجي وناصري وشيوعي وبعثي شباطي وعراقي ..

وما يهم في هذا الحديث هو دور الجبهة الوطنية، التي بادرت في عام 1979 إلى وقفة انتقادية تحاول فيه تجاوز الترهل القائم في الحياة السياسية، ففشلت رغم أن دانيال نعمة وفايز اسماعيل قطبي لجنة تطوير الجبهة اللذين تحركا بفعالية نسجا شبكة حوارات واسعة عكست رأي الشارع السياسي بالأحداث ومتطلبات المرحلة، وضرورة البحث عن حل ديمقراطي في البلاد يساهم في مواجهة حركة الإخوان المسلمين التي غدت حركة عسكرية تتبنى مختلف أشكال العنف في مواجهة السلطة القائمة..

فشلت تلك الوقفة الانتقادية، وأعطى فشلها مبررا للتيارات الجديدة لتمضي بعيدا عن شكل الحكم القائم، وتتعمق في عدائها للنظام القائم الذي واجهته ظروف عاتية من كامب ديفيد إلى صراع الثمانيات الدامي مع الاخوان المسلمين إلى اجتياح لبنان وخروج المقاومة الفلسطينية منه إلى احتلال الجيش العراقي للكويت إلى سقوط الاتحاد السوفييتي وصولا إلى وفاة الرئيس حافظ الأسد بعد عودته من جنيف وفشل لقائه مع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون المتعلق بالسلام مع إسرائيل ..

ظلت المواجهة ساخنة ودموية بين جماعة الاخوان المسلمين في سورية والنظام الذي تطابق كمؤسسة سياسية بشكل كامل مع الدولة، وهذا ما أوقعها ، أي جماعة الإخوان المسلمين، بمواجهة كاملة مع الدولة التي اندمجت السلطة السياسية معها ولم يعد من السهل الفصل بينهما، فأصبح الإخوان المسلمون في حرب مع الدولة/ السلطة ، ولم تعد المشكلة تتعلق بتطوير الحياة السياسية والوصول إلى انعطافات ذات معنى أو جذرية في طبيعة الأحزاب القائمة وأهمها الحزب الذي (يقود الجبهة الوطنية ) ، أي حزب البعث!

تراجع أداء الجبهة الوطنية في سورية بشكل غريب في السنوات التالية، ورغم شرعيتها الدستورية، لم تتمكن من افتتاح مكاتب علنية لها، ولم يكن هناك صدور علني لصحفها، حتى أن مشروع صحيفة رسمية واحدة للجبهة بشكل عام وئد في مهده ولم ينجز رغم الموافقة على فكرته. وببساطة غدت الجبهة الوطنية مؤسسة بيروقراطية مترهلة يبحث بعض قادتها عن مكاسب سطحية (مكتبية أحيانا) في وقت تتراجع فيه شعبية هذه الأحزاب التاريخية التي كانت تشكل الأصابع الأربع القوية لليد اليمنى في الحياة السياسية السورية..

عندما وصل الرئيس بشار الأسد إلى السلطة بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، جرت محاولات مهمة في أداء الجبهة، كان الرئيس الأب قد شرع فيها دون أن يستكملها، ففتحت المكاتب العلنية وأصدرت الأحزاب صحفا علنية بل وفتح المجال لصحف أخرى( الدومري)، وكان على أحزاب الجبهة الاستفادة من هذه الفرصة التي تحرك فيها ناشطو ربيع دمشق ، ثم أوقف نشاطهم بعد بيانين يتيمين ونشاط معارض في بيت الدكتور جمال الأتاسي الذي كان قد توفي وتصدرت ابنته النشاط باسمه مستفيدة من قوة الحزب الذي تركه والذي كان يقوده حسن عبد العظيم ويمد يده لتوسيع التحالفات ضد النظام القائم .

ظلت الجبهة على حالها، وتوسعت بانضمام الحزب السوري القومي الاجتماعي وتشكيلات على هامش الأحزاب الكلاسيكية، وعندما قامت موجة الربيع الأخير وجدت هذه الجبهة نفسها غير قادرة على مواكبة الحراك الذي نشأ، ولا التخلي عن النظام الذي عاشت بجواره ..

بوابة الشرق الأوسط الجديدة
الخميس 2016-08-04  |  06:08:48   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©