Friday - 29 Mar 2024 | 22:04:24 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
ميثاق ..... بلا وثاق

إن انتشار ظاهرة الحروب والصراعات والنزاعات بين الدول أو ضمن الدولة الواحدة أو مع التنظيمات الإرهابية هي ظاهرة قديمة قدم التاريخ وتشكل مأساة حقيقية للبشرية لما تخلفه من خراب ودمار وانعكاسات سلبية على المجتمع في مختلف القطاعات من تدمير للبنى التحتية وانتشار لمظاهر الفقر وغيرها . ويعود قيام الحروب والنزاعات إلى أسباب كثيرة يمكن رد بعضها إلى الرغبة في السيطرة والتوسع والزعامة وامتلاك الثروات الطبيعية أو بسبب النزاعات الحدودية أو الصراعات الفكرية والدينية .... الخ. ومن هنا كانت الحاجة الماسة لوجود منظمة أو هيئة دولية محايدة ومستقلة يكون هدفها منع قيام الحروب والحد من انتشارها والعمل على نشر السلم والأمن تمهيداً لإيجاد عالم خالٍ من الصراعات يسوده التعاون لما فيه مصلحة للشعوب. وانطلاقاً من ذلك فقد ظهرت جهود حثيثة لأفكار ودراسات قديمة من مفكرين وسياسيين في مراحل مختلفة لإنشاء مثل هذه الهيئة والتي تبلورت معالمها بقيام عصبة الأمم عام 1920 ومن بعدها أنشئت هيئة الأمم المتحدة في 4 تشرين الأول عام 1945 لتحل محل عصبة الأمم والتي مازالت تمارس عملها حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى وجود العديد من المنظمات والهيئات العالمية المختلفة. هذا وتعد تلك الهيئة من أبرز المنظمات التي ظهرت والتي كانت نتيجة طبيعية لما خلفته الحرب العالمية الثانية من مآسي والتي تجاوز ضحايا الدول المشتركة فيها 50 مليون قتيل.

يتألف ميثاق الأمم المتحدة من 111 مادة ويضم عدداً من الأجهزة الرئيسية ويُعَدُّ مجلس الأمن من أهمها والذي يعتبر المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدولي وفق الفصل السابع من الميثاق وله سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء وقراراته ملزمة لهم ويضم 15 عضواً منهم عشرة أعضاء غير دائمين ينتخبون لمدة سنتين (حيث تقوم الجمعية العامة بانتخاب خمسة أعضاء كل عام)، وخمسة دائمي العضوية وهم الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين. والذين يتمتعون بممارسة حق النقض (الفيتو). وعلى الرغم مما يتمتع به هذا المجلس من صلاحيات واسعة لحل النزاعات الدولية بدءاً بالمفاوضات والمشاورات والتحقيقات انتهاء باستخدام القوة المسلحة إلا أنه لم يفلح في حل كثير من النزاعات الدولية ووقف عاجزاً أمامها.ويعود السبب في ذلك إلى تسخير وتسيس هذه الهيئة من قبل الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي زاد تعنتها وجبروتها منذ بروزها كقوة أحادية القطب بعد سقوط الاتحاد السوفييتي حيث بدأت تتحكم بالعالم وتحدد مصير معظم الدول باعتبارها القوة التي لا تنازعها قوة لتحقيق مصالحها ومصالح الدول التي تعيش تحت كنفها وتحتمي بها، هذا بالإضافة إلى التدخل المباشر وغير المباشر في آلية عمل هذه الهيئة واستخدامها حق النقض لصالح الدول المعتدية والظالمة على حساب الدول المظلومة.

وللتذكير ولو بشئ من الإيجاز فقد جاء في مقدمة الميثاق ما يلي: نحن شعوب الأمم المتحدة آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب التي من خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف وأن نؤكد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وأن نأخذ على أنفسنا بالتسامح وأن نعيش في سلام وحسن جوار وألا تستخدم القوة المسلحة في غير المصلحة المشتركة. أما مقاصدها فتمثلت في المحافظة على السلم والأمن الدوليين وتنمية العلاقات بين الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق التعاون الدولي في حل المشكلات الدولية ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والإنساني وجعل الأمم المتحدة مركزاً تنسق فيه جهود الدول للوصول إلى هذه الغايات. هذا وتعمل الأمم المتحدة على تحقيق هذه الأهداف من خلال قيامها على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها وتجنب الدول في علاقاتها الدولية التهديد بقوة السلاح أو استخدامه ضد دولة أخرى وأن تحل المنازعات الدولية بالوسائل السلمية.

إن هذه العبارات تلخص مضمون الميثاق والتي تعتبر دليل عمل الهيئة وهدفها في أن كل ما يتخذ من إجراءات وقرارات يصبُّ عند تحقيق هذه المقدمة، ولكن ومن خلال النظر إلى تاريخ هذه الهيئة نرى أنها تغافلت عما جاء في الميثاق ولسنا بصدد ذكر إنجازاتها ونجاحاتها لأنها الحالة الطبيعية لها فهي وجدت من أجل حل النزاعات والمشاكل الدولية ولكن يؤخذ عليها إخفاقاتها المتعددة وعلى سبيل المثال عجزها عن حل الصراع بين دولة فلسطين والكيان الصهيوني وفي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من جميع أسلحة الدمار الشامل لسنوات عديدة وفي حرب الخليج وفي غزو العراق وغيرها، حتى أن الشعوب أصبحت لا تعوِّل عليها كثيراً بل باتت تخاف من قراراتها وإجراءاتها ولم تعد تسمع من الميثاق سوى الفصل السابع. فبدلاً من نشر السلم والأمن في العالم انتشرت الفوضى والحروب والكوارث بكثرة وحل التآمر الدولي والعربي نيابة عن التعاون الدولي وتمزقت الروابط بين الدول بدلاً من تنميتها فلا مساواة بين الدول ولا احترام لكرامة الإنسان ولا لحقوقه.

وفي ظل ما تشهده الساحة العالمية عموماً والعربية خصوصاً من حروب وصراعات ونزاعات والتي استعرت نيرانها في معظم الدول العربية جراء إشعال فتيل ما يسمى بـ "الربيع العربي" . كانت الحاجة الماسة لأن تلعب تلك الهيئة الدولية دورها الفعال في إنهاء هذه الحروب، حيث فقدت بالأصل مصداقية أهداف ومقاصد ميثاقها التي وقعت عليه جميع الدول الأعضاء فيه بما فيه الدول المؤسسة والذي نص على مبادئ رئيسية فيما لو تم المحافظة عليها وتنفيذها لتجنبنا الكثير من ويلات الحروب. واليوم لننظر ماذا فعل مجلس الأمن تجاه قضايا المنطقة العربية ؟ ماذا فعل من أجل ليبيا واليمن ؟  وماذا فعل من أجل سورية ؟ بالإجابة على هذه الأسئلة فإنه يمكننا القول أنه لم يفعل سوى الإدانات وتوجيه الاتهامات وطلب التحقيقات وزيادة المطالب وفرض العقوبات وتشكيل اللجان وإصدار القرارات الظالمة والتغطية على الانتهاكات. والصمت على ما يمارسه العدوان العربي الغربي على بعض الدول، وإن تباطؤه في حل هذه القضايا سيزيد الأمور تعقيداً.

إن مصالح الدول العظمى تقتضي استمرارية الصراع في العالم والمنطقة العربية من أجل زعزعة الأمن والاستقرار فيها لإضعافها وجعلها تحت سيطرتها وتبعيتها لتحقيق أطماعها وأهدافها ولذلك فليس من المتوقع أن يسهم مجلس الأمن في حل هذه النزاعات ما لم تتغير سياسة تلك الدول وتلغي من قاموسها لغة التهديد بالحرب وحب السيطرة وبسط النفوذ والتحكم بالعالم بل عليها أن تلتزم بتنفيذ العهود والمواثيق التي كانت سبَّاقة في التوقيع عليها.

حسن حسن - خاص لسيريانديز سياسي
الأربعاء 2015-06-17  |  13:55:38   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©