Thursday - 25 Apr 2024 | 10:11:42 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
شرق إيران - نيوم جديد

بات من الممكن الآن القول رسمياً بإيران النووية، العضو الجديد في النادي النووي العالمي. إيران التي تتصدر اليوم بصفتها الجديدة "النووية" كل القنوات الدبلوماسية والإعلامية كقوة جديدة معترف بها، وبقوة، دولياً، وبشرعية وسلمية ملفها النووي، تدخل نادي الكبار من أوسع أبوابه، رغماً عن أنف كل من وضع مختلف العراقيل والألغام في طريق مفاوضاتها المضني والشاق.

الإعلان العالمي بتوصل إيران والقوى الكبرى لاتفاق تاريخي بشأن الملف النووي، ما من شك سيشكل مرحلة نوعية، ونقطة فاصلة وهامة في التاريخ الإيراني كله، وفي تاريخ المنطقة والعالم. فإيران اليوم هي الند الرسمي والوحيد، والمعترف بقوته في وجه "إسرائيل"، التي يجب عليها منذ تاريخ إعلان التوصل لاتفاق نووي للغرب مع إيران، أن ترمي كل حساباتها السابقة تجاه طهران في سلة المهملات، فقد أصبحت بلا قيمة فعلية، وأن تعيد إجراء حساباتها لعدوها القوي والمشاكس من جديد. فقواعد اللعبة بين الطرفين الآن مختلفة، بل مختلفة جداً. فإيران التي أنهت صراعها الأساس مع الغرب بالدبلوماسية بعيداً عن القوة والحرب (كما حلمت به إسرائيل وخططت له كثيراً)، ودخلت معه في اتفاق سيغير مجرى وشكل العلاقة مع أمريكا والغرب (الداعم التقليدي لإسرائيل وكيانها)، قلبت كل صفحات علاقاتها السابقة، وبدأت نمطاً جديداً من العلاقات أقل ما يُمكن أن يوصف أنه سيكون مزعج جداً لإسرائيل، التي لم تخف امتعاضها الشديد من الاتفاق النووي، واصفة إياه بأنه خطأ تاريخي للعالم كله.

لا شك أن الصورة التذكارية التي تجمع وزير الخارجية الإيراني ظريف، مع نظرائه في مجموعة الخمسة + واحد، وهم مبتسمون جميعاً، وفي جو من الألفة، وذلك في مقر الأمم المتحدة في فيينا بعيد إعلان توقيع الاتفاق، تُعيد فرز الأعداء والأصدقاء، حيث تُظهر هذه الصورة واضحاً أنه يمكن لمن صُنِفَ عدو الأمس أن يصبح صديق اليوم. وهو الأمر الذي يثير جنون إسرائيل. هذه الصورة التذكارية سيسترجعها قادة الكيان الإسرائيلي في مخيلتهم طوال الوقت، وربما ستشكل كابوساً مشتركاً لهم جميعاً في مناماتهم. فهذه الصورة ستذكرهم مطولاً بخسارتهم وعدم فاعلية كل الخطط والمكائد التي قامواً بها من أجل عرقلة توقيع إيران لهذا الاتفاق، ودفع العالم جميعاً لمحاربتها. المزعج في الأمر أن الصورة تقول لإسرائيل أن إيران أقنعت العالم جميعه بالوقوف إلى جانبها لالتقاط صورة تذكارية لأصدقاء أنداء، وليس أعداء.

الوضع القاتم في إسرائيل، يمكن سحبه تماماً على الوضع في السعودية، فما تمر به تل أبيب اليوم من كوابيس، بعيد الاتفاق النووي الإيراني، تمر به الرياض التي يبدو أنها الأخرى في وضع لا تُحسد عليه. فإيران المنتصرة في فيينا، تشكل وحشاً يقض المضاجع الملكية في السعودية، لاسيما وأنها توجه الضربات للسياسة السعودية المترنحة في كل من سوريا واليمن. وأما الضربة النووية الآن فهي أشبه بالضربة الأخيرة التي يوجهها الملاكم لخصمه قبل أن يرفع الحكم يد المنتصر عالياً في الحلبة.

ما يزيد من قساوة المشهد على كل من تل أبيب والرياض، أن الرئيس الإيراني أكمل مشهد توقيع بلاده للاتفاق النووي مع الغرب، بكلمة كان لها من وقع القوة، ما يوازي وقع اعلان الاتفاق. فروحاني الذي خطب بشعبه بكل ثقة وفخر بقدرات إيران الجديدة، أعلن من طهران أن بلاده تمتلك اليوم مع توقيع الاتفاق النووي ست آلاف جهاز طرد مركزي، وأكد لكل شعبه أن ما نجحت إيران به في مفاوضاتها سيفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة ككل، صفحة تقوم على أساس الحوار لحل الأزمات. وهو ما يعني رسالة مباشرة إلى كل من تل أبيب والرياض وأنقرة أيضاً (التي قدمت كل "بطولاتها" العسكرية في المنطقة قتلاً وتدميراً علها تقنع الغرب بها، وفشلت) أن الحوار كفيل بحل كل شيء لا القتال والحرب والضغوط واللاشرعية. فالحوار والدبلوماسية هو أفضل طريق لحل الأزمات على الصعيد العالمي. وهو ما نجحت إيران بتمثله حقيقة.

بشائر توقيع الاتفاق بدأت تظهر، ولن يكون أولها ما صرح به باراك أوباما، الذي يعترف للمرة الأولى بأن إيران نداً وليست عدواً، فهو يقول عقب توقيع الاتفاق النووي إن طهران كانت نداً ذكياً للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الاعتراف يوازي هو الآخر بقوته أهمية الإعلان عن الاتفاق النووي ذاته. فإيران منذ الآن، لم تعد العدو لأمريكا والغرب، بل بات التعامل معها من موقع الند (حتى وإن وُصف أحياناً بالعدو).

أوباما يردف اعترافه الحديث بمكانة إيران الجديدة بوصفها ند، بأن توقيع الاتفاق النووي سيرفع العقوبات عن طهران، وأن الأمور قد تغيرت بعد الاتفاق، ولم تعد إيران تتحرك وفق الضغوط السابقة. فإيران التي كان لدينا عداء معها طيلة 35 عاماً، لم تعد كذلك، فاليوم الأمور تغيرت، ولا ينبغي علينا الدخول في نزاعات.

إيران راضية عن إنجازها، وأمريكا راضية، والغرب (بما فيهم فرنسا صاحبة الموقف المتشدد قبل الاتفاق، والراغبة بالوصول للأسواق الإيرانية بعد الاتفاق) راضٍ جداً.

فقط إسرائيل والسعودية ممتعضتان جداً من اتفاق أبرمه حلفائهما التقليديون مع خصمهما وعدوهما التقليدي. معادلة من كان يتوقع حدوثها في المنطقة، بين طرفين متعارضين، وانتهت باتفاق الفرقاء على حساب الحلفاء. وبالتالي، معايير انتقاء الأنداء الجدد، والحلفاء الجدد، والخصوم الجدد باتت قابلة للتغيير الجذري. إن ما يؤكد هذا القول هو ما أعلنته فرنسا على لسان رئيسها أن المجتمع الدولي ينتظر من إيران أن تساهم بقوة في حل الأزمة السورية سياسياً. هذا التصريح الفرنسي ينطلق من معرفة مسبقة بدور إيران ودعمها الكبير لسوريا في الحرب الدائرة عليها، والتي كانت فرنسا رأس حربة متقدم فيها.

إيران الند الجديد، مدعوة إذاً للمساهمة كقوة معترف بها الآن دولياً، لمشاركة القوى الكبرى في حل المشكلات الإقليمية والدولية، بعد أن كانت مستبعدة ومكروهة من ذات القوى الدولية في جنيف واحد وجنيف اثنين.

النووي الإيراني يقلب الطاولة على كل اللاعبين في المنطقة، وأولهم إسرائيل والسعودية والتركية، وما ستقوله إيران وستفعله من اليوم وصاعداً في ملفات المنطقة، سيكون محط اهتمام وربما "موافقة" و"تأييد" أعداء الأمس.

إذا فعلتها إيران في ملفها النووي، وستفعلها أيضاً في كل ملفات المنطقة، بهدوء ودبلوماسية وبعيداً عن أصوات الرصاص والمدافع، فإنجاز الاتفاق النووي بدون صراع يعني أن كل الملفات الشائكة العالقة في المنطقة يمكن أن تحل هي الأخرى بنفس الطريقة. 

أشواق أيوب عباس - خاص سيريانديز سياسي
الثلاثاء 2015-07-14  |  15:39:09   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©