مع نهاية السنة السادسة لهجرة النبي محمد"ص"الى المدينة"يثرب"فكر النبي بالخروج من وضعية المهاجر الى وضعية المبادر..وكما تروي المدونات السيرية.. فقد رأى"صلوات الله عليه" رأى في منامه أنه دخل الكعبة وحلق رأسه وأخذ مفتاح "البيت" ثم قص رؤياه على أصحابه.

من الجميل و اللافت ان المشروع الشامل دائما يبدأ بالحلم.. لنتذكر كيف رأى النبي يوسف منامه" أحد عشركوكبا..والشمس والقمررأيتهم لي ساجدين.." ثم انقلب الحلم الى واقع..بعد أن مكن الله لنبيه في الارض.

وفي الادب اليوناني في مسرحية الفرس لاسخيلوس ترى "الام" في الحلم أن كل يوناني يعتلي اثنين من الفرس.. ثم يبدأ الاسكندر غزوه لفارس.. ت323ق م.

قبل دخول النبي مكة..فرضت قريش شروطها الجائرة والتي قبلها النبي، واخطرها شرطان أولهما وقف القتال عشر سنوات، والثاني عدم قبول النبي دخول الجيل الشاب من قريش في دينه، أما باقي الشروط السبعة فليس ذكرها مهما، انما المهم ان النبي دخل طورا سياسيا متقدما، انتزع الاعتراف بوجوده طرفا اخر قويا يواجه قريش، لكنه بعد عامين تخلص من شروط قريش ودخل مكة فاتحا في العام الثامن للهجرة 630 م.

ايران اليوم افادت من تاريخها وتاريخ غيرها، واجهت قريش الاطلسية بدهاء سياسي منبعث من حلم امبراطوري عريق ترى امكانية انبعاثه قائمة في لحظة تاريخية أساسها التنازع بين الاقوياء على صياغة القرن الحادي والعشرين. وفي غد قريب، سيرى العرب من بدو وحضر كيف تستثمر الثروات الكبرى، وتحول الى قوة، سيرون ايضا ان السلحفاة لاتسابق الفهود، وسيرون ان "القبائلية" لا توازي "الامبراطورية"، وسيرون انهم في صيفهم المديد ضيعوا اللبن" وسيرون أن التاريخ فعل صدام ومواجهة، لاسكونية واسترخاء، هو فعل علم وخبرة، لا أمية وجهل، وسيرى اللذين ... اي منقلب ينقلبون