Tuesday - 16 Apr 2024 | 21:59:13 الرئيسية  |  من نحن  |  خريطة الموقع  |  RSS   
رأي

ليبيا ...هل تؤدي الحرب إلى الحل السياسي... أم يلغي الحل السياسي الحرب

  [ اقرأ المزيد ... ]

تحليل سياسي

روسيا في أوكرانيا،هل يُرسم نظامٌ عالمي جديد

  [ اقرأ المزيد ... ]

بحث
 الدفـ.ــاع الروسية تتحـ.ـدث للمـ.ـرة الاولى عن حرف z على الياتها   ::::   الخارجية الروسية: الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفدنا إلى جنيف   ::::   السفير الروسي: في الأيام الصعبة نرى «من معنا ومن ضدّنا»   ::::   ما وراء العملية العسكرية الروسية الخاطفة.. و"النظيفة"!   ::::   التايمز: إرهابي يتجول في شوارع لندن بقرار أمريكي   ::::   إعلاميات سوريات في زيارة لأيران   ::::   السلطان المأفون وطائرات الدرون    ::::   الرئيس مادورو: سورية التي انتصرت على الإرهاب تستحق السلام   ::::   بيدرسون: حل الأزمة في سورية يبدأ باحترام سيادتها ووحدتها   ::::   زاخاروفا: «جبهة النصرة» التهديد الأكبر للاستقرار في سورية   ::::   نيبينزيا: لا يمكن السكوت عن استفزازات (جبهة النصرة) في إدلب   ::::   مباحثات روسية إيرانية حول آفاق حل الأزمة في سورية   ::::   مباحثات سورية عراقية لإعادة مهجري البلدين   ::::   أبناء الجولان المحتل يرفضون إجراءات الاحتلال باستبدال ملكية أراضيهم.. لن نقبل إلا بالسجلات العقارية السورية   ::::   قوات الاحتلال الأمريكية ومجموعاتها الإرهابية تواصل احتجاز آلاف السوريين بظروف مأساوية في مخيم الركبان   ::::   الجيش يدك أوكاراً ويدمر تحصينات لمجموعات إرهابية اعتدت على المناطق الآمنة بريف حماة   ::::   إصابة مدنيين اثنين وأضرار مادية جراء اعتداء الإرهابيين بالقذائف على قرى وبلدات في سهل الغاب   ::::   سورية تدين قرار الحكومة البريطانية: حزب الله حركة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي شرعيتها مكفولة بموجب القانون الدولي   ::::   لافروف: نقف مع فنزويلا في وجه التدخلات بشؤونها الداخلية   :::: 
في إطلالة إعلامية خاصة لسيريانديز سياسي ...بشرى خليل: لم أفاجأ بقدرة الرئيس الأسد على مواجهة الحرب..وتعمقه بالفلسفة يساعده على اختيار الصواب
الحريري هو مشروع صهيوني، وسوريا تحارب العدوان الغربي الصهيوني الخليجي الرجعي نيابة عن الأمة العربية بأكملها.. قدوم حزب الله لوحده إلى سوريا لا يكفي، وعلى جميع الفصائل والأحزاب القومية المناهضة لإسرائيل أن تقاتل مع دمشق. نحن نمتلك عدو رئيسي وهو إسرائيل، وأي حرب جانبية ستكون لمصلحة إسرائيل وعملائها في المنطقة.

حوار:أيمن قحف

كانت مجرد مصادفة،كنت في جلسة عادية مع أصدقاء لي في فندق داماروز،فجأة وجدت تلك السيدة الرائعة تجلس على الطاولة المجاورة!!

كصحفي،لا توجد قوة قادرة أن تمنعني من محاولة الحصول على صيد إعلامي ثمين غير متاح إلا نادراً هنا في دمشق!!

بشرى الخليل،سيدة ممشوقة القوام تمشي كأنها العلم!!مثيرة للجدل،صادقة في كلامها،راسخة في مواقفها،متقنة لعملها،كتفردة في شخصيتها...

بلا شك هي إحدى أهم المحامين في لبنان والمنطقة،لمع نجمها كمحامية للرئيس الراحل صدام حسين،أزعجت المحكمة والقضاة و رجال المخابرات الامريكية الجالسين وراء كواليس المحكمة...

سيدة تنتمي بالفكر والسلوك إلى التيار العربي المقاوم الشريف،لم تثنها التهديدات ولا الدعاوى ولا حملات التشهير عن الاستمرار بحضورها المميز في الشأن القانوني والعام في لبنان والمنطقة..

من حقها أن تغضب عندما وصفها شخص مستهتر بأنها"رقاصة"..لأنها فارسة تعرف كيف ترد على الإهانة و كيف تنتقل لمواقع الهجوم الذي يطيح بالخصم..أو يكسبها القضية!!

طلبت منها الحوار..فكانت الاستجابة فورية..دون تحضير مني أو منها..ومع ذلك كان هذا اللقاء الذي نرحو أن يكون مفيداً..

المحامية الأستاذة بشرى خليل أهلا وسهلا بك في اطلالة إعلامية نادرة مع الإعلام السوري

سؤالي الأول : ماسبب زيارتك لسورية ؟

ج – المناسبة انعقاد المؤتمر العام للمحامين السوريين، وتمت دعوتي كضيفة شرف على المؤتمر وكان لي محاضرة حول الإرهاب التكفيري والجذور التاريخية للإرهاب .

س – هل هناك نشاط مرافق لهذه الزيارة ؟

نعم , كان هناك لقاءات حوارية وأجريت حوارا أو اثنان مع الفضائيات.

س – موضوع "الإرهاب التكفيري " هل تتناولينه من جانب توصيفي أو سياسي أو قانوني ؟

ج – أتناوله من جانب قانوني, ولا أعلم إن كان جيلنا أو الجيل الأصغر أو حتى الأكبر يعلم شيئا عن الجذور التاريخية للإرهاب التكفيري, فهو لا يملك رؤية فكرية عن هذه الجذور, وتفاجأت عندما بدأت أعمال القاعدة في ليبيا ومصر وسوريا, ومن ثم ظهرت داعش والنصرة والمنظمات التي انبثقت عن القاعدة .

كنا نعتبر أن هذا العقل يقدم طرحا ولأول مرة للإسلام , يكفر الآخرين ويستعمل استراتيجية  الإرهاب والعنف, لكن عندما بدأت اطلع على الجذور التاريخية للوهابية وفكرها اكتشفت أن هذه السياسة متبعة منذ زمن بعيد يعود للعام 1800 م تقريبا، وذلك عندما بدأت حركة محمد بن سعود الذي تبنى العقيدة الوهابية  واعتمد استراتيجية الإرهاب والسيطرة ومد النفوذ على بلاد الحجاز، وهذه بدورها تشبه أعمال داعش والنصرة تماما اليوم, وذلك من خلال إسقاط المواقع والإفراط باستعمال الإرهاب, من خلال القتل والذبح والسبي والاغتصاب، لتسقط بذلك المواقع العسكرية تلقائيا, من خلال بث الذعر والخوف عند الخصم. فعندما توقع الخوف والذعر عند الفريق الآخر تكون قد هزمته نفسياً، فالهزيمة النفسية مقدمة للهزيمة العسكرية . خير مثال، عندما اسقطوا الطائف عام 1802م حيث ارتكب محمد بن سعود مجازر كتبت في التاريخ , كانوا يقتلون الرضيع على صدر أمه والشيوخ والأطفال والنساء، ولم ينجو إلا من هرب أو اختبأ من عمليات التفظيع تلك.

عندما وصل الخبر إلى مكة هرب أهلها منها وبذلك سقطت مباشرة دون قتال أو مواجهة , سقطت من الخوف, إذا هي إستراتيجية  معتمدة لديهم, وتكرر ذات السيناريو بحرفيته مع عبد العزيز بن سعود عام 1902 م.

اكتشفت خلال مطالعتي لستة كتب حول هذه الحقبة  أنه الأسلوب ذاته والتفكير ذاته, فعندما وصل عبد العزيز بن سعود إلى مكة مفتتحا  ( لفتح مكة ) قال لهم: الله أرسلني لأخلصكم من الكفر والشرك والإرهاب ولأعرض عليكم الإسلام، فقالوا له: نحن اسلام, فقال لهم : لا لستم بإسلام , كنتم مشركين والآن أنتم إسلام . اليوم هذا ما تعرضه وتقوم بها داعش في الحسكة ودير الزور والرقة والموصل, وأينما اتجهت داعش تقول أنتم مشركين وندعوكم للإسلام.

س – إذا أردنا الكلام من خلال الجانب القانوني سواء القوانين المحلية او الدولية , هذا الإرهاب التكفيري معروف مصدره ومن يدعمه , نحن كسورية وكدول متضررة من الإرهاب وكضمير إنساني دولي هل هناك ما يمكننا القيام به لمحاسبة داعمي الارهاب التكفيري ؟

ج - المنظمات الدولية بما فيها المحاكم الدولية موظفة لدى الغرب، وعلى راسها الولايات المتحدة , كيفما حركها الغرب تتحرك , يحركها لمحاسبة الرئيس السوداني ويحركها لمحاسبة صدام حسين وتتحرك من خلال محكمة الحريري لمحاسبة سورية وحزب الله وللنيل من المقاومة

ولكن انا مع إحراج هذه القضاء ذو الوجهين طالما أنه يدعي انه حياديا ومستقلا , علما أننا لانراه حياديا أو مستقلا , لذلك يجب التقدم بدعاوى ضد الاطراف التي نعتبرها موظفة لديها ولفضحها أمام الرأي العام الدولي. اليوم جميع الناس يدركون أن داعش منظمة إرهابية مجرمة والغرب بذاته يقول أمام العلن ان داعش والنصرة إرهابية ويحاربها. وبغير العلن يقدم دعمه لمشروع داعش لأنها لاتزال موظفة عند الغرب وأداة بيد الغرب ,ولكن طالما ان الغرب يعلن انها منظمة إرهابية وأنت تقيم دعوة على منظمة إرهابية, فهو مضطر ان يقبل الدعوى وتكون هذه الدعوى مناسبة لفضح داعش والنصرة , ومن الممكن أن توضح بالأرقام الدعم الغربي ودعم الدول العربية الموظفة لدى الغرب مثل قطر والسعودية .

س – هل تعتقدين أن فضح مثل هذه الدول هو المطلوب أم المحاسبة هي المطلوبة  ؟ وهل هناك أدوات نستطيع من خلالها محاسبة الأشخاص أو الدول ؟

مجرد إقامة الدعوى وفضح وكشف هذه الدول كاف , ولكن في النتيجة لن تستطيع الحصول على حكم عليهم أو محاسبتهم , فهذا ممكن ان يحصل وممكن العكس , لا شيء مضمون , لكن المضمون فضحهم من خلال منظمة دولية.

س –نحن نعلم ان هناك منظمات حقوقية وأفراد استطاعوا من خلال قوانين محلية في بعض الدول مثل بلجيكا وبريطانيا واسبانيا ملاحقة بعض القادة الاسرائيليين , فأصبح الأمر مُلبِكاً لهؤلاء مثل نتنياهو بالسفر الى ذلك البلد والخوف من إلقاء القبض عليهم ...حسب معلوماتك هل مثل هذا الأمر يحدث حاليا أم لا ؟

هذا الأمر لم يحدث حتى الآن ونحن اجتمعنا مع نقيب المحامين وهناك توثيق لكافة الجرائم التي حدثت على الارض السورية والملف ضخم , وهناك خطة للادعاء على أكثر من جهة في عدة محاكم. الفكرة موجودة وهناك سعي دائم للتحضير للعملية وتنفيذها.

س – أنت المحامية بشرى خليل، أين موقعك في هذا الجهد سواء باتجاه القانون الدولي أم باتجاه آخر؟

ج – انا قدمت نفسي لأنني اختصاصية في القانون الدولي , لكن جميعنا  نستطيع الترافع امام هذه المحاكم , وليس بالضرورة أن تكون محامي دولي , يكفي ان تكون محامي جزائي وبنفس الوقت يجب أن يكون لديك إلمام واطلاع على محكمة الجزاء الدولية وكيف تعمل , وحضرت جميع المؤتمرات التي تخص هذا الأمر في بيروت وفي أكثر من مكان بالمغرب وتونس , وعقدت مؤتمرات حول المحكمة الدولية وشرحت وجهة نظري. حضرت جميع هذه المؤتمرات ولدي إلمام كبير بالمحاكم الدولية وآلياتها , محاكم الجزاء تحديداً وكيفية العمل وتقديم الدعاوى فيها ونستطيع الترافع أمامها, وأنا من بين عدة محامين ترافعنا أمام المحكمة العراقية, وهي مثل هذه المحاكم وأصبح لدينا خبرة كبيرة بها.

س – هذا الأمر يقودني للسؤال إن كنت أستطيع تشبيهك بنجوم الفن الذي ينجح أحدهم بدور فيلبسه, ولا يستطيع الخروج منه, هل تشعرين بهذا ؟

ج – التمثيل مختلف , فالفنانة تستطيع تمثيل دور «شريفة مكة», ومرة راقصة بشارع محمد علي, ولكن في مهنتنا قناعات ومبادئ ولا أنكر أن محاكمة صدام حسين وترافعي فيها كانت نقطة مفصلية في حياتي المهنية , وأنا معروفة على مستوى لبنان بالمرافعات ويمكن أن أكون المرأة الوحيدة المشهورة بالمرافعات بين الرجال، وأنا مسرورة بصفتي محامية جزاء , وعملي في القضايا الجزائية يشعرني بالسعادة و لا يزعجني.  وأن اكون جيدة بقضايا الجزاء ليس معناه أنني ضعيفة في القضايا الأخرى ولا مانع من التخصص بدعاوى الجزاء وهذا يقلل من عملي بالدعاوى المدنية  ولست مستعدة للتقليل من شأن دعاوى الجزاء على حساب الدعاوى المدنية وهذا مصدر سعادة لي .

س – بالنسبة إلى موضوع صدام حسين, كيف تنظرين له بعد مضي كل هذا الوقت؟

ج – كانت محكمة صدام حسين محكمة صورية أمريكية مئة بالمئة وليست عراقية. كان هناك هيئة قضاة أمريكيون تشرف على القضاة المحليين وأنا من قام بكشفها وقد ثبت ذلك لاحقا. فقد كان هناك رعاية كاملة لكل التفاصيل بما فيها الكرسي التي نجلس عليها كان قد حددها الأمريكيون , حتى مراسلاتنا مع هيئة المحكمة كان جوابها يأتي على ورقة مكتوب عليها  «السفارة الأمريكية في بغداد»

تمت دعوتي من قبل العديد من جامعات أمريكا لأحاضر عن المحكمة , ولفت نظري أمر هام هو عندما قمت بكشف وجود ضباط أمريكيون في القاعة في  أماكن لا يمكن للإعلام الوصول إليها وأعلنت ذلك انزعج رئيس المحكمة لأنه لايريد إعلان ذلك وأراد طردي من القاعة وأنكر وجود الضباط طبعاً كان الإعلام الغربي والجامعات الغربية تتابع هذه المحكمة لأنها الأولى من نوعها في البلدان العربية .

 وكنت قد سؤلت من قبل قناة CNN  أنني كنت أتكلم بالسياسة في قاعة المحكمة, فوجود ضباط أمريكيون في قاعة المحكمة يؤثر على أي قرار سيصدر عن هذه المحكمة  ويعتبر قراراً باطلاً ومطعونا فيه لأنهم ضباط احتلال ؟

فأجبت : لنفترض أن الجنرال شارل ديغول يحاكم في محكمة ألمانية أيام الاحتلال النازي لألمانيا وكان ضباط النازية في قاعة المحكمة, هل تستطيع أن تصفها بأنها حيادية ومستقله

فأجابو : لا

فسألتهم : اذا مالفرق بين هذه المحكمة وتلك؟ فهذه المحكمة غير حيادية وغير مستقلة وأي قرار يصدر عنها ضد صدام حسين مطعون فيه وباطل.

وفي ذلك الوقت صرحت العديد من جامعات الولايات المتحدة أن ما قالته المحامية بشرى خليل صحيح , وأي قرار يصدر عن المحكمة يعتبر باطل بوجود ضباط أمريكيين.

وبعدها تمت دعوتي إلى العديد من الجامعات لكنني لم استطع تلبيتها جميعها ودار نقاش حاد استمر لمدة ساعة ونصف, وأنت تعلم ماذا يعني هذا وخصوصاً في بلد أجنبي , وتم سؤالي اذا كانت هذه المحكمة عادلة أم لا ؟ وهل صدام حسين بريء ام لا؟ , وأنا أجبتهم بنعم و قدمت لهم الأسباب الكافية. سألوني عن حجم التدخل الأجنبي في هذه المحكمة , فقدمت لهم أوراق تثبت  ذلك.

عندما تكون في أمريكا وفي جامعة امريكية  يقتنع الطلاب بهذا الكلام , حيث تم نشر هذا اللقاء بكامله على كل الطلاب بباقي الجامعات وتشكلت القناعة عند الرأي العام، وتم تسليط الضوء علي في ذلك الوقت من عدة وسائل إعلامية مثل نيويورك تايمز التي حضرت إلى لبنان من أجل نشر مقالة عني وعن ما حدث وأيضا نيوزويك ولوس أنجلوس تايمز , فالإعلام الأمريكي غطى ما قلته لأنه أراد ان ينقل الحقيقة إلى شعبه .

لهذا أقول عندما تقاضى أمام محكمة تكون تحت سيطرة أمريكية  و إقامة دعوى وقدرتك على تحريك رأي عام باتجاهها يعتبر نصر لقضيتنا.

س – هل تعتقدين وبعد مضي حوالي عشر سنين على هذه الفضيحة أنه تساوى أي شيء في القانون لمراجعة التاريخ والناس الذين ظلموا صدام حسين أو العدالة بمعنى آخر ؟

أنا وقفت مع الرئيس صدام حسين في موضوع المحكمة ولكن هنالك العديد من الملفات المتعلقة بشخص الرئيس التي لا اتفق معه فيها. مثلا : ملف الحرب الكويتية ، أنا كمحامية لا استطيع أن اتفق معه بالحرب ضد أي بلد عربي آخر إلا إذا كانت هذه الحرب ضد إسرائيل.

نحن نمتلك عدو رئيسي وهو اسرائيل وأي حرب جانبية ستكون لمصلحة اسرائيل وعملائها  في المنطقة, حتى أن الحرب على إيران كانت خاطئة مهما كانت الأسباب والمبررات  والدليل على ذلك أنهم استغلوا ما جرى واستغلوا الظرف المادي للبلدالعراقي نتيجة الحرب على إيران وضغطوا على صدام حسين ونتيجة هذا الضغط كانت الحرب على الكويت , وهذا كان سبب المأساة التي تعيشها  العراق. لذلك أنا أعتقد أن سقوط صدام حسين هو ضعف ليس للعراق وحده بل للأمة العربية بأكملها. فلو أنه كان على رأس الدولة العراقية لكان يحارب جنباً إلى جنب مع الجيش السوري.

س – كان يترأس المحكمة قاض كردي وتنحى عن محاكمة صدام ومن الملاحظ أن له تصريحات ملفتة للنظر , هل كان يمثل ضمن الجوقة الامريكية  ثم انسحب أم لا ؟

رزكار اميل قاضي حقيقي، أنا لم أكن عندما كان يرأس المحكمة , فقد تم تأخيري عن المحكمة حوالي خمسة أشهر, فالجميع يعلم أنني شيعية ومن عائلة دينية شيعية كبيرة . فأنا استثمرت وضع العائلة في محكمة الدجال لأنه تم اعتبار قضية الدجال قضية انسانية والغرب يعزف على وتر الطائفية من أجل الفتنة .

فعندما أكون بنت عائلة دينية شيعية كبيرة وأقف مع صدام حسين بالمحكمة  أكون قد اسقطت ثلاثة أرباع التهمة عنه حتى لمجرد حضوري إلى المحكمة ودون ان أتكلم.

حاول الأمريكيون تأخيري عن حضور المحاكمة كثيراً، وحاولوا منعي من القدوم، لكن كان لدي إصرار على الوقوف، وبوجه الأمريكيين. أما في الملف الكويتي كان هناك تعد واحتلال  للكويت، أنا لا أقف إلى جانبه , كان من الممكن تأديبهم بطرق شتى وليس بالحرب. عندما نقيم الرئيس صدام حسين ومسيرته يمكن أن نلخصها بكلمتين كما لخص الفرنسيون مسيرة نابليون:

سئل احد الفرنسيين: أنتم تقدسون نابليون فهناك الكثير من الساحات والمواقع المهمة باسمه, ما السبب الذي يكمن  وراء ذلك علما أنه قادكم من هزيمة إلى أخرى؟

فأجاب الفرنسي :لأنه كان يريد عظمة فرنسا .. انا لا أشك بأن صدام كان يريد عظمة العراق والأمة العربية خلال مسيرته السياسية وكان يريد تحرير بيت المقدس  وفلسطين.

س – ماذا كان شعورك يوم إعدام صدام حسين ؟

ج – كان هذا من أصعب اللحظات بالنسبة لي لأنني كنت الوحيدة في الفريق التي أخبرتهم بالإعدام، وأن أمريكا ستنفذ الإعدام،  وأن الرئيس بوش لن يغادر كرسيه حتى يتم الإعدام. وعندما تم تحديد يوم إصدار الحكم بيوم أحد كان ذلك قبل انتخابات مجلس الكونغرس الأمريكي  كان ذلك من أجل إنجاح حزبه. لقد لعبت دوراً كبيراَ في إفشال مخطط  الرئيس بوش. أرسلت رسائل إلى زملاء إعلاميين في واشنطن وذلك لإخبار الحزب الديمقراطي بأن الرئيس بوش سيصدر حكم إعدام ليستغله في الحملة الانتخابية, فأرسلت كتابا باللغتين العربية والأجنبية  إلى الشباب العرب كمنذر سليمان وأرسلوه إلى رئيس الحزب الديمقراطي واستطاعوا أن يمنعوا بوش من استغلال الإعدام بحملته الانتخابية. الحقيقة أنه قبل انعقاد جلسة إصدار الحكم بيوم واحد اتصلت بي السيدة رغد لتخبرني أنني  كنت على حق وما قلته كان صحيحاً وأن هناك قراراً سيصدر غداً.

س – هل هناك تواصل بينك وبين أفراد عائلة السيد صدام حسين ؟

ج – نعم , مازالت هناك علاقة بهم ومنهم السيدة رغد والسيدة رنا وأنا أحبهم كثيراً.

س – "في لبنان" ماهو وضع القانون  هناك ؟

ج – هناك حملة تجني على القضاء اللبناني , ففي لبنان هناك مؤسستان لا تزالان صامدتان بوجه المؤامرات، وهما مؤسستا الجيش والقضاء. هذه الحملة يقودها الحريري وذلك للتشكيك بالجيش. ذات الشيء يحدث مع مؤسسة السلطة القضائية, فالقضاء اللبناني قضاء محترم , يوجد فيه العديد من القضاة المحترمين الشريفين  كانوا أساتذة في الجامعات درسوا وخرجوا العديد من القضاة والمحامين، طبعا كل قضاء فيه شواذ فهذا موجود .

أما من يعتبر القضاء اللبناني مؤسسة قابلة للإدارة فهذا ظلم بحقه, فالمحكمة العسكرية تم استهدافها لأن رئيسها شيعي، وهي معروفة أنها من عدة طوائف. المدعي العام معروف بأنه ماروني ورئيس المحكمة شيعي كما أسلفنا، وهناك قاضي مدني معهم وهناك مجموعة قضاة عسكريين من كل الطوائف ويصدر الحكم بالإجماع. فهم أرادوا أن يشككوا بالمحكمة كون رئيسها شيعي فهي تحاكم الإرهابيين، وأنا أعرف تماماً كيف تتم الأمور بهذه المحاكمات. الحكم الذي صدر بحق ميشيل سماحة كان جائراً, فهو ارتكب جرم نقل المتفجرات, ومجرد انعقاد النية لديك لارتكاب جرم لا يعتبر شروع بارتكاب الجرم ولا تحاكم عليه إلا إذا تحولت النية إلى أحكام مادية, فخبراء القانون في الدولة اللبنانية يؤكدون أن النية لا تعتبر شروعاً في الجرم. من وجهة نظري أن يعامل ميشيل سماحة مثل أي شخص ينقل المتفجرات في القاعدة كان يخطط للتفجير وثم محاكمته ب 3 سنوات.

س – هل تعتقدين من وجهة نظرك أن هذه القضية مركبة ؟

ج – إن إدخال السوريين بهذه القضية عبارة عن تركيبة . لأن هناك الكثير من المتفجرات  في لبنان ، ويمكن الحصول عليها، وليس بحاجة إلى سورية لترسل لها المتفجرات أو غيرها. هناك أمر مهم جداً, فوزير الداخلية  كان مسؤول الأمن والاستطلاع في الشمال في طرابلس، ويعرف جغرافياً المنطقة جيدا من جميع النواحي ويعرف الكثير من الكوادر . فعندما نريد أن نفجر لا داعي لميشيل سماحة.

س – يبدو أن مجموعة 14 آذار لا يحبونك ؟

ج – أكيد . أنا كشخصية قومية وطنية عروبية  لن يحبوني , فهم مجموعة أمريكية صهيونية  تعمل لصالح أمريكا.

س – لم يتسنى لي أن أتابع كامل لقائك الإعلامي الشهير مع برنامج بلا تشفير وبرنامج مع طوني خليفة, هل كان هناك ردود أفعال لافتة  بعد هذين اللقاءين ؟

ج – كان هناك مشاهدة كبيرة وضجة إعلامية منقطعة النظير,  فقد تم توزيع ملايين النسخ على الانترنت، وتناقلتها الناس كثيراً، وفتحت نقاش كبير على الأرض . أجريت دراسة كاملة وأخرجت جميع ردود الأفعال واكتشفت  شيئاً مهما من خلال اللقاءات والاتصالات مع الناس فوجدت أن نسبة  80% كانت من اللبنانيات والعديد من المواقع قامت بحملة كبيرة ووقفت بجانبي كحزب الله، علما أنني لست محسوبة عليهم والشخصيات السياسية والنخب الفكرية والمحامين فوجدت أنني من أمثلهم في هذا الموقف . أتضح للناس أن سياسة الحريري أوصلت الناس إلى مأزق  كبير وخاصة بعد مقابلتي الثانية بعدما أعلنت أن الحريري  هو مشروع  صهيوني، أدخل ثقافة المال إلى المجتمع اللبناني وقسم المؤسسات ونخر الإدارة. وتبين أن اللبنانيين مدركين لهذا الأمر لكن لم يكن بمقدورهم الكلام , فعندما بدأت أتكلم  أصبح الجميع يتكلم .

س – ماذا كانت ردة فعل نساء آل الحريري ؟

ج – أقيمت دعوى ضدي, إلا أن المحامين وقفوا إلى جانبي وكانوا مستعدين  لفعل أي شيء للوقوف بجانبي. وأنا كبشرى خليل  أملك تقدير عالي جدا لأن سلوكي المهني محترم، وهم يعلمون مسيرتي المهنية وعطفي على القضاء وتفاعلي مع القضايا المبدئية والقيمية  فأهملت القضية. أنا كنت أتمنى أن لا تغلق لأنها ستكون مناسبة لأقوم بمذكرة  في المرحلة الحريرية كلها , لأنه  سيتشكل عندها ملف قضائي وعندها سيظهر كل الجرائم التي ارتكبها الحريري ضد الدولة والمجتمع والناس وضد المال العام وستبقى للأبد ولن يستطيع  أحد أن ينتزعها لأنها ستصبح ملك للقضاء

س –نحن نعلم أنك إنسانة حرة لأنك لا تتأثرين بالمكان الذي تتواجدين فيه ،وأنت الآن  في سورية  كيف تقرأين الواقع في سورية  وماهي توقعاتك في ختام  هذا الحوار الجميل , فمن الممكن أن يقرأه  كبار المسؤولين .

ج – أنا مع سورية  منذ اللحظة الأولى , علما أن الجميع يعلم أنني سأترشح للنيابة العامة  ضد حلفاء سورية ولبنان , بالرغم  من أنه عندما وجد السوري في لبنان كان هناك الكثير من العائلات التي تهمشت وأنا من هذه العائلات .

ففي المواجهة التي تقودها سورية اليوم ضد هذا العدوان  الشرس , العدوان الغربي الصهيوني الخليجي الرجعي  تحارب عن الأمة  العربية بأكملها وأنا من وجهة نظري  أرى أنه عدوان على الأمة  العربية من البوابة السورية  كما حدث في العراق . والمطلوب  اليوم  هو أن نتصدى  لهذا العدوان كل من ساحته  وأنا مستعدة  من أجل الدفاع  عن سورية, ولا استطيع إلا ان أقدم و أسجل إعجابي بالأداء  السوري كقيادة وجيش وشعب .

نحن اليوم أمام حرب مستمرة منذ أربع  سنوات ومازالت مستلزمات الناس متوفرة . نحن في حرب 76 من أول سنة للحرب فقد الخبز والطحين والغاز وكان يقتل العديد من الناس من أجل الحصول على ربطة الخبز , فبالرغم من هذه الحرب  جميع المواد متوفرة و بأسعار  أرخص بنسبة 35% مما هي عليه في لبنان وهذا يعتبر نصر لسورية ولاقتصادها, فالشعب اليوم يلتف حول قراره السياسي, وأنا كنت ممن  رصدوا حركة الشارع السوري في لبنان وقت الانتخابات وأخبرتالجميعأنالسوريينسينتخبونلكنلاأحدقدرحجمالشيءالذيحدث. فالسوريين  المتواجدين في لبنان هم من سكان درعا والحسكة وحلب والرقة وإدلب, علما أن المعروف بالنسبة لدول الخليج  أن هذه المناطق هي من المناطق المؤيدة للمعارضة  لهذا أصبح لدى الناس وعي كامل عما يحدث , حتى إن الجيش بالرغم من الظروف القاسية التي يعيشها يتصدى بكل قدراته القتالية  لهذه  الحرب . واستطاع أن يجمع أنفاسه ويستعيد العديد من المواقع المهمة

س – برأيك سيدة بشرى هل تعتقدين  أن هناك حسم قريب ؟

ج – أتوقع ذلك، محاربة التقسيم في لبنان لمدة 17 سنة , أما في سورية فهي مستمرة منذ 4 سنوات وإذا انتهت بعد سنتين يعتبر قريب جدا . اليوم في سورية حدث تماسك بين كل الناس والفئات والجهات عسكريا وسياسيا وفنيا وبهذا قطعت سوريا شوطا كبيرا في هذه الحرب

س – هناك سؤال دقيق يدور في ذهني وأتمنى أن احصل على جواب دقيق له , عندما نتحدث عن تدخل الإرهابيين القادمين من كل دول العالم مثل السعودية وليبيا والشيشان وتونس  وغيرها من الدول ضد الجيش العربي السوري  يتدخل أحدهم ليقول أن هناك أيضا مقاتلين أجانب من إيران وحزب الله يقفون إلى جانب الدولة السورية . السؤال هو : ما يحق لسورية لا يحق لغيرها , كيف ذلك ؟

 ج – أنا علمت أن الليبيين قادمون إلى سورية حتى قبل أن يأتوا , لدي علاقات قديمة في ليبيا وكنت قد أخبرت أصدقائي في سوريا أن هناك جحافل ليبية قادمة لتقاتل في سورية , حتى أن الشيشان والسعودية والفلسطينيين جاؤوا من قبل لأجل ذلك .

لقد تمكنت من الدخول إلى ملفات للقاعدة تعود لعام 2007-2008 ووجدت أن هناك مخطط محضر ضد سورية ,ملفات التهريب عبر عرسال وعنجر وغيرها إلى سورية وملفات تحدد أن الساحة السورية هي الساحة الأساسية وهناك اعترافات بذلك.

بتقديري أتى حزب الله متأخراً، وقدومه لوحده لا يكفي بل على جميع الفصائل والأحزاب القومية المناهضة لإسرائيل ولمشروع الصهاينة  أن تأتي لتقاتل, فهذا المشروع يستهدف دور سورية القومي لأنها زعيمة الخط المقاوم لإسرائيل .

الصواريخ التي كان يستخدمها حزب الله هي سورية الصنع وليست إيرانية حتى إن الضباط السوريين اشتركو مع حزب الله في تلك الحرب. فاليوم الحلف الذي يناهض المشروع الصهيوني الذي تتزعمه سورية هو نفسه الذي يواجه هذه المعركة , لهذا على حلفاء سورية أن لا يتأخروا سنتان للدخول في المعركة بل كان من المفروض أن تكون جحافلهم متواجدة منذ اللحظة الأولى .

س – هل ترغبين بالتكلم عن لقاءاتك السيد الرئيس بشار الأسد ؟

ج – قابلت الرئيس بشار الأسد عدة مرات، وكانت إحداها قبل الأزمة السورية وسألته يا سيادة الرئيس اذا تم استهداف سورية وبيت الداخل السوري في الشق اللبناني لن تجدوا أحد من حلفاؤكم يقف إلى جانبكم , سيكونون إما في خندق الأعداء أو هاربين , ستجدون أناسا مثلنا متضررين من الوجود السوري في لبنان ولكن لدواعي القومية لا نستطيع إلا أن نكون ضمن الخندق مع سورية .

وأنا معجبة جدا بالرئيس بشار الأسد ليس من الآن بل من أول خطاب خطبه في القيادة القطرية في المؤتمر القطري وكان الرئيس حافظ الأسد ما يزال على قيد الحياة , حيث قامت إحدى الصحف اللبنانية بنشر خطابه حرفياً فأعجبت به إعجاباً شديداً، فهو شخص مثقف وذو عقل استراتيجي .

 س – لقد قابلته منذ شهر , هل خرجت بانطباع متفائل ؟

ج – طبعا , لقد تحدثنا عن التاريخ والأدب والفلسفة, فالرئيس الأسد يقرأ الكثير في كتب الفلسفة ولفت نظري في خطابه آنذاك في المؤتمر القطري بعض المفردات التي أكدت أنه يقرأ الفلسفة ومتعمق بالفلسفة .

واخبرني عندها أننا إذا لم نفلسف أي حدث وتعمقنا فيه لن نستطيع الحصول على الرأي الصائب، لأن القرار الصائب يكون بعد أن نمحص أي أمر ونتعمق به. فهو متميز لأنه متعمق بالفلسفة , هو صغير بالعمر لكنه كبير بالمخزون الذي لديه . لهذا لم أتفاجأ بقدرته على مواجهة هذه الحرب , لكن هناك أمر هام أوقفني وهو انسحاب الجيش السوري من لبنان وهذا دليل على شجاعته وجرأته ,ومن حظ سورية أن من يقودها في مثل هذه اللحظات هو السيد الرئيس بشار الأسد.

سررت بلقائك سيدة بشرى ولدي القدرة على الحديث معك لفترة أطول وانا سعيد جدا بهذا الحوار . شكرا لك

رئيس التحرير-خاص سيريانديز سياسي
الإثنين 2015-06-01  |  16:31:43   
Back Send to Friend Print Add Comment
Share |

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟ 
: الاسم
: الدولة
: عنوان التعليق
: نص التعليق

: أدخل الرمز
   
Copyright © سيريانديز سياسة - All rights reserved
Powered by Ten-neT.biz ©