عنونت وسائل الإعلام الألمانية صدر نشراتها وصفحاتها بما جرى ويجري في تركيا، عقب الانقلاب الذي حدث منذ أسبوع، من قتل وإهانة للانقلابيين واعتقالات وفصل من العمل، خاصة في سلك التعليم والقضاء التركي، كذلك فرض حالة الطوارئ والأحكام العرفية. 
وتساءلت هذه الوسائل: “أردوغان الذي يفعل هذا كله، هو بنفس الوقت صديقنا، ومرشح لدخول الاتحاد الأوروبي الذي ينادي بالديموقراطية، اعتقل وفصل حتى الآن أكثر من 90 ألف شخص وموظف ومدرس وقاضي وجندي… سواء نجح الانقلاب أو فشل، فكله لمصلحة الأسد.”.
محطة nt.v  الإخبارية قالت: “انتقد الرئيس السوري بشار الأسد جاره التركي أردوغان بشدة، خلال حديثه مع وكالة الأنباء الكوبية، وأكد أن ما يفعلهُ أردوغان هو تنفيذ مشروع الإخوان المسلمين، وهذا خطر على تركيا والدول المجاورة بما في ذلك سوريا.”
تتابع المحطة: “يبدو أن الأسد ذكي جداً في أجوبته، فقد امتنع عن الإجابة على سؤال إن كان تمنى نجاح الانقلاب، رافضاً التدخل في الشأن التركي الداخلي، على عكس أردوغان، الذي دعم المعارضة السورية بكافة أشكالها السياسية والعسكرية، واستقبل الائتلاف الوطني على أرضي بلاده، بعد أن كان صديق الأسد.”
محطة N24 قالت: “وضع الناتو كمنظمة تضم دولاً ديموقراطية مُحرجٌ للغاية أمام شعوبها بوجود تركيا، التي يقوم رئيسها أردوغان وحكومته بعمليات اعتقال وفصل من العمل بشكل عشوائي لا يمت للديموقراطية بصلة.”
من جهة أخرى، ركزت المحطة على ما يجري في حلب: “كل ما يجري في حلب هو لصالح الأسد، لقد انقلبت الأمور رأساً على عقب منذ الانقلاب الفاشل في تركيا، والطوق اكتمل حول المسلحين الذين باتوا يصرخون “”الجميع تخلى عنّا””، وأصبح وصول الأسلحة والعتاد لهم مقطوع تماماً. لكن قطع رأس الطفل ابن الثانية عشرة بكل وحشية من قبل جماعة مسلحة مصنّفة أنها معتدلة، ومدعومة من قبل تركيا والولايات المتحدة، يطرح أسئلة كثيرة حول صحة التصنيف، أو الأصح: هل توجد جماعة مسلحة معتدلة تحارب الأسد؟”.
تتابع حول حلب: “لقد تخلى الجميع عن مسلحي حلب، أولهم تركيا والولايات المتحدة والسعودية، فشريط فيديو قطع رأس الطفل السوري لعب دوراً هاماً ضد المعارضة السورية المسلحة، كما أنّ قوة الدعم الروسي والإيراني للجيش السوري، تجعل معركة تحرير حلب مسألة وقت ليس أكثر.”.
ثقفقثقف
وأظهرت المحطة صورة الرئيس بشار الأسد في زيارته لخطوط الجبهة الأولى في مرج السلطان. وتساءل المحرر: “كيف لنا أن نتعامل بمقياسين؛ صديقنا أردوغان يعتقل ويقتل ويطرد، ويبقى صديقنا، بينما الأسد نعاديه وهو الذي يقاتل مسلحين يقطعون رؤوس الأطفال! نعم لقد أخرسَنا الأسد.”…
ولدى سؤال مركز فيريل للدراسات في برلين عن توقعات المحللين العسكريين الألمان عما سيجري في حلب، جاءنا الرد: “إن سارت الأمور دون تدخلات عسكرية مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية، سيحتفل أهالي حلب مع الجيش السوري بتحرير  مدينتهم قبل عيد الميلاد القادم.”.

****خاص بمركز فيريل للدراسات ـ برلين. Firil Center For Studies FCFS Berlin. Germany
د. جميل م. شاهين ـ برلين