بهدف الاطلاع على عمل عدد من الجمعيات الأهلية والتعريف بالخدمات التي تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لمختلف الفئات عبر المراكز والمعاهد التابعة لها زار وفد من الناشطين الأمريكيين اليوم مجمعي لحن الحياة لرعاية الطفولة بقدسيا والأمل في باب مصلى بدمشق.

وتضمنت جولة الوفد الاطلاع على الخدمات التي تقدم ضمن المجمعين إذ يقدم الأول خدماته للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية من عمر يوم حتى إنهاء تحصيلهم العلمي وإيجادهم لفرصة عمل حيث بدأت جمعية صندوق الرجاء بإدارة المجمع منذ عام 2009 ويتلقى المقيمون فيه وعددهم نحو 130 شخصا كل أنواع الرعاية والخدمات الصحية والتعليمية عبر أمهات بديلات.

واطلع الوفد في مجمع الأمل على مركز الرعاية المؤقتة للفتيات فاقدات الرعاية الأسرية “المشردات” الذي تديره جمعية حقوق الطفل ويستقبل من هن دون سن 18 عاما عبر رصد حالات التشرد والتسول من قبل فريق مشترك بين الوزارة والجمعية بالتعاون مع الجهات المعنية ويصل عدد الفتيات المقيمات فيه حاليا إلى 30 فتاة.

كما زار الوفد في مجمع الأمل معهد التربية الخاصة للإعاقة الذهنية الذي يوفر الرعاية الدائمة في مختلف المجالات للأطفال المصابين بالإعاقة الذهنية وتديره جمعية جذور التي تأسست العام الماضي ويصل عدد من يتلقون الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية فيه إلى أكثر من 23 طفلا.

وعقب الجولة التقى الوفد بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمه قادري حيث تم تقديم عرض شمل اليات عمل الوزارة والأدوار المناطة بها من رعاية وحماية اجتماعية ورسم للسياسات التنموية وإدارة سوق العمل بالإضافة لدور الوزارة الإشرافي والتنظيمي لعمل المنظمات غير الحكومية والعمل التطوعي وتأطير المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص والمشاريع ذات الأولوية للوزارة كتطوير البنية المؤسساتية لديها وعمل المنظمات غير الحكومية ومنهجيات تدخل الوزارة في التنمية الريفية وتفعيل مرصد سوق العمل.

وفي تصريح للصحفيين أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى أن زيارة الوفود مؤشر للتعافي في سورية إذ يحضر الزوار لقراءة المشهد السوري من أرض الواقع ويمكن أن يحمل هؤلاء لمجتمعاتهم الصورة الحقيقية لما شهدوه فيها ويدحضوا الفبركات الإعلامية حيث اطلع الوفد اليوم على الجهود التي يبذلها السوريون للاستمرار بحياتهم وأعمالهم بالتوازي مع انجازات الجيش العربي السوري وانتصاراته على الإرهاب.

ورأت الوزيرة قادري أن زيارات هذه الوفود توضح آثار العقوبات القسرية أحادية الجانب التي فرضت على الشعب السوري وانعكاسها على الخدمات الاجتماعية المقدمة بما يسهم بإمكانية تأمين بعض هذه الاحتياجات.

وفي تصريح مماثل أعرب رئيس الوفد ماركوس ساوث ورث عن تأثره بالعرض الذي قدمته الوزارة والقدرات المتوافرة لدى سورية لتجاوز المحن والتعامل مع الصعوبات مبينا إعجاب الوفد بمراكز الرعاية الاجتماعية وتجهيزاتها ونوعية الخدمات المقدمة فيها بما يحفظ كرامة من ترعاهم وتدريبهم وتمكينهم في المجتمع.

وأشار ساوث ورث إلى وجود مغالطات كثيرة حول الأوضاع في سورية وأن الوفد سيعمل كفريق دفاع عن الشعب السوري عبر التوجه للإعلام الأمريكي والمجموعات ذات التأثير هناك معتبرا أن العقوبات القسرية أحادية الجانب التي فرضت على سورية “عقوبات جائرة تؤثر على الشعب السوري البريء الذي يعاني من محاولات تغيير السياسات في المنطقة” مؤكدا “أهمية نشر الوعي والتأثير على الرأي العام في بلاده لرفع العقوبات عن سورية والمساهمة في عملية إعادة الإعمار”.