الخميس 2015-08-27 16:47:39 تحليل سياسي
أردوغان سلطان الفخار

بلال ديب – خاص سيريانديز سياسي
يقال في المثل الشعبي أن الفخراني أي (صانع الفخار) يضع أذن الجرة حيث يريد، وهذا هو الحال بالنسبة لما يمارسه الحالم بالسلطنة الجديدة رجب طيب أردوغان رئيس النظام التركي، فبعد النتيجة المخيبة للآمال التي تلقاها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة وعدم حصوله على أغلبية في البرلمان تخوله تعديل الدستور وإعطاء نفسه صلاحيات أوسع كرئيس للبلاد، وفشله في تشكيل حكومة ائتلافية عبر رئيس الوزراء احمد داود بعد مفاوضات ماراتونية مع الأحزاب الكبرى في البرلمان، وإعلان  داود اوغلو فشل تشكيل الحكومة قبل نهاية المهلة الدستورية بخمسة أيام، ليمهداً الطريق أمام اردوغان من اجل التسويق لانتخابات مبكرة في عجنة صلصال جديدة يأمل من خلالها باستعادة الأغلبية البرلمانية التي تتيح له مبتغاه.
ممارسات أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" التي تتعرض لتجاذبات واتهامات من قبل أحزاب المعارضة بتغيير خارطة الحياة السياسية في تركيا، خاصة وانه لم يحول تكليف تشكيل الحكومة إلى الحزب الثاني الفائز في الانتخابات، أي حزب الشعب الجمهوري وذلك بحسب ما ينص الدستور، بحجة أن زعيمه كمال كليشدار اوغلو ينتقد القصر الرئاسي ويتجاهل قيمته، أي أن رضا السلطان هو الأساس وليس نص الدستور ما دفع بالأخير إلى اعتبار ما حصل انقلاباً مدنياً على دستور البلاد.
وفي مسار الانتخابات المبكرة "العجنة الجديدة لفخار السلطان"، كلف اردوغان داوود اوغلو بتشكيل حكومة مؤقتة تقع على عاتقها قيادة البلاد نحو إجراء انتخابات مبكرة، بعد فشل الأحزاب التركية في التوافق على تشكيل حكومة ائتلافية، هذه الحكومة التي أعلن كل من حزب "الشعب الجمهوري، وحزب "الحركة القومية" اليميني أنهما يشاركا فيها، ما يثير احتمال أن يهيمن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم على الحكومة المؤقتة مع إعطاء المقاعد التي لم تأخذها أحزاب المعارضة لمرشحين "مستقلين" من خارج البرلمان. ما يفتح الباب أمام مزيد من الأحداث الأمنية الدامية التي لاتزال تشهدها تركيا بسبب السياسات الفاشلة لأردوغان على كافة الأصعدة، وخاصة ملف الإرهاب بعد أن أصبحت تركيا في مهب العاصفة الداعشية التي تطال داعميها كما طالت الشعوب الآمنة في ديارها من سورية والعراق وليبيا ومصر وكل من يطاله الأذى الداعشي الأعمى، كل هذا يضع المراقب أمام مشهد غير واضح المعالم في تركيا التي حولتها سياسة سلطان الفخار إلى دولة المشاكل من الدرجة الرفيعة بدل أن تكون دولة صفر مشاكل وما هو آت ربما سيكون أسوأ.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024