الإثنين 2015-08-31 04:42:50 رأي
مملكة آل سعود ... العرش المتصدع

إن الثروة النفطية مكنت آل سعود من لعب دوراً مهماً في رسم سياسة المنطقة لكن اقتصر الدور بعد حرب أكتوبر 1973 على زعزعة استقرار أكثر من دولة على امتداد الساحة من شرق أوربا و شرق افريقيا وشمالها وصولا إلى الصين ومن الشيشان إلى اليمن ، الأمر الذي جعل للمملكة وزن على الساحة الدولية فهي من دعمت بطلب أمريكي الجماعات المسلحة الإسلامية في أفغانستان لإخراج نفوذ الإتحاد السوفيتي و دعمت بنظير بوتو في باكستان لترجيح نفوذ باكستان في أفغانستان من خلال حركة طالبان ، كما دعمت صدام في حربه ضد إيران لثمان سنوات ،وساهمت أيضاً بتفتيت عدد من دول شرق أوربا الموالية للإتحاد السوفيتي ، وإن كان الدور السعودي الداعم للنزاعات في مناطق نفوذ الإتحاد السوفيتي مغلفاً بمعاداة الشيوعية ،إلا أنه متسق ومتناغم مع المصالح الأمريكية ويجري في القنوات التي تقوم الولايات المتحدة بتحديدها،وهذا الجوهر في السياسة الخارجية للمملكة، وهذا أيضاً ما منعها من دعم أي حركة من حركات التحرر الوطني الفلسطيني ،وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي ،تابعت السعودية بنفس الدور عندما أعلنت الولايات المتحدة حربها على الإسلام ،فأخذت دور المملكة السنية التي تواجه مخاطر التمدد الشيعي ومن ثم أخذت السياسة الخارجية السعودية تدعم الحركات المتشددة الإسلامية في أكثر من منطقة في العالم وبخاصة في عالمنا العربي أي انتقلت لمحاربة فئة من المسلمين الذين جزءاً لا بأس به من نسيج المسلمين حول العالم ،أما الآن فالمملكة "آل سعود تحديدا" وإن بقيت تحظى بالغطاء الأمريكي بالرغم من دعمها للحركات الأصولية في عالمنا العربي واستطاعت بفضل هذا مع بعض أمراء الخليج بالإطاحة بنظام معمر القذافي وضرب الأنظمة الجمهورية في عالمنا العربي سواء أكانت هذه الأنظمة علمانية سنية أم شيعية أي توسعت دائرة الاستهداف السعودي للإسلام وفق المنهج الأمريكي ليشمل جزء من السنة (بخاصة الصوفية ) ،وأصبحت سياسة المملكة تقنع من المسلمين فقط الوهابيين والفصائل الجهادية الأصولية و انتزعت دولة  قطر منها جناح من الإسلام السياسي المعروفين بمنهج الإخوان المسلمين وشاركتها تركيا بذلك ،والآن السياسة السعودية مقيدة جداً ، بعد إعلان العالم نيته التصدي للإرهاب والفصائل المتشددة ، وبعد إقحام نفسها عسكرياً في الأزمة اليمنية أضحت المملكة "مملكة الإرهاب" والمجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني خير دليل على ذلك ،الأمر الذي ينزع عن آل سعود صفة الإسلام و تنهار معه حتى المملكة السنية في العالم الإسلامي ،ولا يبقى في هذا العالم من يؤيد سياسة مملكة آل سعود سوى الكيان الصهيوني لتشابههما في ارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل ولأن الشعب اليمني يناصر القضية الفلسطينية ، وهذا التأييد الصهيوني للمملكة لا يعني أنه سوف يكون حزيناً على تقسيمها أو انهيارها ، فتخبط الساسة السعوديين في اليمن وسورية وغياب المنهجية وسيطرة الأحقاد الشخصية على نشاطها السياسي والوصف الذي أطلقه الرئيس السوري (أشباه الرجال ) على أعداء المقاومة اللبنانية ،واعتبار آل سعود أنهم المعنيين ،فاصبحوا يتصرفون بمنهج الأطفال وسلوك الذئاب في الأزمة السورية لاستهداف عرين الأسد،وهذا أيضاً يلتقي مع أهداف الكيان الصهيوني ،والآن المملكة نزعت ردائها العربي والإسلامي وأصبحت عارية ،وتحاول ستر عورتها باستعارة رداء مصري يقيها الشتاء القادم مع المعلوم بأنها تمارس مع نظام السيسي سياسة الترهيب والترغيب، وإذا كان المشير من مدرسة القائد جمال عبد الناصر فلن يطول أمد استعارة الثوب المصري ،وإذا فكرنا بالعباءة الأمريكية المهترئة في صراع النفوذ على المنطقة وقد كتب عليها شعار محاربة الإرهاب ليست على مقاس المملكة باعتبارها داعمة للإرهاب في العالم ، و(الشورط) الإسرائيلي يمكن تقديمه في حال فكرت المملكة بضرب إيران أو على الأقل في حال وضعت شعار السعودية على مقاتلات الكيان الصهيوني وسمحت بإطلاق صواريخ الكيان من أراضيها أي أن تعلن المملكة الجهاد وتذهب لملاقاة الحوريات ، ولا أحد يستطيع التكهن بالدور الذي سيختاره أمراء آل سعود لأن المنطق لا يستقرئ السلوك اللامنطقي .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024