الإثنين 2015-09-01 03:56:55 تحليل سياسي
أمارة أخوانية ثمن سلاح المقاومة

تتسارع الأحداث الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي الأيراني وتحاول الدول المتضررة إعادة بناء تحالفاتها في المنطقة وفق النتائج التي تمخض عن هذا الاتفاق النووي حيث يبحث أخوان المسلمون عن موقع لهم جديد بعد هذا الاتفاق وتعثر تجربتهم في الحكم في مصر وتونس وليبيا بعد ماسمي ثورات الربيع العربي ويحاول الأخوان والوهابيون إيجاد قاسم مشترك فيما بينهم و خصوصا في سورية واليمن وفلسطين من خلال أيجاد تحالف تركي سعودي لمواجهة النفوذ الآيراني الذي تحولت وفق عقيدتهم الطائفية إلى العدو الأول بالاستناد لعقيدة و فتاوي الكثير من علماء المسلمين وفي مقدمتهم أبن تيمية و واقع المصالح والتحالفات المتجذرة بين الأسلامين بكافة انتمائاتهم والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية ويتضح من خلال الأرقام أن فرنسى هي أكبر مصدر للمقاتلين لدولة الأسلامية في حين تعتبر ألمانية وبريطانية هي معقل الأخوان

كل ذلك يجعل السلطنة الأردوغانية تسعى للقبض على زمام الأمور في المنطقة وقيادة المحور لمواجهة محور المقاومة وحيث لايمكن فعل ذلك إلا بدور فاعل في القضية الفلسطينية و كانت المساعي التركية المرحب فيها سعوديا وامريكيا لإعادة تظهير التحالف الاسرائيلي التركي من جهة وإيجاد تسوية بين حماس في غزة والكيان الصهيوني تحت مسمى تهدئة طويلة الأجل

ومنذ اندلاع ماسمي الربيع العربي كان واضح أن قيادة حماس السياسية عادت لأنتمائها الأخواني على حساب المقاومة بل أنها فعلت الأكثر حيث كان مقاتليها الذين دربتهم الدولة السورية وأيران هم العمود الفقري لمعظم التنظيمات المسلحة التي تعمل على الأرض وخبرات حفر الأنفاق وصناعة قذائف الهاون والصواريخ ليس سوى تكنولوجيا حصلت عليها حماس من محور المقاومة وقامت بدورها بتقديمها للفصائل المعارضة المسلحة في سورية والتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية في سورية

وبالتالي عشرات الأعوام من التعاون والدعم من قبل سورية لحماس رمي به في سلة التاريخ لصالح الأنتماء السياسي وعباءة أخوان المسلمين الذي فضلته حماس على عباءة المقاومة

تحاول تركية وحماس وأسرائيل والدول الأوربية للوصول لأتفاق بين الطرفين تحت مسمى تهدئة طويلة الأجل في حين هي ليست سوى عبارة عن أنشاء أمارة اخونجية لحماس في غزة وتأمين شروط الحياة لها مقابل التوقف عن أي نشاط مقاوم مع أمكانية الأستفادة من مقاتلي حماس في غزة ونقلهم إلى سورية واليمن للقتال إلى جانب المعارضة المسلحة في سورية ولجانب القوات السعودية والإماراتية في اليمن

كل هذه التطورات هي بانتظار حسم هذا الموضوع بين قيادة حماس السياسية التي تتبناها وبين قيادة حماس العسكرية في غزة الذي يبدو أنها غير متحمسة لهكذا سيناريو حيث ترفض قطع علاقتها مع أيران مقابل ثمن بخس لا يحقق حقوق الشعب الفلسطيني ولكن هل ستكون قادرة على وقف هذا المخطط والذي في حقيقة يحتاج لتأييد شعبي من قبل الحاضنة الشعبية لحماس في قطاع غزة والذي تحاول القيادة السياسية لحماس تطويعها عبر الخطاب الطائفي وتقديمه على خطاب الصراع مع العدو الصهيوني بالأضافة للإغراءات المالية والأقتصادية الذي تسعى لتقديمها للمواطنين في غزة من خلال هذا الأتفاق.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024