الخميس 2015-09-10 10:36:00 تحليل سياسي
الاستثمار في الإرهاب !!

يقول الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" في مقاله المنشور في صحيفة نيويورك تايمز في موجب ردِّه على المعترضين على الاتفاق النووي مع إيران بحجة أن طهران تدعم ما يصفونه بالإسلام الراديكالي: "إن هذا الزَّعم يتجاهل أحداث الحادي عشر من أيلول ، حيث كان من بين الخاطفين التسعة عشر / 15 / مواطناً سعودياً.. وأن أكثر ما أدى إلى تآكل استقرار وتطوير العالم العربي والإسلامي عموماً، يتمثل بمليارات الدولارات التي استثمرتها السعودية منذ التسعينات من أجل القضاء على التعددية وفرض السلفية الوهابية المعادية للنساء وللغرب وللتعددية"، وكان قد سبق أن وجه بعض الكتاب انتقادات عدة على تستر الاستخبارات الأمريكية على نتائج التحقيقات بأحداث الحادي عشر من أيلول والتي أثبتت ضلوع شخصيات سعودية مهمة في دعم وتمويل الإرهابيين الذين نفذوا العملية بطريقةٍ ما.
لقد تأكد للمتابعين للشأن السياسي والأمني في العالم وبما لا يقبل الشك بأن لكل حدث إرهابي في العالم يد سعودية حتماً، سواء في الإدارة أو التخطيط والتمويل أو المشاركة المباشرة من خلال عناصر إرهابية سعودية، وإن انخراط المئات وربما الآلاف من المواطنين السعوديين في التنظيمات الإرهابية المختلفة العاملة على الأراضي السورية والتي تُقاتل باسم الإسلام كتنظيم " داعش وجبهة النصرة وغيرهما" من التنظيمات التي وضعتها الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب الدولي هو مؤشر ودليل قاطع على تورط نظام آل سعود في رعاية هذه التنظيمات وتأمين استمرار دورها التدميري للمجتمع والدولة السورية، وإن ما تقوم به السعودية ومن لف لفيفها اليوم من حرب عدوانية ظالمة على اليمن البلد العربي المسلم لتحقيق غايات دينية أو اقتصادية هو عمل إرهابي منظم تُمارسه دولة بعينها (أو مجموعة دول.( وفي مراجعة موضوعية لتاريخ المنطقة والدور السعودي العميل نجد أن ما كانت تقوم به السعودية وتُشارك في تنفيذه سراً منذ منتصف القرن الماضي من أجل تمرير المشروع الاستعماري الصهيوني الجديد على المنطقة من خلال استيلاء المنظمات الصهيونية على فلسطين المحتلة وإقامة "دولة إسرائيل "، أصبحت اليوم وبكل وقاحة تقوم به وتشارك في إتمام حلقات المشروع بإنشاء كيانات مذهبية ضعيفة تُبرر وجود الدولة اليهودية وتشرعنها كأقوى كيان قادر على أن يُسيطر على المنطقة، ونحن على يقين بأن ما يُنفذه حكام السعودية في مجال الاستثمار في الإرهاب اليوم يفوق إجراماً ما هو مرسوم لهم من قبل أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، وقد تبين للجميع بان العداء الذي ناصبته مملكة الرمال للأحزاب والقوى التقدمية العربية والإسلامية هو حلقة من حلقات مخطط تدمير التآلف الاجتماعي والانسجام الإنساني الذي اعتقدت به تلك القوى ونادت بالحفاظ عليه وتطويره الأحزاب والتنظيمات التقدمية على الساحة العربية والإسلامية بشكل عام، حيث كان النظام السعودي على مدى العقود الماضية من أخطر معارضي الأنظمة التقدمية في المنطقة منذ انطلاقتها الأولى بعيد الاستقلال من الانتداب الغربي . قد لا يعي حكام السعودية حجم المأساة التي نتجت عن سياساتهم الغبية، وحجم الظلم والبؤس التي خلفتها مواقف السعودية ضد الدول والشعوب، لكن عليهم أن يتعلموا من التاريخ بأن المتاجرة بحياة الشعوب ومستقبلها لن تذهب سدى، بل سيُقابلها دفع ثمن عالي جداً أقله انهيار النظام السعودي وإلحاقه ببقية الأنظمة التي أنشأتها ورعتها الولايات المتحدة إلى حين انتهاء صلاحيتها فرمتها إلى خلف القضبان أو كطعام لكلاب الصحراء، هناك أصوات صريحة وقوية في الولايات المتحدة الأمريكية ومن مرشحين للرئاسة الأمريكية تقول سنذبح البقرة ( السعودية ) التي حميناها ورعيناها طيلة العقود الماضية عندما ينتهي حليبها ..!! إن صمود الشعب السوري وانتصارات جيشه البطل في ساحات القتال ضد التنظيمات الإرهابية، سيكون له وقع الفاضح لكل الحكومات والدول التي سهلت حركة الإرهاب وسوقت له سياسياً ورعته ودعمته مالياً و لوجستياً وبشرياً وفي مقدمتها مملكة الرمال الوهابية التي تدور طواحينها في هذه الأيام ضمن حلقات فارغة لن تُجني منها سوى الهزيمة والخزلان، وإن تحالفها العلني مع الكيان الصهيوني لن يجلب لها غير الفشل والفضيحة التي لبستها بملء إرادتها ..

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024