0 2015-09-12 05:52:51 تحليل سياسي
في ربيعه الخمسيني ........ بوادر النصر تلوح

لم نكن بحاجة لوثائق ويكليكس لندرك الحقيقة الساطعة أن الرئيس بشار الأسد بما يمثله من حالة وطنية وعروبية متقدمة هو بحالة استهداف ممنهج من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة لأن مراكز صناعة القرار الصهيوني والأمريكي يدرك أنه لن يستطيعوا الوصول للسيطرة الكاملة على المنطقة إلا بإقصاء الرئيس بشار الأسد.

مع انطلاق أعمال المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي كان واضحا أن صفحة جديدة في تاريخ المجد تكتب لسورية وظهر تمسك القائد الشاب بتراث الأمة العروبي والالتزام بقضايا الأمة الكبرى وخصوصا قضية الصراع العربي الصهيوني والمقاومة مع فتح باب سورية لعالم التكنولوجية العالمي وبدأ بثورة حقيقية في مجال الإدارة والاقتصاد.

في هذه اللحظة حاول أعداء العروبة وأصدقاء الصهيونية احتواء هذا القائد الشاب من خلال وعود اقتصادية ولكن مع أول تجربة حقيقية اصطدموا بقائد عروبي صلب وظهر ذلك جليا برفض الأحتلال الامريكي للعراق ودعم المقاومة العراقية ورفض كل شروط وزير الخارجية الأمريكية كولن باول وأعلن تمسكه بخيار المقاومة في مواجهة الصهيونية.

هذا الأمر دفع الولايات المتحدة للضغط على الرئيس الأسد من خلال التحضير لقرار/1559/ لإخراج الجيش السوري من لبنان تمهيداً لضرب المقاومة الوطنية اللبنانية وفرض انتخاب رئيس يتناسب مع العصر الصهيوني الذي يحضر في لبنان, تمهيداً للخطوة التالية وهي إسقاط الحكم القومي في دمشق, فكان اغتيال الرئيس رفيق الحريري تمهيداً لتنفيذ ذلك المخطط الجهنمي, وماتبعه من أنشاء لجنة تحقيق دولي للوصول لإقامة محكمة دولية.

أمام ذلك عمل الرئيس الأسد على تفكيك هذا المخطط من خلال اتخاذ قرارات صائبة  وشجاعة تمثلت بانسحاب الجيش السوري من لبنان والتعاون مع لجنة التحقيق الدولي مع الحفاظ على السيادة الوطنية والوصول لانتخاب الرئيس أميل لحود الذي كان أميناً على فكر المقاومة في لبنان, وبالتالي سحب كل الذرائع التدخل الدولي في سورية مع تأمين كل الوسائل اللازمة لحماية المقاومة شعبياً وسياسياً داخل لبنان.

هذا مادفع الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام خطة بديلة تمثلت باستخدام القوة العسكرية لضرب واجتثاث المقاومة الوطنية في لبنان فكان عدوان تموز والذي استطاعت المقاومة اللبنانية بالدعم السوري المطلق من التصدي لهذا العدوان وإفشاله وتحويله لنصر ألهي وتاريخي  زاد قوة وتماسك محور المقاومة.

وأمام ذلك تراجعت أهداف الولايات المتحدة إلى الحديث عن تغير سلوك النظام عوضاً عن تغيير النظام, ولكن ذلك لم يجد نفعا مما دفع الولايات المتحدة لاستخدام سلاحها الجديد المتمثل " بالقوة الناعمة" الذي استخدمته ضد دول الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية عقب أنهيارها ومع اندلاع  ماسمي الربيع العربي كانت الانظمة العربية عاجزة عن مواجهة هذا التسونامي حتى وصل لأبواب دمشق الهدف الرئيسي من هذه الموجة ولكن الرئيس الأسد أظهر حنكة وهدوء في هذه المواجهة القاسية حيث تمكن من اتخاذ كل الإجراءات الاعلامية والنفسية والاقتصادية والسياسية لامتصاص هذه الهجمة الشرسة وصولا للمواجهة العسكرية وتمكن الرئيس الأسد من خلال صلابته وحنكته الحفاظ على تماسك محور المقاومة  والحفاظ على تماسك مؤسسة الجيش العربي السوري وإدخال روسية كشريك في هذا المحور لمكافحة الإرهاب.

 خمسة أعوام من الحرب أستطاع فيها الرئيس الأسد الحفاظ على السلطة السياسية متماسكة رغم كل المحاولات لتدميرها وتمكن من أجراء تعديل للدستور والفوز بدورة رئاسية في ظل هذه الحرب حيث كانت هذه الانتخابات صادمة لكل من شكك في شريعية السلطة السياسية في سورية و تمكن فيه الرئيس الاسد  من أعادة رسم التوازنات الاستراتيجية في العالم وبناء نظام متعدد الأقطاب من خلال صموده في وجهة هذا العدوان.

 ومايجري الأن على الساحة العالمية من تمرد أوربي على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه سورية والمطالبة بأن تكون الدولة السورية جزء من مشروع مكافحة الارهاب في سورية وبناء سورية تحالف بالتعاون مع روسية وإيران لمكافحة الارهاب بالاستناد لقرارات مجلس الامن كل ذلك يشير إلى أن بوادر نصر الرئيس بشار الاسد بدأت تلوح ولن يكون تظهير هذا النصر سوى مسألة وقت لا أكثر.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024