الإثنين 2015-06-01 08:55:49 تحليل سياسي
متى تنتهي الحرب في سورية

يظهر الواقع الميداني أن الجيش العربي السوري قد تعرض لعدة نكسات عسكرية على امتداد الجغرافية السورية وهو ماخلق حالة احباط كبيرة لدى الحاضنة الشعبية لجيش العربي السوري . مماطرح مجموعة  من الاسئلة على المتابعين لشأن السوري .

أولا"- هل وصل الجيش العربي السوري إلى مرحلة الأنهيار والهزيمة الكبرى.

ثانيا"-هل تستطيع الفصائل المسلحة التي تحقق الانتصارات على الأرض تحقيق غاية داعميها ومموليها وخلق بديل لنظام الرئيس السوري.

ثالثا"- هل دخلت الحرب في سورية  مراحلها الأخيرة.

هذه الأسئلة الكثيرة تدفعنا لمحاولة قراءة التطورات والأحداث التي تجري على الأرض بعقل بارد بعيد عن العواطف والتمنيات حيث تشير الأرقام ان الجيش السوري يحارب في 2000نقطة وضد 400 فصيل مسلح تتبنى أغلبيتها الايديولوجية الدينية سواء بشكل علني أو خفي في قتالها ضد الجيش السوري وتظهر الوقائع انه رغم انسحابه من أدلب وجسر الشغور وأريحا وتدمر فان انسحابه لم يكن عشوائيا بل تم بشكل منظم وهادئ يظهر ان الانسحاب تم في اطار استراتيجية استيعاب الهجوم والتخفيف من حجم الاستنزاف البشري في صفوفه وكانت حماية المدنين وتأمين خروجهم يدل على روح مسؤولية العالية ويشير على عكس مايظهر الأعلام في حربه ضد الدولة السورية أن اغلبية الديموغرافية السورية تفضل الانتقال مع الدولة السورية على البقاء مع الوافدين الجدد وكان لافتا" أخلاء سجن تدمر ومتحفها الاثري ممايعني ان المخطط الاستراتيجي لمعارك في سورية يضع كل الاحتمالات امامه ولا يترك شئ للمفاجأت ويعمل على تنفيذها بحذافيرها ممايعني ويدل ان منظومة القيادة والسيطرة متماسكة لدى الجيش السوري وتظهر التسريبات من اماكن عديدة ان المعركة في سورية قد انتقلت لمستوى استراتيجي جديد وان الرد سيكون على مستوى قيادة حلف محور المقاومة.

في حين نجد ان القوى السياسية المعارضة للحكومة السورية تجد نفسها في مأزق كبير ينطلق من عدم سيطرتها أو انعدام تاثيرها على الفصائل المسلحة الموجودة على الارض وظهر ذلك جليا وواضحا برفض جبهة النصرة السماح لحكومة الائتلاف الوطني المعارض مباشرة عملها من داخل ادلب وصعوبة خلق بنية سياسية قادرة على تسويق جيش الفتح بسبب ادراج جبهة النصرة عماد هذا الجيش على قائمة المجموعات الارهابية وذكرها ضمن قرار دولي خاص بمكافحة الارهاب في المنطقة رغم انتقائية تنفيذ هذا القرار حتى الان.

كل ذلك يدفعنا لجواب بالنفي على السؤال الأخير فرغم ان المعركة في سورية ممتدة منذ اربع سنوات فالواضح انه لم تتبلور حتى الان الارادة الدولية لصياغة حل سياسي في سورية فالولايات المتحدة مازالت اسيرة حلفائها ومصالحها الذين يرفضون التخلي عن مطلب اسقاط الرئيس بشار الاسد مهما كلف الثمن  رغم محاولة الولايات المتحدة تغيير الاولويات في المنطقة للحرب ضد الأرهاب ولو شكليا وبنفس الوقت فان الدولة السورية وحلفائها يملكون الكثير من عوامل القوة والقدرة على البقاء.

كل ذلك يؤكد ان المعركة ستبقى مستمرة ومفتوحة وتنتقل من مستوى استراتيجي إلى أخر وان الحل لن يكون إلا في الميدان وان الحل السياسي ليس سوى ترجمة لما ستنتجه بنادق المتقاتلين.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024