0 2015-09-14 12:31:14 المرصد
أبو الضهور ...قصة رجولة و كبرياء كتبت بدماء شهداء ودموع أمهات صابرات

عامان من الحصار ..عامان من التقشف الشديد في المأكل والمشرب والمبيت ..عين سهرت وحرست ودافعت واستشهدت وربما اسرة لتنتهي هذه الاسطورة برفة عين في عاصفة رملية مطار أبو الضهور نسف وأصبح من جملة المطارات التي استولت عليها العصابات المسلحة في سوريا وحاميتيه استشهدت بفخر وشموخ ودفنت الجثامين في أرض المطار علها تبعر طريق النصر وعلنا نستشف العبرة لحماية ما تبقى
شبكة عاجل الإخبارية توقفت في حديث مع شيخ عشيرة الحليبيات، خالد الضاهر وهو مؤسس وقائد مجموعة الدفاع الشعبي في قرية الحليبيات في الريف الشرقي لإدلب، والتي تعرضت  لهجمات عنيفة من قبل الميليشيات المسلحة منذ بدء الأزمة السورية، وحرض على القرية مرار كل من الإرهابي "حسن الشريف" قائد ميليشيا "لواء شهداء البادية"، وجمال معروف الذي كان يقود ميليشيا "جبهة ثوار سوريا" قبل أن تطرده ميليشيات ريف إدلب إلى خارج البلاد.
الضاهر أكد أنه في بداية الأحداث حاصرت الجماعات المسلحة قرية الحلبيات لمدة عام كامل بسبب موقفها الثابت والمؤيد للقيادة السورية وهذا الموقف ترجم ميدانيا بهجوم شرس من قبل الجماعات المسلحة بعشرات القذائف التي بدأت تنهال على هذه القرية مما دفعنا الى تأسيس مجموعات للدفاع عن المنطقة بعد إخراج الأطفال والنساء والشيوخ خارج دائرة المعارك حيث تم تعاون مع جماعات معتدلة من أبناء المناطق المجاورة لإخراجهم.
وتابع الشيخ الضاهر تم تقسيم العناصر الى مجموعات تولت كل مجموعة مهام خاصة فمنها من توجه لدعم الجيش على طريق خناصر حيث يتواجد هناك حتى هذه اللحظة 300 عنصر متواجدين ومنها من التحق بمطار أبو الظهور العسكري حيث كان مجال عملها في بدابة الأحداث تأمين مستلزمات حامية المطار من المأكل وغيرها تواجدنا كان دائم في بداية الأحداث بعدما ما أخذت الجماعات المسلحة قريتنا
وفي بداية الحصار كان التنقل عن طريق الحوامات لتأمين المستلزمات ولنعود مرة أخرى في الحوامات ايضا الى المطار حاملين معنا ما تيسر من المستلزمات
ويتنهد الشيخ ويكمل في تاريخ 1722015 ضيق المسلحون الخناق على المطار حتى لم يعد بالإمكان أن تقلع أو تهبط أي طائرة منه لتكثف جبهة النصرة هجومها البري على المطار خلال الأشهر الأخيرة الماضية وهنا حلت ساعة الصفر مع قدوم العاصفة الرملية التي لعبت الدور الابرز في سقوط المطار
ويضيف الضاهر مع وصول العاصفة الرملية المحملة بالغبار تحديدا لم تتوقف الجماعات المسلحة في هجومها على المطار مئات القذائف سقطت مع المفخخات التي تم أرسالها فاستبسل حامية المطار في الدفاع عنه ثلاثة أيام متواصلة في المواجهات المباشرة
ويتابع الشيخ في سرده من العوامل التي ساعدت المسلحين قاموا بتفجير آبار الماء الصالحة للشرب ولم يبق سوى آبار المياه المالحة الغير صالحة للشرب ,معاناة شديدة من التقشف عانوا منها حيث كانوا يقتانون من الأعشاب الموجودة في ارض المطار الصحراوي ومع ذلك لم تغفل عينهم يوما وظلوا يقظين للدفاع عن المطار
ويكمل الضاهر الهجوم على المطار كان من أربع محاور من الجهة الغربية وبالخص تل سلمور ومن الشمال من الباب الرئيس للمطار ومن الجهة الشرقية من قرية خشير ومن الجهة الجنوبية حميمات الداير, هذا الهجوم تم مساءا يوم الثلاثاء 8/9/2015 واستمر لساعات صباح يوم الأربعاء مواجهات دامية وبشكل مباشر مع المسلحين وجها لوجه
وافادا الضاهر كان الاتصال الأخير له مع قائد المطار العميد احسان زهوري الذي أبى الانسحاب وقرر البقاء مع مجموعة من المقاتلين لتأمين انسحاب العناصر تحت غطاء ناري والذي كان ينوي الشهادة وقد نالها بحسب الضاهر
ويضيف بالقول بأن العناصر تم انسحابها على شكل مجموعات ومع الأسف آخر المعلومات التي وردتنا عن وصول خمسة فقط الى نقطة آمنة لكن حتى ساعة نشر هذا التقرير انقطع أي اتصال معهم  مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لم تتم وصول أي عنصر من حامية مطار أبو الظهور الى أقرب نقطة موالية للنظام السوري حتى هذه اللحظة هذا ما أكده الضاهر وعندا سؤاله عن الصورة التي تم نشرها من قبل أحدا الجنود التابعين له وتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أنها صورة لوصول عدد منهم الى برا الأمان أكد الضاهر بأنها لمجموعة من وحدات الجيش والدفاع الوطني ومن مجموعاتنا أتو ليقدموا مؤازرة للمطار وليست لحامية المطار الأساسيين موكدا بان مصيرهم مجهول حتى هذه اللحظة .

ارتسمت على وجهه تعابير الأسى والحزن والانكسار رغم رباطة جأشه على مصير مجموعته من حامية المطار والتي كان تعدادها مئة مقاتل وعلى عناصر النخبة من حامية المطار التي لم يفصح عن تعدادها الإجمالي حيث أكد على استشهاد 22 عنصر وأسر30 آخرين من مجموعته والباقي مجهولي المصير.
وأضاف بالنسبة للطائرات والاليات والذخيرة التي تركت بعد الانسحاب من المطار وتم نشر صورها مع الجماعات المسلحة على أنها غنائم حرب وقابلة للعمل أكد أن هذا الكلام عار عن الصحة وجميع الطائرات معطلة وحتى الذخيرة كان يفتقرها حامية المطار المحاصرين
وختم قوله بأن عشائر الحليبيات سيتابعون الدفاع عن بلدهم ولم تؤثر هذه الحادثة على معنوياتهم في متابعة الدفاع المستميت مع آل البراهوي التابعين لعشيرة الحلبيات وسوف يلبون نداء الواجب في أي بقعة من الجغرافيا السورية
 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024