الأحد 2015-09-20 18:49:01 رأي
هل ستغادر مصر السياسة الرمادية؟

من يستمع لحوارات وتصريحات ممثل السياسة الخارجية المصرية ووزير خارجيتها سامح شكري ﻻ يسعه الا الاستياء والاندهاش فخطابه ليس سوى خطاب مراقب صحفي يوصف الأحداث وليس وزير خارجية مصر الدولة الاكثر اهمية في المنطقة .
هل يعقل ان تلحق مصر بالسياسة الخارجية لدول مجلس التهاون هل يعقل ان نجعل قطر ندا للسياسة المصرية وهل يعقل ان تقود السياسة السعودية تحالفا فيه قطر ومصر لتدمير اليمن باسم إعاده شرعيه الإخوان والقاعدة شرعية هربت بعدما اسقطها الشعب اي شرعية ستعود مع قوى الاحتلال الخليجي التي دمرت بناهم التحتية وازهقت ارواحهم واراقت دماءهم  .
   فمتى ستغادر السياسة المصرية المنطقة الرمادية بشأن الأمن القومي .
متى تدرك السياسة المصرية ان وضوح الخيارات الوطنية تجاه ازمات وقضايا المنطقة وفى المقدمة منها الصراع العربي الصهيوني  والقضية الفلسطينية وباقي الأزمات من اليمن الى سورية الى ليبيا وان  وضوح تلك الخيارات هو ما يمنح مصر دورا محوريا في المنطقة ويحقق الاستقرار والأمن ويهزم قوى الرده والرجعية والفساد في الداخل ويعجل بدفع بالتنمية الاقتصادية والبشرية للأمام .
متى تدرك السياسة المصرية ان مصالح مصر الوطنية والاجتماعية ﻻ يمكن ان تتوافق مع مصالح الوﻻيات المتحدة والغرب و خليج التبعية والنفط وان مجامله تلك السياسات المدمرة للحصول على بعض المليارات لن تجلب لمصر الا الضعف وفقدان الارادة والاتجاه و المهانة الوطنية والسياسية .
ففي عقدي الخمسينات وحتى اواسط السبعينات نهضت مصر اقتصاديا واجتماعيا وهى تقود محور التحرر العربي والاقليمي في مجابهة سياسات امريكا والغرب وحلفاؤهم من دول النفط والتبعية.  ودمر اقتصادها وافقر شعبها وزاد الفساد يوم قررت التنازل عن دورها القومي والاقليمي وتلتحق بمنظومة التبعية   .
سياده الرئيس السيسي لقد تم انتخابك بدعم شعبي واسع  لذا عليك ان ﻻ تخشى احد ﻻ في الداخل و ﻻ في الخارج .
فالمصريون عندما اختاروك كانت حاضرة في الذهن تجربة الخمسينات الناصرية وكانوا يدركوا حجم التحديات الداخلية والخارجية و اليوم ينتظرون خطوات جريئة وعميقة في معالجة قضايا الفساد والفاسدين والانحياز للطبقات الشعبية والتنمية على اسس تراعي المصالح الوطنية للبلد  .
متى ستعاود السياسة المصرية ترتيب اولويات امنها الوطني باعتبار سورية وفلسطين امتدادا طبيعيا له وان تدمير سورية خاصرتها الشمالية وحليفتها الطبيعية مقدمة لتدمير مصر سيما وان خاصرتها الغربية ( ليبيا ) مستباحة للإرهاب والتكفير الذى يحيط بمصر من كل اتجاه.
كيف تقبل السياسة المصرية الانخراط في حلف مع مؤسسي الارهاب والتكفير باسم الحرب عليه اليس ذلك عبط او استعباط سياسي .
ثم لماذا تغل يد مصر عن ملاحقة إرهابيي وتكفيري ليبيا ممن هم حلفاءها في الحرب على الارهاب 
فمتى تغادر مصر سياسة مسك العصى من المنتصف.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024