الأربعاء 2015-09-23 18:13:45 عربي ودولي
بعد واشنطن.. باريس تتراجع عن موقفها بشأن رحيل الرئيس الأسد

انضم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى نظيره الأمريكي جون كيري بالتخلي عن بعض شروطهم المسبقة التي وضعوها أمام أي حوار سوري سوري هادف إلى حل الازمة في سورية ومنها هذه المرة شرط رحيل” الرئيس بشار الأسد.

وأعلن فابيوس في مقابلة مع صحف لوفيغارو الفرنسية ولا تريبون دو جنيف السويسرية وال بايس الاسبانية ولا ريبوبليكا الايطالية ولو سوار البلجيكية أن “المطالبة برحيل الرئيس الأسد كشرط مسبق لحل الازمة ليس واقعيا” مشيرا الى أن حل الازمة في سورية يمر عبر “تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أطرافا من النظام والمعارضة”.

وقال فابيوس تفاديا لما حصل في العراق يجب الحفاظ على الجيش وعلى دعائم اخرى للدولة وهذا يتطلب في ان معا عناصر من الدولة واعضاء من المعارضة ممن يرفضون الارهاب.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تراجع أيضا يوم السبت الماضي عن مطالبة إدارته برحيل الرئيس الأسد كشرط مسبق لأي مفاوضات وقال “هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم”.

وأضاف كيري بعد محادثات مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند “ان هناك حاجة ملحة لتجديد جهود التوصل لتسوية سياسية لإنهاء الازمة ونحن بحاجة للانخراط في مفاوضات وهذا ما نبحث عنه ونأمل أن تساعد روسيا وايران وأي دولة أخرى ذات نفوذ في تحقيق ذلك”.

وتأتي التحولات الغربية الجديدة مع إعلان روسيا ضرورة التوصل الى استراتيجية واضحة ومحددة لمكافحة الارهاب تكون بمشاركة الدول المتضررة منه وخاصة سورية التي يعتبر جيشها القوة الاكثر فاعلية على الارض.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا الى اقامة تحالف عريض من الدول بالتعاون مع الحكومة السورية من أجل مكافحة الارهاب وأكد أن روسيا مستمرة بدعم سورية عسكريا فيما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن موسكو مستعدة لدراسة طلب دمشق تقديم أى مساعدة في هذا المجال.

ويرى مراقبون أن الدول الغربية فهمت الرسالة الروسية جيدا وبدأت بالفعل تغيير مواقفها بالتدريج بدليل اعلان وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر عن محادثات عسكرية مع روسية حول الوضع في سورية ومحاربة الارهاب.

وتلا الإعلان الأمريكي عن تنسيق عسكري كان متوقفا منذ سنتين إعلان كيري بعد لقائه نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير يوم الأحد الماضي أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في سورية مشددا على ضرورة أن تشارك روسيا وايران في ذلك.

ويشير مراقبون ومحللون سياسيون الى أن التحول التدريجي في المواقف الغربية من العداء الكامل لسورية وشعبها وقيادتها والدعم المطلق للإرهاب إلى التخلي عن الشروط المسبقة والاستعداد للتفاوض مع الحكومة السورية سببه الاساسي صمود سورية وشعبها وجيشها وقيادتها لسنوات أمام أفواج المرتزقة التكفيريين وأمام الحصار والعقوبات والضغوط السياسية والحرب النفسية.

وكان وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أكد في حوار مع قناتي التلفزيون السوري والاخبارية السورية أن أعداء سورية خسروا الرهان على اسقاط الدولة وتفكيكها وهزيمة الجيش العربي السوري وقال “في كل يوم نتجدد في نضالنا ضد الارهاب أما الاخرون فيقتربون في كل يوم من اليأس”.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024