الثلاثاء 2015-09-29 10:44:19 شباب في السياسة
التغيير في المعادلة الدولية

رأينا منذ فترة قصيرة أن وفدا عربيا يضم كبار المسؤولين أبرزهم ولي ولي العهد السعودي ورئيس كل من مصر وملك الأردن توجهوا إلى روسيا والتقوا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعددا من المسؤولين الروس حاملين معهم ملفات اقتصادية وسياسية عديدة لمناقشتها لا سيما أن كلآ من السعودية والأردن معرفون بولائهم لسيدهم الأميركي ولكن باعتقادي أن هذه الزيارة هي لتوطيد العلاقات مع روسيا في مختلف المجالات وكسب ودها كونها قوة عالمية عظمى وأن أميركا تسعى للتعاون مع روسيا في مجموعة من الملفات كونها تعد طرفا رئيسيا فيها.
ومن أهم الملفات هو الملف السوري وخاصة أن المبادرة التي طرحتها روسيا لحل الأزمة السورية لاقت صدى واسعا لدى المجتمع الدولي وبأن روسيا لن تتخلى عن الحكومة الشرعية في سوريا وهي تدعمها دعما كاملا على جميع الأصعدة
وقد لاحظنا في الأيام القليلة الماضية تشديدا دوليا على أهمية حل الأزمة السورية بالطرق السياسية وعدم إمكانية إنهاؤها بالطرق العسكرية لاسيما أن روسيا كثفت جهودها وزادت من حدت تصريحاتها بأنها لن تتخلى عن سوريا وبأنها ستمدها بأحدث الأسلحة المتطورة وستزيد من المساعدات الإنسانية المقدمة لها وفي المقابل نرى الولايات المتحدة تصرح تصريحات غير عقلانية أهمها تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري:(أن على الرئيس الأسد الرحيل ولكن ليس فورا)هذا التصريح الذي يعد أولا بمثابة تدخل في السيادة السورية وثانيا دليل على وجود تخبط كبير في السياسة الخارجية الأميركية وعلى وجه الأخص فيما يتعلق بالملف السوري.
وأن هذه التصريحات بين الجانبين الروسي والأميركي تدخل في نطاق الحرب الباردة بينهما.
وبرأيي أننا دخلنا في مرحلة نرى فيها روسيا تتكلم والولايات المتحدة تنصت في سعي من هذه الأخيرة لإخراج نفسها من المأزق التي وقعت فيه نتيجة دعمها للإرهاب الذي سيرتد عليها بشكل أو بآخر.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024