الأربعاء 2015-09-30 11:42:08 عربي ودولي
مجلس الاتحاد الروسي يوافق على طلب بوتين استخدام القوات الجوية في سوريا

وافق مجلس الاتحاد الروسي بالإجماع في جلسته الأربعاء 30 سبتمبر/أيلول على طلب الرئيس فلاديمير بوتين السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج حدود البلاد. وقال مدير الديوان الرئاسي سيرغي إيفانوف إن القرار يسمح باستخدام القوات الجوية الروسية في سوريا.

وأكد إيفانوف للصحفيين بعد جلسة مغلقة لمجس الاتحاد الروسي أن عمليات القوات الجوية الروسية لها أطر مؤقتة، ولكن لا يمكننا الحديث عن تفاصيلها الآن كعدد الأسلحة ونوعها.

وأضاف أن الحديث يدور عن عمليات للقوات الجوية الروسية فقط، ولا يشمل إرسال جنود على الأرض لأن هذا الأمر غير وارد.

وأكد إيفانوف أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي توجه بطلب إلى روسيا لتقديم مساعدات عسكرية إلى دمشق، مشيرا إلى أن استخدام القوات الروسية في سوريا لا يخالف القانون الدولي. وقال: "الهدف العسكري للعملية يتمثل فقط في دعم القوات السورية من الجو في عملياتها ضد "داعش".

وأضاف أن موسكو ستبلغ شركاءها الأربعاء بشأن قرارها هذا وقد تقدم كذلك "معلومات خاصة" على مستوى وزارات الدفاع.

وقال مدير الديوان الرئاسي الروسي إن عدد المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى تنظيم "الدولة الأسلامية" ينمو بسرعة كبيرة ومنهم من عاد ويجب علينا التحرك.

وأكد إيفانوف أن الحديث عن استخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود لا يدور عن طموحات ما ولكن عن مصالح قومية لروسيا. وأضاف أن هذه هي ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات روسية في مكافحة الإرهاب خارج حدود البلاد، مشيرا إلى أن ذلك قد حدث في طاجيكستان في التسعينات من القرن الماضي.

من جانبه أوضح رئيس لجنة الدفاع والأمن التابعة لمجلس الاتحاد فيكتور أوزيروف أن قيام القوات الجوية الروسية بعملية في سوريا يعني استخدام القوات المسلحة الروسية بصورة عاجلة.

وقال أوزيروف: "هناك نقطتان بشأن استخدام قواتنا المسلحة. ولدينا قانون حول نظام استخدام القوات العسكرية والموظفين المدنيين في الخارج، وهو نظام مخطط عادي، وهناك كذلك قانون الدفاع الذي يقتضي إلى جانب ذلك استخدام القوات المسلحة بصورة عاجلة. وفي هذه الحالة نتحدث عن استخدام القوات المسلحة بصورة عاجلة".

وأكد أوزيروف أن مثل هذه العمليات طبقا لقانون الدفاع تنتهي وفقا لقرار روسيا في حال تحقيق أهدافها أو زوال ضرورة إجرائها.

بدوره أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا ستكون البلد الوحيد الذي سيشارك في العمليات ضد تنظيم "داعش" في سوريا بشكل شرعي وتلبية لطلب من الحكومة الشرعية، موضحا أن إجراء مثل هذه العمليات يمكن فقط بعد الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي أو بطلب من الحكومة الشرعية لبلد ما.

وأكد المتحدث باسم الكرملين أن مهمة العملية تتمثل فقط في مكافحة الإرهاب ودعم سوريا في مكافحتها الإرهاب والتطرف، وجاء ذلك ردا على سؤال حول احتمال توجيه القوات الجوية الروسية ضربات إلى مواقع لجماعات المعارضة السورية.

هذا، وأفاد المكتب الإعلامي للكرملين في وقت سابق الأربعاء بأن الرئيس الروسي طلب من مجلس الاتحاد الروسي إصدار تفويض خاص باستخدام قوات مسلحة روسية خارج حدود الاتحاد الروسي على أساس قواعد القانون الدولي.

كما أشار بيان صدر عن الرئاسة الروسية إلى أن الرئيس بوتين عين مدير ديوانه سيرغي إيفانوف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف، ممثلين رسميين أثناء مناقشة هذا الطلب.

يذكر في هذا السياق أن مجلس الاتحاد الروسي وافق بالإجماع في مارس/آذار عام 2014 الماضي على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن استخدام قوات مسلحة روسية في (جمهورية القرم ذاتية الحكم قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي) حتى تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة. وأشار مسؤولون روس آنذاك إلى أن إعطاء هذا التفويض لا يعني أن روسيا ستستخدم قواتها بالفعل.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن عقب لقائه نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين، أن بلاده ستعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية.

وأشار بوتين إلى أن روسيا تدرس مسألة زيادة الدعم لأولئك الذين يقاتلون حقا "في الميدان" ضد الإرهابيين بما فيهم "الدولة الإسلامية"، كالجيش السوري ووحدات الحماية الكردية، مشيرا إلى أن عملية مكافحة الإرهاب في سوريا يجب أن تسير بشكل متواز مع العملية السياسية في البلاد.

وأكد على أن الحديث لا يدور ويجب أن لا يدور عن مشاركة القوات الروسية في عمليات برية هناك، مضيفا أن روسيا تدرس إمكانية المشاركة في غارات جوية ضد "داعش" في سوريا والعراق لكن في إطار القانون الدولي فقط.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024