الجمعة 2015-10-30 16:26:31 رأي
الأزمة السورية ... ولقاء فيينا

تجتمع في فيينا القوى المؤثرة في الأزمة السورية باعتبارها أزمة دولية وليست أزمة وطنية داخلية القوى الأمريكية والأوربية ودول المنطقة المساندة لهما في مشروع إخضاع سورية أو تقسيمها والدول المتضررة من المشروع والهدف رسم الخطوط الرئيسية بعناوين للمرحلة القادمة ..تلك العناوين هدفها إرضاء اللاعبين الرئيسين على الساحة السورية وتقريب وجهات النظر لتفادي الصدام الموسع لاعتبارات أن نتائج الأزمة السورية سوف تصرف على ساحات عدة في المنطقة وأوربة وغيرها وهي مصيرية بالنسبة لعدة دول .. والدعوة الروسية لإيجاد البدائل عن المشروع والمحافظة على سورية ككيان ودولة وحتى مناقشة التقسيم الذي يلبي مصالح دول بعينها والنقاش مع البعض هو متعلق بشخص الرئيس الأسد والغاية حرف المسار في سورية ...وكأن المسألة شخصية ولكن الرئيس الأسد بما يتمتع به من شعبية واسعة لدى السوريين واعتباره الشخصية الوطنية الوحيدة التي تلبي حاجات الشعب السوري وخاصة في هذه المرحلة المصيرية ..الأمر الذي يجعل غيابه عن سدة القرار فقدان تلاحم السوريين ونشوء فوضى مماثلة لفوضى المعارضة ودخول سورية في دوامة الصراعات المتعددة فالمقاتلين التابعين لأجهزة الاستخبارات العالمية استقدموا لمحاربة الرئيس الأسد ومواليه وفي غياب الأسد لن يرحلوا بل سوف تزداد حدة خلافاتهم وصراعهم لقطف ثمار نضالهم الجهادي وصرفه عند مشغليهم .. المشروع الصهيوني خروج سورية من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي هدف والأفضل لهم أن يكون هناك تغيير ينتج سلطة معبرة عن طموح الكيان وراعية لمصالحه .. المشروع السعودي والقطري تمرير الأنابيب إلى أوربة وقطع امتداد النفوذ الإيراني إلى سواحل البحر المتوسط الأمر الذي يضعف منافستها على الأسواق الأوربية لتصريف الغاز والمشتقات النفطية إضافة إلى إضعاف الذين يعتبروا حلفاء إيران في سورية أو على الأقل الذين لا يعتبرونها عدو وفي هذا نجد تكامل مع المشروع الصهيوني .. وتركيا أردوغان الحالمة بنفوذ يتخطى حدودها وإيجاد البديل عن الإتحاد الأوربي كمصلحة اقتصادية أو دخولها ذلك الإتحاد بقوة بسبب تجمع مصالحهم الاقتصادية في يديها وخاصة إشرافها على مرور الطاقة التي تحتاجها أوربة إما على أراضيها أو ضمن أماكن نفوذها في سورية ... أوربة بمشروعها الذي من خلاله تتعدد مصادر الطاقة لديها وتبعد التحكم الروسي بمصادر الطاقة المرغوبة لديها .. المشروع الروسي الذي يرمي للتحكم بمصادر الطاقة في أوربة وبخاصة الغاز يجد بمشروع من سلف ذكرهم تهديداً لمصالحه ... بعد هذا الاستعراض يغيب المشهد الإنساني السوري والاقتصادي إذا القرار خارج سورية بالنسبة لمصير المشاريع المتضاربة .. وسوف تعرض نتائج المباحثات على الرئيس الأسد... برأيي الأزمة المتعلقة بخطوط الغاز يمكن حلها من خلال مرور عدة خطوط في آن بكميات يتفق عليها ..و كذلك محاربة الإرهاب ...ولكن المشاريع المتعلقة بمصادرة القرار السياسي والحلول الخارجية لأزمة سورية المفتعلة لن تجد طريقها للحل ..لأن المخرج للأزمة بالنسبة للمجتمعين هو المحافظة على عناصر قوة كل طرف على الساحة السورية الأمر الذي يعني أنه حل مؤقت ومسكن لآلام سورية وليس علاج له ..والمخاوف أن تكون الحلول استئصاليه أو بتر مواطن المرض وعلى هذا ينوه مدير الاستخبارات الفرنسي ..والحقيقة بعد التمعن بمجريات الأحداث العقدة لا تحل بإرادة المجتمعين بل عنوة عنهم... وكيف تحدث تلك المتغيرات التي تخضع لها إرادة المحملقين حول طاولة المفاوضات في فيينا ليس لدي أي تصور المهم إنني آمل حدوثها ..ولحينها المفروض محاربة جميع القوى الغير وطنية والفاسدة والقوى الظلامية و السلام لأرض المحبة والسلام.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024