الجمعة 2015-11-06 15:22:52 المرصد
اختراق مورك: تهديد على حماه وحلب

بإعلانها أنها نشرت أنظمة للدفاع الجوي في سوريا، تكون موسكو قد نقلت مستوى انخراطها في الحرب على الإرهاب في سوريا إلى مستوى جديد، بكل ما تعنيه هذه الخطوة على الصعيد العسكري وقدرات المواجهة، والتصميم الروسي على إيلاء هذه المعركة ما تحتاجه من إمكانيات، بينما ينخرط الأميركي في الحرب بأشكال متعددة، ويتورط التركي في النار السورية، ويعلن الفرنسي إرسال حاملة طائرات للمشاركة في الحرب على «داعش».
وفي هذا الوقت، برزت الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى مسقط ولقاؤه نظيره العُماني يوسف بن علوي، وإعلانه أن كل دول مجلس التعاون الخليجي تتقاسم الموقف ذاته من الأزمة السورية، وذلك بعد حوالي 10 أيام من زيارة بن علوي إلى دمشق واجتماعه مع الرئيس السوري بشار الأسد، فيما حرص الوزير العُماني على التأكيد أن الديبلوماسية العُمانية تتسم بالهدوء ووسائلها مقبولة من كل الأطراف.
وغداة إعادة الجيش السوري فتح «شريان» حلب بطرده عناصر «داعش» من آخر جزء كان يسيطر عليه من طريق خناصر - أثريا، تعرضت جهوده لمواصلة التقدم إلى انتكاسة على جبهة اخرى، مع سيطرة «جند الأقصى» على بلدة مورك الإستراتيجية بريف حماه الشمالي، في الوقت الذي أثبتت فيه المعطيات الميدانية أن الفصائل التي تحمل فكر تنظيم «القاعدة» باتت هي التي تشكل رأس الحربة الأساسي في محاربة الجيش السوري، والتصدي لحملته العسكرية التي يقوم بها تحت غطاء جوي روسي.
وأكّدت مصادر متقاطعة أن فصيل «جند الأقصى»، الذي يُتهم باحتوائه على قيادات وعناصر لها ميول نحو تنظيم «داعش»، قد انفرد بتنفيذ عملية الهجوم على بلدة مورك ومنع الفصائل الأخرى من المشاركة فيها، وحرص عند اقتحامه مركز البلدة أن يرفع رايته الخاصة، لا راية «جيش الفتح» الذي أشيع أنه عاد إليه، وذلك إيذاناً بأن البلدة أصبحت تحت سيطرته.
وتعتبر هذه الخسارة ضربة قاسية لجهود الجيش السوري الذي كان يتخذ من مورك، الواقعة على طريق تربط بين حلب وحماه، قاعدة انطلاق بهدف توسيع مناطق سيطرته، وصولاً إلى الهدف الأساسي، وهو فتح الطريق الدولي دمشق – حلب الذي يمر عبر خان شيخون، إلا أن هذا الهدف بات يحتاج إلى جهود مضاعفة. كما تعني خسارة مورك أن خط الدفاع الأول عن مدينة حماه قد سقط، ومن المتوقع أن تتركز المعارك باتجاه خط الدفاع الثاني المتمثل في صوران وطيبة الإمام.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات «السوخوي» نفذت 81 طلعة وقصفت 263 هدفا في سوريا في اليومَين الأخيرَين، موضحة أن الأهداف كانت في محافظات حلب ودمشق ودير الزور وإدلب واللاذقية والرقة وحماه وحمص.
وأعلن قائد القوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور بونداريف، في مقابلة مع صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» نشرت أمس، أن روسيا نشرت أنظمة للدفاع الجوي في سوريا لحماية قواتها. وقال: «بحثنا جميع التهديدات الممكنة، وأرسلنا طائرات مطاردة وقاذفات قنابل وطوافات وأنظمة للدفاع الجوي». وأضاف: «قد تحدث بعض حالات القوة القاهرة. لنتخيل السيطرة على طائرة عسكرية في أراض مجاورة لسوريا وتوجيهها ضدنا. علينا الاستعداد لذلك».
وأكد بونداريف أن الطائرة الروسية التي دخلت المجال الجوي التركي مطلع تشرين الأول عبرت الحدود «لتجنب الصواريخ». وأوضح أن مجموعة الطائرات الروسية في سوريا تضم أكثر من 50 مقاتلة وطوافة، مشيراً إلى أنه عدد كاف وأنه لا توجد الآن حاجة إلى مزيد من الطائرات، مشدداً على عدم استهداف الطائرات الروسية لأي منشآت مدنية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه لا علم لها باعتزام مسؤولين من الوزارة ووزارة الدفاع الاجتماع مع وفد من «الجيش السوري الحر» في أبو ظبي أواخر الأسبوع المقبل لمناقشة الأزمة السورية. كما نفى ممثلو أربعة فصائل من «الجيش الحر» ما نقلته وكالة أنباء روسية عن محمود الأفندي الذي وصفته بأنه منسق مثل هذه المحادثات.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن موقف موسكو بشأن وضع الأسد لم يتغير، مشيرة إلى أن مزاعم بعض وسائل الإعلام التي تؤكد عكس ذلك تمثل محاولة لإثارة خلاف وارتباك بهذا الشأن، بما في ذلك بين السوريين. وكررت أن «الشعب السوري وحده سيبت مسألة رئاسة البلاد لا روسيا أو أي دولة أخرى»
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، في بيان، إرسال حاملة الطائرات «شارل ديغول» للمشاركة في العمليات ضد تنظيم «داعش»، وذلك في ختام اجتماع دفاعي مصغر خصص للوضع في سوريا والعراق. وذكر الإليزيه، في بيان، أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أكد أهمية دعم عملية فيينا. لقد ذكّر بأن الخطوط الموجهة لأي اتفاق يجب أن تكون مكافحة داعش ووقف قصف السكان المدنيين. لا يمكن لبشار الأسد أن يكون بأي شكل مستقبل سوريا»
السفير، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024