الإثنين 2015-11-23 11:01:40 المرصد
سوريا ومصر..اقتربت لحظة اللقاء؟

سوريا ومصر، البلدان اللذان وُحدا تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة" اواخر الخمسينات، تربطهما علاقة عضوية تحكمها القومية والنضال المشترك. لكن الفترة الممتدة من صيف العام 2012 الى صيف  العام 2013، عكرت صفو العلاقة بين البلدين بالقرارت السلبية ضد الحكومة السورية والتي توجت بقطع الرئيس المخلوع محمد مرسي العلاقات مع سوريا.

لقد خاضت الدولتان كل على حدة معركة مع الارهاب لا هوادة فيها منذ ما يقارب الخمس سنوات، ويبدو أن مواجهة الإ رهاب ستكون البوابة الجديدة لعودة العلاقات الى طبيعتها، ولا سيما أمام ما سمعناه في الأونة الأخيرة من تصريحات لمسؤولين مصريين قد تكون بابًا لعودة هذه العلاقات. وبالتالي، فإن ما تعانيه دمشق والقاهرة من أحداث إرهابية، المستفيد الأول منها الوحش الداعشي ودول عربية وغربية، لا بد أن يؤدي إلى تكاتف يلحظ دعماً دولياً يوقف مسلسل القتل اليومي على يد الجماعات الارهابية على اختلاف اسمائها، وفق ما يؤكد المحلل السياسي السوري طالب ابراهيم. وعليه، فإن المصلحة المصرية تقتضي حلاً سياسياً في سوريا يضرب حركة الارهاب هناك، لأن من اهدافه الرئيسية اسقاط الجيوش القوية في المنطقة ومنها الجيش المصري، وهذا ما أكدته خطابات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عدة مناسبات، بقوله في ختام العام 2014 إن"الموقف المصري يقوم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي سلمي في سوريا يراعي مصالح الشعب السوري ويُنهى المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها المواطنون السوريون منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات"، كما لفت في ايلول الماضي الى انه "من الخطورة انهيار سوريا، فيجب أن تظل سوريا أمة ودولة واحدة".

وقد صدّق السيسي كلامه بتوقيع اتفاقية مع روسيا اول من امس لإنشاء محطة نووية لانتاج الطاقة الكهربائية، هذه العلاقة الروسية المصرية قد تكون أحدى العلامات التي تدفع الى التنبؤ بأن علاقة القاهرة مع دمشق تسير نحو الافضل على عدة اصعدة، أهمها مكافحة الارهاب، الذي تقاتله مصر على ارضها وتتخوف من تعاظم قوته في حال انتقل الإرهابيون من سوريا اليها، وبالتالي فإن هذا سيدفعها الى اتخاذ موقف سياسي يدعم اي تحالف او خطة لانهاء الحرب في سوريا، قد يتعارض مع الرؤية السعودية صديقة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ايضاً.

وبحسب المحلل السياسي طالب ابراهيم فإنه "من الممكن ان تشهد الايام القادمة لقاءات مصرية - سورية على مستوى عال"، كما يمكن أن يكون موعد فتح السفارة المصرية في دمشق اقترب وفق ما تؤكد مصادر سياسية لموقعنا.

في الخلاصة، يمكننا القول إن العلاقة التاريخية بين مصر وسوريا لا تثنيها نزوة عابرة، والمصلحة العليا لكلا البلدين تقتضي رفع مستوى التنسيق والتعاون للخروج من المحنة التي انهكتهما، فلحظة الحصاد قد تكون اقتربت!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024