الخميس 2015-06-04 07:29:54 تحليل سياسي
العرب هم الخاسر الأكبر تاريخيا

 لم يكن جوزيف بلاتر  ينقصه سوى أن يصل الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية إلى أروقة الفيفا فالفساد المالي ليس جديدا" على عالم كرة القدم هذه الكرة التي لا تدور إلا بالمال والمال وحده ,ورغم انها حازت على لقب لعبة الفقراء ولكنها ملأت جيوب الكثير من رجال الأعمال والسياسيين.

رغم الضغوط التي واجهها جوزيف بلاتر قبل الانتخابات ولكنه أصر على خوض المعركة  فهو يدرك أن خروجه من الفيفا في هذا الوقت سيضعه تحت رحمة نصال المحققين الدوليين وسيخرجه من الباب الصغير للفيفا كفاسد كبير ولذلك رفض الانسحاب وتمكن أن يحصل على ثقة الجزء الأكبر من أعضاء كونغرس الفيفا وخصوصا في القارة الأفريقية والأسيوية وتوج رئيسا للمرة الخامسة.

وبعد ذلك انطلقت المفاوضات بينه وبين المعارضين الرئيسين لولايته الجديدة ,لم يكن على مايبدو يريد الكثير فقط ان يكون خروجه خروجا" مشرفا" , يخرج فيه من الباب الكبير كرجل يضحي للحفاظ على وحدة الفيفا , وان يطوى أي ملف يتعلق بفساده في هذه التحقيقات الجارية وعلى مايبدو كان له ما أراد.

الملفت للنظر استمرار الأمير علي بن الحسين في ترشيحه كان غريبا , فكل المرشحين البارزين رفضوا الاستمرار , و أن يتحولوا لأداة بيد رجال السياسة  ولكن يبدو أن الأمير علي لايمانع في ممارسة هذه الدور وخصوصا أنه ينتمي لعائلة لم تمانع  تاريخيا" في أن تكون أداة في يد الدول الكبرى لتحقيق  أهدافهم ضد أبناء جلدتهم,فالشريف حسين رغم كل الالقاب التي اسبغت عليه لم يستطع ان يحقق سوى عروش مهزوزة لأبنائه تحت حكم الدول الاوربية المستعمرة على حساب مصلحة العرب الذي حمل راية قيادتهم,وتطوع الملك عبدالله في تحالفه ضد سورية في حربها ضد الإرهاب لن يخرج عن هذا السياق, مع العلم أن رئاسة الفيفا هي كموقع أهم بكثير من عرش المملكة .

في حين لم يخرج جبريل الرجوب  رئيس اتحاد الكرة الفلسطينية عن آليات عمل ممثلي الشعب الفلسطيني والذي تقدم  باقتراح لطرد اسرائيل من اتحاد الفيفا بسبب ممارسته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني , وبعد تجند عدة وسائل إعلام لدعم هذا الطلب  , وقيام بعض ممثلي الدول بمحاولة جمع مؤيدين لهذه الخطوة, فاجأ الرجوب  الجميع بسحب الاقتراح كما فاجأنا أولياء أمره سابقا باتفاق اوسلو, واكتفى بقرار تسهيل تنقل اللاعبين الفلسطينين وبمصافحة حميمة بينه وبين رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي انتهى كل شئ, وكأن شئا" لم يكن وخسر الشعب الفلسطيني فرصة الضغط على إسرائيل بلا مقابل كما خسر الكثير من الفرص عبر التاريخ, وتحولت القضية الفلسطينية من قضية شعب مظلوم لقضية بازار يفتح عندما يريد المستثمرين في حقوق الشعب وقضيته ذلك.

  كل الدول تدرك كيف تدافع عن مصالحها وتعرف التعامل بلغة المصالح وتميز بين سياسة الارتهان وتقاسم المصالح إلاالعرب مئة عام مضت وهم الخاسر الأبرز على الساحة الدولية , بدأت باتفاقية سايكس بيكو في عام 1916ووصلنا الآن إلى الإرهاب والتنظيمات الإرهابية الـتي تقضم ماتبقى من العروبة ومصالح العرب.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024