السبت 2015-12-12 12:06:41 المرصد
القرار صدر من العاصمة الحمراء بكسر الرأس الأردوغاني

 يصدر القرار من الأرض السيبيرية الحمراء، هيئوا كل ترسانة السلاح، واستنفروا نحو عدوكم القديم المدعو بالعثماني المريض، هيئوا كل زجاجات الفودكا للاحتفال بالانتصار، ذخروا الكلاشينكوف وأرسلوها إلى الحليف الدمشقي، اتخموا الحدود بالإس 400 وراجمات التوس1 ثم أطلقوا تصريحاتكم وكأنها صواريخ برؤوس نووية نحو ذلك العدو.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجه نيران كلامه نحو العدو العثماني القديم عندما قال أنه لا يجوز أن تُغلق الأعين عندما تعمل أطراف ما كأعوان لتنظيم "داعش" وتفتح الممرات لتهريب الأسلحة وتوريد النفط بطرق غير شرعية وتقيم روابط اقتصادية مع الإرهابيين، مطالباً بقطع قنوات تمويل وتسليح الإرهابيين في سوريا، مشددا على أن ذلك يتطلب إغلاق الحدود التركية-السورية فورا.

المسؤول الروسي حذّر الأتراك من خطر الوقوع في الخطأ عندما تحاول استخدام الإرهابيين لتحقيق أهداف سياسية معينة مثل تغيير النظام الحاكم في دمشق.

كلام لافروف كان متزامناً مع قصف دبلوماسي للقيصر الروسي فلادييمر بوتين، حيث حذر أولئك الذين يحاولون تدبير استفزازات جديدة ضد العسكريين الروس في سوريا، وأمر الجيش بتدمير أي قوة قد تشكل خطرا عليهم، مضيفاً بأن ما يحصل في سوريا يشكل خطراً مباشراً على روسيا، ولذلك يعمل العسكريون الروس في سوريا بالدرجة الأولى حماية لبلادهم.

لم تتوقف التصريحات الهجومية من العاصمة الحمراء، إذ قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تزود بالأسلحة القوات الحكومية السورية وليس ميليشيا "الجيش الحر"، وأشار بيسكوف إلى أن هناك حوارا مع ممثلي )المعارضة المعتدلة) وتواصلا معها. "القوى المعتدلة التي لم تتورط في علاقات مع الإرهابيين يمكن لها أن تكون شريكة في الحوار وهذا الحوار يؤخذ في عين الاعتبار خلال تنفيذ القوات الجوية الفضائية الروسية عملياتها في سوريا.

كما اعتبرت موسكو مؤتمر الرياض الخاص بما تُسمى بـ "المعارضة" محاولةً من النظام الدبلوماسي التفافاً على جهود روسيا الدبلوماسية فيما يتعلق بالملف السوري.

الصواريخ الروسية السياسية والدبلوماسية مستمرة في الهطول على الجانب التركي، اتهام صريح وواضح من قبل موسكو لأنقرة بدعم الإرهاب وإقامة علاقات اقتصادية معه، في تذكير لقيام الطيران الروسي باستهداف قافلة نفط داعشية كانت متجهة نحو تركيا، وهو ما أوصل رسالةً إلى أردوغان وفريقه بأنه عليه أن ينسى منذ الىن فصاعداً حصد أي أرباح عن طريق الاتجار مع "داعش".

أيضاً فإن الاتهام الروسي لتركيا بأنها دولة داعمة  للإرهاب، سينعكس على إرهابيي انقرة في الريف الشمالي للاذقية، ومن ثم في الريفين الحلبي والادلبي، كل من تراهن عليهم أنقرة من أجل إيجاد ورقة تدخل في سوريا، سيتحولون إلى رماد، وقد بدأ الطيران الروسي فعلاً بشن غارات على معاقل الإرهاب في تلك المناطق.

الروس ازدادوا ثقةً بدعم الحليف السوري، وأن هذه الخطوة ضرورية لحماية أمن موسكو ذاتها، كما أن اعتبر أنقرة عاصمة داعمة للإرهاب والتطرف، سيعني أيضاً بأن موسكو لن ترضى بالاعتراف بميليشيا ما تُسمى "أحرار الشام"، وستعمل على وضعها على لائحة الإرهاب، فيما لم تحسم واشنطن أمرها في هذا الشأن إرضاءً للحليفين السعودي والتركي.

الفترة القادمة سيقوم الروس بتصعيد غاراتهم للأهداف الإرهابية القريبة من الحدود التركية، ستعمد موسكو لضرب ما يمكن ضربه وإبادته وهي في ذات الوقت تنتظر رداً تركياً عل ذلك كي تأخذ الذريعة في التصعيد العسكري.

روسيا ستعمد إلى "معارضة معتدلة" يمكن التفاوض معها وغير مرتبطة بأي جماعة مسلحة وهو ما تفتقر إليه كل الميليشيات والمعارضات المرعية من قبل أنظمة الخليج وتركيا وأمريكا، وحتى يتم نضج الملف التفاوضي، ستستمر الجوارح الروسي بالتحليق في الأجواء السورية، مرافقةً لحمم الجحيم التي تطلقها مدفعية الجيش السوري ضد معاقل الإرهاب في كل من ريف اللاذقية وادلب وحلب.

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024