الإثنين 2015-12-14 11:10:32 المرصد
الفخ الروسي لأنقرة في العراق

استطاعت روسيا بعد ازمة اسقاط طائرة سو24 ،وتوتر العلاقة مع انقرة ان تورط الاخيرة في ازمة مع العراق. رصدت موسكو التحركات  العسكرية التركية بدقة في الشمال السوري وفي شمال العراق ، انقرة صادقة تماما في قولها ان قوتها العسكرية كانت موجودة فعلا منذ عام في معسكر بعشيقة في محيط الموصل شمال العراق ، ولكنها لم تكن صادقة في حقيقة نوايا تمركزها في تلك المنطقة ، وفي تحركها العسكري تحت هذا العنوان ، التقطت موسكو تعزيز القوة العسكرية التركية في بعشيقة  والذي كان يجري بهدوء بعيدا عن  عين الحكومة العراقية في اللحظة التي ادخلت انقرة جنودا اضافيين معززين باليات عسكرية قتالية .لتكشف عن المستور في النية التركية. نبهت موسكو حكومة بغداد التي اطلقت حملتها الدبلوماسية ضد تركيا ، طالبة منها الخروج نهائيا من العراق وهو ما صدم الرئيس اردوغان الذي ذكر الحكومة العراقية  مرارا هو ووزير خارجيته ان لا جديد في هذا الوجود العسكري، لكن القضية تفاعلت من البرلمان العراقي الى الحكومة والقوى السياسية والحشد الشعبي والمرجعية الدينية  وصولا الى الشارع العراقي الذي تظاهر ضد هذا الوجود العسكري التركي الذي وصفه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالاحتلال.

تقدمت الحكومة العراقية بشكوى الى مجلس الامن ، وحشرت انقرة في الزاوية، ورددت انقرة انها جاءت لمساعد العراقيين ضد تنظيم داعش ، ولكن العراقيون يقولون لها لانريد هذه المساعدة، تقول انقرة جئت لتدريب الجيش العراقي والبشمركة . يقول العراقيون لا نحتاج الى هذا التدريب ، ويجب ان يتم بموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.

ببساطة الخطاب السياسي التركي للعراقيين  يلخص بالقول( اريد ان ادافع عنكم واساعدكم عنوة عنكم). وهذا ما اظهر الموقف التركي ضعيفا وغير منطقي . والزم واشنطن الصمت.

بينما تحركت موسكو دعما للحكومة العراقية باتصال هاتفي من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف لنظيره العراقي ابراهيم الجعفري اكد فيه التزام موسكو دعم موقف العراق في مواجهة تركيا.وهو ما سيترجم علميا في اي نقاش مقبل في مجلس الامن يخص هذه القضية.

 وقع ارودغان في الفخ الذي نصبه له الروس على تخوم الموصل ، ودخل في ازمة لم تكن في حساباته وهو يخوض حرب ارادات مع موسكو في الشمال السوري.

تعنَت الرئيس اروغان  وقال لن اسحب قواتي من العراق، لينفتح المشهد على كشف المستور ، ((الموصل في عين انقرة وفقا لحسابات الجغرافيا والتاريخ واستفادةً من ظروف العراق الامنية والعسكرية مع سيطرة تنظيم الدولة على اجزاء من البلاد .

لا يستطيع احد على الاطلاق الان ، ان يفسر الرفض التركي للخروج من العراق الا وفق هذه الرؤية ، التي تشد عصب كل العراقيين نحو مواجهة اطماع تركيا في بلادهم.

تركيا سوف تستوعب الصدمة وتسحب قوتها العسكرية من العراق لان موقفها صعب جدا وتبريراتها غير مقنعه ، والصعوبات ستكون عليها اكبر بكثير مما لو انسحبت من ارض الرافدين.

ولكن مع وجود الرئيس اردوغان في الحكم لا شيء مستبعد وقد يكابر ويبقى في العراق رغما عن انف اهله . وفي هذه الحالة يكون قد وقع في الفخ الثاني .

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024