الخميس 2015-12-17 15:45:40 المرصد
نتائج استهداف آبار النفط التي يسيطر عليها الإرهابيون في المناطق الشرقية من قبل الطيران الروسي والسوري

العمليات الجوية المشتركة بين الطيران الحرب السورية والروسي في المناطق الشرقية تواصلت خلال الـ 24 الماضية، ليخرج الطيران السوري حقل الخريطة النفطي بالريف الغربي لمحافظة دير الزور عن الخدمة، بعد سبع عمليات جوية ليل أمس، وأربعة إضافية ظهر اليوم، استكملت من خلالها المهمة.

وعلم موقع عربي برس من مصادر أهلية، إن حقل الخريطة يعد أول الحقول النفطية السورية التي أخرجت من حسابات التمويل بالنسبة للتنظيم بشكل نهائي، وذلك بسبب الاستهداف الدقيق لمنشآت التنظيم في المنطقة، والتي أدت لمقتل نحو 20 من عناصره العاملين في الحقل، إضافة إلى كامل مجموعة الحراسة المؤلفة من 40 عنصراً، ولفتت المصادر إلى أن العمليات الجوية التي استهدفت الحقل دمرت نحو 10 صهاريج للنفط، إضافة إلى جرارين زراعيين كانوا يقطرون خزانات كبيرة للنفط.

إلى ذلك، أكدت مصادر خاصة لموقع عربي برس إن العمليات الجوية، استهدفت خلال اليومين الماضيين آبار الخابور في منطقة البصيرة بالريف الشمالي الشرقي لدير الزور بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي، ووثقت المصادر تدمير نحو 90 صهريجاً للنفط شرق البصيرة كانت في طريقها إلى الأراضي العراقية عبر مجموعة من الطرق الترابية القديمة المعروفة بطرق التهريب أو طرق "الغنامة"، في إشارة إلى استخدام هذه الطرق سابقاً من قبل البدو الرحل لرعاية مواشيهم.

من جانبه استهدف الطيران الحربي الروسي مواقع نفطية لتنظيم داعش في حقول العمر والتيم والتنك، وبادية خشام وأبو خشب، ما أدلى لتدمير عدد من الصهاريج خلال الأسبوع الماضي، كان آخرها نحو 15 آلية بين صهريج وسيارة كبيرة مزودة بخزانات لنقل النفط، وترافق ذلك بتدمير المقاتلات الروسية لمجموعات الحراسة التابعة للتنظيم في المناطق المستهدفة.

وعلم عربي برس من مصادره في مدينة الشدادي، إن تنظيم داعش عاود استغلال "آبار الجبسة" بعد أن نقل مجموعة كبيرة من المعدات النفطية إلى مناطق دير الزور، ولفتت المصادر إلى أن العمليات الروسية ركزت في اليومين الماضيين على استهداف ناقلات النفط الخارجة من المدينة إلى الأراضي العراقية عبر الطرق الزراعية الواصلة إلى الحدود، من خلال جسر الحدادية.

وأكدت المصادر إن الطيران الروسي دمر ليل 10 صهاريج نفط في المناطق الشرقية للشدادي، في حين استهدفت عمليات جوية أخرى نفذت ظهر اليوم 5 صهاريج كانت في طريقها إلى الأراضي العراقية عبر أحد الطرق جنوب شرق المدينة.

مصادر أهلية في مدينة الرقة أشارت إلى أن العمليات الجوية السورية والروسية قطعت طريق "الرقة – السخنة"، بوجه ناقلات التنظيم، وأصبحت مسألة العبور على الطرق الواصلة بين السخنة في وسط البادية السورية ومدينة الرقة أشبه بمغامرة "انتحار" مجاني من قبل قوافل النفط والإمداد للتنظيم.

حيث دمر الطيران الحربي الروسي نحو 23 ناقلة نفط خلال اليومين الماضيين على الطريق، فيما دمر بشكل كامل رتلي إمداد كان من بينهما 5 شاحنات محملة بالذخيرة، من خلال عملية جوية نفذت ليل أول أمس على أحد الطرق الصحراوية بين المدينتين.

ولفتت المصادر إلى أن انعدام قدرة داعش وتجاره على النقل المشتقات النفطية بين المناطق الشرقية، أدت إلى ارتفاع كبير في أسعار المحروقات التي تنحصر بتجار التنظيم في تلك المناطق، كما إنها دفعت التنظيم إلى رفع أجور النقل التي يمنحها لأصحاب الصهاريج، إذ باتت أجرة الصهريج للنقلة الواحدة تصل إلى 600 دولار أمريكي، بعد أن كانت بحدود 150 دولار قبل بدء العمليات الروسية، في حين أن أجرة سائق الصهريج الواحد وصلت إلى 400 دولار أمريكي مقابل الانتقال بالصهريج من دير الزور إلى الرقة أو العكس، في حين أنها كانت تقف عند حدود الـ 75 دولار كحد أقصى.

يذكر أن الطرق البدائية لتكرير النفط التي يستخدمها تجار تنظيم داعش أدت إلى حالات تسمم أودت بحياة العديد من المدنيين، وفي هذا السياق أكدت مصادر عربي برس تسجيل 8 حالات تسمم بدخان الفيول في مدينة الرقة، وذلك مع فرض التنظيم ضريبة جديدة مقدراها 10 آلاف ليرة على ذوي أي مريض يرغبون بنقله إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، ويتزامن ذلك مع انعدام وجود كوادر طبية قادرة على خدمة المدنيين نتيجة لارتفاع أسعار الدواء بشكل كبير وانعدام الثقة بالأدوية القادمة من تركيا لتسجيل حالات تسمم بهذه الأدوية نتيجة لانتهاء صلاحيتها.

يشار إلى أن أكبر الاستهدافات الجوية لقدرة التنظيمات المسلحة على التمويل من خلال النفط، كانت من خلال عملية جوية استهدفت ما يعرف بـ "سوق المازوت" في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الشرقي، والتي أدت إلى تدمير عدد كبير من ناقلات النفط، إضافة لمقتل عدد كبير من تجار النفط المسروق

 

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024