الإثنين 2015-12-21 01:57:18 رأي
بروميثيوس...الحرية


إنه إله النارفي المثيولوجيا اليونانية، اختطف النار المقدسة من السماء وأعطاهاالبشر، فعاقبه زيوس كبيرالآلهة وقيده إلى جبل القوقاس وسلط عليه عقابا ينهش كبده وكلما انتهت جددتها الآلهة ليعود العقاب ينهشها فيتألم من جديد، بقي كذلك حتى خلصه هيروكليس أعظم الابطال عند اليونان والرومان 
استلهم الاسطورة اسخيلوي فكتب برميثيوس مغلولاثم كتب الانجليزي شيلي بروميثوس طليقا.
وفي عام 1933نظم ابوالقاسم الشابي قصيدة بعنوان"هكذاغنى بروميثيوس"، والقصيدة في زمنها تعد خروجا على مألولوفات الشعر العربي وعلى طبيعة الشاعر العربي، لكن الشابي إذ نظم تحت هذاالعنوان فإنه أراد ان يشفل المجتمعات العربية بقضية "الحرية"كما يتصورها، فهي لاتتحقق بشعار أوبحوار أو... ، وإنما تأتي بثمن تاريخي أساسه الإصرارعليها والمعاناة من أجلها، والثمن التاريخي مرتبط بالغاية القصوى وهي الوجود النوعي الحر للجنس الانساني.

يقول الشابي:
النورفي قلبي وبين جوانحي...فعلام اخشى السيرفي الظلماء
إني انا الناي الذي لاتنثني ....أنغامه..مادام في الأحياء
من جاش بالوحي المقدس قلبه...لم يحتفل بحجارة الفلتاء
القصيدة مبنية على ضميرالفردالمتكلم، لكن المتكلم أراد الخروج من قيود التاريخ لامة بالكامل، وكأنه يعلن عن القيد وعن الحرية ويحددالآلام دربا للخلاص.
الفلتاء هي من أوصاف الصحراء او من أسمائها، والقلب والوحي المقدس هما الحيوية والفكر، الفكرالذي يدفع بالحي من البشر ليحقق نوعية الوجود.
الانسان السوري قدم للنوع الإنساني ثلاثة منطلقات للحرية، الاول.. هو اول من زرع القمح ودجن الحيوان فحرره ماديا، الثاني..اول من ابتدع الحروف الابجدية.فحرره عقليا، الثالث..هوالذي اوكل الى نفسه هزيمة البرابرة الجددمن عثمانيين و غيرهم فحرره حضاريا هزمهم على أرضه ويلاحقهم خارجها، فكان الثمن مضنيا مؤلما، لكنها الحياة، لكنها الحرية..لايدركان الا بالمثيولوجيا السورية الاصيلة الحية المتجددة..
المجتمعات.في الشرق إما مغلول وسعيد بأغلاله، وإما مغلول يتطلع الى الخلاص، فمن أراد الحياة غنى مع بروميثيوس النشيد الجبار...تحيا سوريا

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024