الأربعاء 2015-12-23 13:59:45 شباب في السياسة
توازن الطبقة الوسطى

خاص سيريانديز سياسي ــ وسيم الملاح

 الطبقة الوسطى في أي مجتع هي تلك الشريحة الواسعة التي تضم خليطا من موظفين وأطباءومعلمين وصناعيين اجتمعوا على تحصيل وكسب عيشهم متغلبين على نفقات الحياة فالمنتمين لهذه الفئة هم قوم طامحين ساعيين دوما للعلم والعمل ليحفظوا بذلك التوازن الموجود في الهرم الاجتماعي المقسوم إلى طبقة عليا<طبقة الأغنياء> وطبقة دنيا <هي الفقراء> وطبقة وسطى تضم مايقارب من 60-80% من تركيبة المجتمع وهذا يدل على وجود كم ونوع يميزها عن غيرها ويخصها بمهام تجعلها محور أساسيا لقياس رقي المجتمعات وتحضرها، وقد أبدى العديد من الباحثين مع بداية العشر الأول من القرن الحالي تخوفهم من انكماش هذه الطبقة بعد توسع الفوارق بين راس الهرم وقاعدته التي حتى أنه في بعض الأحيان كادت أن تتلاشى نتيجة الفوارق الشاسعة، فكيف سيكون الحال إذن في بلد يشهد أزمة تشرف على عامها الخامس، هل ستبقى تلك الفئة مستقرة دون أي تخلخل يلحق بتوازنها هذا أمر لابد من الوقوف عليه، فليس بغريب على أحد ماقد آلت إليه الأحوال في سورية اليوم من قتل وتدمير وإرهاب طال العقول والنفوس دفع بعدد كبير من شباننا إلى السفر خارجا بعيدا عن ضغوط وانعكاسات الأزمة السورية . وعن الربط بين هجرة الشباب بانكماش فئة مجتمعنا الوسطى فأنه لأمر واضح مادامت معظم الشرائح المهاجرة تمثل عددا من الأطباء والمهندسين والمعلمين إضافة إلى القوى العاملة والنخب الشابة، هؤلاء جميعا أليسوا من أبناء الطبقة الوسطى.أما عن الذين آثروا البقاء على الرحيل فمن المؤكد أن ارتفاع الأسعار الذي لحق المأكل والمشرب السكن ووسائل النقل وتكاليف الصحة والتعليم سيؤدي حتما إلى تزايد نسبة الهبوط نحو الطبقة الدنيا وتراجع البعض إلى أسفل قاع الطبقة التي بدأ يصيبها نوع من انعدام التوازن، ففئة كانت عبر سنين خلت دينامو المجتمعات ومعيارا للتقدم والنهضة تعاني اليوم من انزلاق نحو الأسوأ بحاجة لدعم يعيدها إلى الحياة تترافق مشكلتها بعدة تساؤلات يمكن جمعها بسؤال صريح:هل ستعود الطبقة الوسطى في سوريا إلى عملها كمنتج حضاري وتسهم في إعادة الإعمار بالمرحلة المقبلة بعد وفاة الأزمة؟!

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024