الأحد 2016-01-03 05:19:03 رأي
الأفراح.. الأتراح...
في بلادنا...جرت الاحتفالات كأننا ننصب واليا عثمانيا..فلايتم إلا بضحية على الأقل..

من طبائع الشعوب التي لم تشكل مجتمعات يجانس بين مكوناتها القانون.ولم تسطع أن تبني نظاما سياسياتعدديا ديموقراطيا.ولم تطرح مشرع نهضة مرافقا لثقافة تنويرية...من طبائعهاأن تخلط بين النقائض. فلاتفصل بين الالوان.فيغدو كل مفهوم غيرمفهوم...ويغدوكل مرفوض غيرمرفوض..ويغدوكل مستقبح مستملحا...
مع نهاية العام الميلادي ألف الناس في بلادنا أن يحتفلوا من موقع التقليدللعالم المعني بهذا اليوم وهويعيش أفراح الحياة بعدأن صنع العالم المذكور أسس الحياة وأصل الفارق بين الضروري والثانوي...
العالم المتقدم عالم الصناعة .الديموقراطية.الحداثة التنويرية..النهضة الشاملة...عالم الأحزاب.عالم القوى الصاعدة والاخرى الهابطة بقوة الانتخاب لابقوة أخرى..يحتفل بنهاية العام المنصرم وبإطلالة الجديد...فيضيء السماء بألوان العلم..أوبكتابة الشعارات الحضارية..أوترافق الموسيقا المنبعثة من صميم الروح الشعبية...
في بلادنا...جرت الاحتفالات كأننا ننصب واليا عثمانيا..فلايتم إلا بضحية على الأقل..أوكأننا نستعيدنقل "الملك"من بني أمية إلى بني العباس750م..وتلك الانتقالة رافقهامجزرة لاتقوى عليها إلاوحوش اليوم.فقدجلس أبوالعباس السفاح على جثث القتلى الأمويين-كمايروي الطبري والدينوري في"الإمامة والسياسة"أوفي تاريخ الخلفاء للسيوطي..."-ثم تناول الطعام وقال":مالذلي طعام ولاشراب قبل اليوم"...
في احتفالات نهاية العام قتل أربعة أشخاص في اللاذقية برصاص طائش من أصحابه الحمقى..ومن نافل القول:إن الملايين من الليرات أنفقت ثمنا للالعاب النارية المؤذية...وكأن أبناء اللاذقية بحاجة الى من يروضهم على احتمال المكاره..وكأن وزير الكهرباء غير كاف..فقد مارس حقه في الإزعاج لمن يجلس في بيته بأن قطع عليه نعمة الضوء..فالمسؤول في العوالم المتخلفة يبني سعادته على حرمان غيره من السعادة...
لقدأخرس الضجيج الناري فصاحة الشعراء وقتل نبأ الموت حب الناس للحياة وترقبهم للحظات الجديد...
أين أولو الأمر!نائمون !طمأنهم الرعب!أم سرهم خوف الخائفين؟ام تركوا الناس للطائشين من البشر؟أم تفرجوا على آخر نسخة من فهمهم للقضاء والقدر؟!
أم نردد مع ابراهيم طوقان..
هي فرحة العيد التي قامت على... ألم الحياة وكل عيد طيب

ٍ جميع الحقوق محفوظة لموقع سيريانديز سياسة © 2024